حالة من الجنون تسيطر على الأوساط الرياضية الإسرائيلية بسبب رغبة تل أبيب في ضم اللاعب العربي وئام عماشة، نجم فريق مكابي كريات شمونيه، إلى المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم، حيث إن عماشة هو من أبناء الجولان السوري المحتل، ويمتلك فقط بطاقة الهوية الزرقاء التي تمنحها إسرائيل إلى أبناء المناطق المحتلة التي تقع ضمن حدودها سواء في القدس أو الجولان، الأمر الذي يتطلب بعض من الخطوات الإدارية من إسرائيل لمنحه الجنسية ثم اللعب مع المنتخب، وهو ما يعارضه اللاعب حتى الآن. ويعترف التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له بثه اليوم الجمعة بموهبة عماشة، الذي سجل حتى الآن سبعة أهداف في سبع مباريات في الدوري الإسرائيلي، وهو ما دفع بالمنتخب السوري إلى طلب استدعائه رسميا إليه مع مراقبة الاتحاد السوري للكرة له، غير أن إسرائيل ترفض هذا الأمر تماما معتبرة أن عماشة عربي يعيش في إسرائيل وفي طريقه للانضمام آجلا أو عاجلا للمنتخب. اللافت للنظر أن الكثير من الأوساط الرياضية العربية سواء في الجولان أو بالمناطق العربية عموما في إسرائيل، ترى أن تل أبيب لن تمنح عماشة حق السفر المتكرر إلى سوريا والانضمام إلى منتخبها، خاصة وأن المنتخب الإسرائيلي يعاني الأمرين بسبب عدم وجود مهاجم جيد ومتميز لها. ويعترف عماشة في حوار له مع صحيفة معاريف برغبته في الانضمام إلى المنتخب السوري إلا أنه وفي النهاية متخوف من المضايقات الأمنية الإسرائيلية التي ستمنعه بالتأكيد من السفر إلى دمشق لخوض المباريات مع المنتخب السوري، وهو ما يزيد من الضغوط المفروضة عليه، خاصة وأنه لا يستطيع حاليا الانتقال للعيش في سوريا مع عائلته، خاصةوأن إسرائيل ستعارض هذا الأمر باعتبار أن انتقالات المواطنين العرب في المناطق المحتلة تخضع للكثير من القوانين الصارمة. وبين هوية عماشة العربية وإغراءات تل أبيب يعيش هذا النجم العربي حاليا واحدة من أكثر حالات الضغوط النفسية، وهي الضغوط التي تتزايد مع الإغراءات المالية والاقتصادية التي تمارسها ضده إسرائيل بصورة متواصلة.