يقول خبراء أمنيون إن معارضا إسلاميا بارزا قيل إنه ساعد في الإطاحة بمعمر القذافي هو زعيم متمرس لجماعة مقاتلة ومعارض مخضرم قاد تمردا فاشلا في ليبيا في التسعينيات وأمضى وقتا مع زعماء القاعدة في أفغانستان. ويقول محللون إن عبد الحكيم بلحاج الذي ذكرت وسائل إعلام عربية إنه لعب دورا بارزا في الهجوم على طرابلس يساعد في قيادة جماعة إسلامية تعاونت بشكل وثيق مع حركة المعارضة الرئيسية وهي المجلس الوطني الانتقالي في القتال ضد قوات القذافي. وتتألف الحركة الإسلامية الليية للتغيير من أعضاء سابقين من الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا المنحلة حاليا والتي كانت تآمرت ضد القذافي من أفغانستان ابان حكم حركة طالبان. وقال نعمان بن عثمان وهو مساعد وقيادي سابق بالجماعة الإسلامية المقاتلة إن بلحاج في أواخر الأربعينيات من العمر ويعرف ايضا باسم أبو عبد الله الصادق وهو زعيم على درجة عالية من المهارة. وقال بن عثمان إنه يشعر بالقلق من أن ينتهز بعض المسئولين الغربيين وجوده في طرابلس لمحاولة الزعم بأن متشددين إسلاميين على وشك محاولة اختطاف الثورة. وأضاف ان بلحاج يدرك أهمية دعم المجلس الوطني الانتقالي. وتابع ان العبء الواقع عليه لا بد وأنه ثقيل جدا. وقال انه يعتقد ان بلحاج قادر على اتخاذ قرارات حكيمة للغاية وعلى ان يحلل على نحو صائب الكفاح الذي بدأه في الآونة الأخيرة. وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس المجلس الوطني الانتقالي بأن أحد تعهداته هو اتخاذ "موقف صارم ضد التطرف العنيف" الآن في تصريحات اعتبرها بعض المحللين إشارة إلى المقاتلين الإسلاميين في صفوف المجلس. وهناك بواعث قلق بين المسئولين الغربيين بسبب الخلافات الواضحة بين الفصائل المتنافسة في صفوف المجلس الوطني الانتقالي ومنها إسلاميون ربما تدعمهم مصالح في الخليج. وزادت هذه المخاوف بعد مقتل القائد العسكري للمعارضة الليبية عبد الفتاح يونس في 28 يوليو تموز وهو حادث ما زال يكتنفه الغموض. وكان يونس وهو مسئول أمني كبير سابق للقذافي قد قتل بالرصاص بعد ان استدعته المعارضة لاستجوابه. لكن انا موريسون الخبيرة في عنف المتشددين الاسلاميين في مؤسسة اكسكلوسيف اناليسيس في لندن قالت إن ظهور مقاتلين سابقين من الجماعة الإسلامية الليبية في وحدات المعارضة لا يشير في حد ذاته إلى أن الذراع الإقليمية للقاعدة وهي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي تمتلك الان فرصا في ليبيا. وأضافت موريسون "سيكون من الخطأ القول إن ذلك يفتح البلاد امام القاعدة." وأضافت موريسون "لا أري أي صلة بين الجماعتين على الإطلاق. لا يوجد ود مفقود بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي والجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا" في إشارة إلى التوتر بين المتشددين الليبيين والجزائريين والذي يعود إلى وقت الصراع الدموي في الجزائر في التسعينات. وقال بن عثمان ان بلحاج شأنه شأن كثير من المعارضين العرب لجأ في التسعينات إلى أفغانستان وتعامل مع اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل لكنه يعارض حملة القاعدة المعادية للغرب ومنها هجمات 11 سبتمبر 2001. وأضاف إن بلحاج أمضى وقته في أفغانستان في محاولة بناء شبكات الجماعة الاسلامية المقاتلة داخل ليبيا في حملتها للاطاحة بالقذافي واقامة دولة إسلامية. وقال انه يتمتع بعقليه سياسية اكثر منها دينية وانه نجح دائما في الحفاظ على مسافة بين أسامة بن لادن والكفاح في ليبيا. وقال كميل الطويل وهو مؤرخ للتشدد الاسلامي في شمال افريقيا ان بلحاج سعى للجوء في أفغانستان عام 1999 بعد ان تمكنت قوات امن القذافي من القضاء على الجزء الاكبر من شبكات الجماعة الاسلامية المقاتلة. وكتب في التاسع من يناير كانون الثاني 2009 في إفادة لمؤسسة جيمس تاون البحثية يقول ان الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا كانت حرصة على عدم محاكاة اسلوب القاعدة بالعمل كأنها "دولة داخل دولة" في أفغانستان وهو الانتقاد الذي كثيرا ما وجه بشكل غير علني ضد اسامة بن لادن من جانب انصار حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان انذاك. وعندما اعلنت القاعدة في 2007 عن اندماج الجماعة الاسلامية المقاتلة معها رفض بلحاج ورفاقه من الزعماء الذين كانوا وقتها في السجون الليبية تلك الخطوة وأعلنوا نبذ العنف في عام 2009. وقال بن عثمان في بحث نشره مركز كويليام البحثي البريطاني في الثالث من اغسطس اب حيث يعمل الان ان الجهاديين العالميين على نمط القاعدة موجودون داخل صفوف المعارضة المسلحة الليبية لكنهم اقلية. وعلى النقيض من هؤلاء قبلت الحركة الاسلامية الليبية للتغيير بقيادة بلحاج فكرة اقامة ديمقراطية جديدة في ليبيا واوضحوا انهم سيشاركون في اي عملية سياسية في فترة ما بعد القذافي. وأضاف بن عثمان ان قبولهم بالنظام الديمقراطي يعني انه لا يمكن اعتبارهم "جهاديين" بالمفهوم الدولي للمصطلح. وتابع انهم يعارضون ايضا الجهاديين الأكثر تشددا مثل التابعين لتنظيم القاعدة. وبعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان فر بلحاج إلى إيران وبعد ذلك إلى جنوب شرق اسيا حيث يعتقد انه اعتقل هناك. وتم تسليمه لليبيا عام 2004 في ملابسات لا تزال غير واضحة. وبموجب برنامج للمصالحة السياسية رعاه سيف الإسلام نجل القذافي بدأ بلحاج وزعماء معتقلين آخرين من الجماعة الإسلامية المقاتلة محادثات مع الحكومة عام 2007 أدت إلى الغفراج عن المئات من أعضاء الجماعة وإسلاميين آخرين. وافرج عن بلحاج في 23 مارس عام 2010.