عقد سفير جورجيا بالقاهرة،"ألكسندر نالبندوف" مؤتمرا صحفيا ، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى العاشرة للغزو الروسي لجورجيا واحتلال الأراضي الجورجية، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.وذكر السفير، أن جورجيا سقطت في أغسطس 2008 ضحية للعدوان العسكري الذي أطلقه الاتحاد الروسي وأسفر عن احتلال المناطق الجورجية في أبخازيا ومنطقة تسخينفالي / أوسيتيا الجنوبية.وقال، إن غزو روسيا العسكري واسع النطاق لجورجيا انتهاك صارخ للقواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي ويعتبر بمثابة هجوم مباشر على الأمن الأوروبي والنظام الدولي.وتابع السفير،قوله أنه في عام 2008، خلقت موسكو سابقة خطيرة كانت تمارسها في أوكرانيا، تبين هذه الأحداث بوضوح أن حرب أغسطس 2008 لم تكن حالة معزولة، هذه الخطوات بمثابة أرضية اختبار لموسكو لتقييم حسم المجتمع الدولي للوقوف في وجه السلام والأمن، والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.و شدد على أن الأحداث قيد الاستعراض تجعل من الضروري تقييم التحديات الناشئة عن روسيا والنزاعات التي لم تحل على النحو الواجب بهدف التفكير في سبل تحقيق سلام وأمن دائمين.وقدم السفير الجورجي جدولا زمنيا مختصرا للعدوان العسكري الروسي على جورجيا في عام 2008. ووفقا له، ونتيجة للعدوان الروسي المفتوح قتل مئات من الناس، بينهم مدنيون، وتم تطهير 53 قرية جورجية، و حرق 35 منزل.بالإضافة إلى ذلك، احتلت روسيا 125 قرية يسيطر عليها الجورجيون، وقد رافق الحرب تطهير عرقي آخر من الجورجيين، وخلق موجة من 130 ألف نازح فروا من القرى تحت القصف ونيران الطيران، وأكد السفير، على أنه من الواضح أن القوات الروسية كانت ستذهب إلى أبعد من ذلك إذا لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما. ولفت الي انه في 12 أغسطس 2008 ، توسطت رئاسة الاتحاد الأوروبي بنجاح لوقف إطلاق النار بين جورجياوروسيا، وضع اتفاق وقف إطلاق النار الأساس لوقف العدوان العسكري الروسي الواسع النطاق على جورجيا، وينص على أن روسياوجورجيا يجب أن تسحب قواتها إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل الحرب، وبينما نفذت جورجيا جميع أحكام وقف إطلاق النار، فإن روسيا، على الرغم من النداءات المستمرة من المجتمع الدولي لا تزال تنتهك الاتفاقية، وعززت موسكو من وجودها العسكري غير القانوني في كل من المناطق الجورجية زعزعة الاستقرار في بيئة الأمن في أوروبا بأكملها.وبعد الغزو العسكري، اعترف الاتحاد الروسي بما يسمى باستقلال المناطق المحتلة في جورجيا في انتهاك صارخ للمعايير والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل حرمة الحدود المعترف بها دوليا والسلامة الإقليمية للدول ذات السيادة، من خلال محاولاتها غير القانونية لإعادة رسم الحدود في أوروبا بالقوة، هاجمت روسيا مباشرة النظام الدولي القائم على القواعد.وقال، إن الاتحاد الروسي يعمل على تعزيز وجوده العسكري غير القانوني في الأراضي الجورجية، وهي تضم عددًا كبيرًا من الأفراد العسكريين في المنطقتين، وبشكل أكثر تحديدًا، حوالي 4500 عسكري و 1300 فرد من FSB في كل منهم.وأكد، أن القواعد العسكرية غير القانونية في روسيا في منطقتي أبخازيا وتسخينفالي مجهزة بأسلحة هجومية معاصرة، بما في ذلك الدبابات ومركبات مدرعة مختلفة وأنظمة إطلاق الصواريخ، وكذلك أنظمة الصواريخ SA و SS SA10 Grumble و SS21 Scarab، بالإضافة إلى ذلك ، تنتهك الطائرات الروسية باستمرار المجال الجوي لجورجيا.إلى جانب ذلك، استفزت روسيا، جمهورية جورجيا من خلال التحصين المستمر لخط الاحتلال من خلال إقامة سياج من الأسلاك الشائكة وحواجز مصطنعة أخرى تقسم العائلات وتحرم السكان المحليين من الوصول إلى ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية وخدمات الرعاية الصحية والطوارئ، فضلاً عن المواقع الدينية والمقابر.و تم تقييد حرية حركة السكان المحليين بعد إغلاق نقاط العبور المزعومة، و أصبحت الاعتقالات وعمليات الاختطاف غير القانونية المستمرة على طول خط الاحتلال دليلاً آخر على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على الأرض، وأصبح الجورجيون العرقيون الذين بقوا في الأراضي المحتلة الآن موضع تمييز مكثف. سياسة جورجيا للسلام وقال بيان للسفارة أن :حكومة جورجيا تابعت بحزم سياسة حل النزاع السلمي الموجهة نحو إلغاء احتلال المناطق الجورجية، من جهة، والمصالحة وبناء الثقة بين الطوائف مقسومة على خطوط الاحتلال، من جهة أخرى.ولا تزال الحكومة الجورجية في حالة امتثال تام لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بوساطة الاتحاد الأوروبي في 12 أغسطس 2008، وقد أكدت جورجيا من جانب واحد من جديد التزامها بعدم استخدام القوة وتقوم بتنفيذ هذا المبدأ، ولا تزال تنتظر المعاملة بالمثل من الجانب الروسي.وتحاول حكومة جورجيا الاستفادة الكاملة من أشكال مفاوضات السلام للتوصل إلى نتائج ملموسة من أجل السلام الدائم والأمن وحماية حقوق الإنسان للسكان المتضررين بالصراع على الأرض.ولا تدخر جورجيا جهداً لتسهيل المفاوضات الجوهرية في "مناقشات جنيف الدولية"، وهي صيغة فريدة وشاملة برئاسة مشتركة للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومشاركة الولاياتالمتحدة التي أنشئت لمعالجة التحديات الأمنية والإنسانية الناجمة عن النزاع الذي لم يُحل بعد بشكل كافٍ.وقد بذلت جهود هائلة لتحقيق تقدم بشأن مسائل عدم استخدام القوة، وإنشاء ترتيبات أمنية دولية في منطقتي أبخازيا وتسخينفالي بهدف توفير الأمن والاستقرار على الأرض، وعودة آمنة وكريمة للنازحين واللاجئين.وعلى خلفية الاستفزازات اليومية على الأرض، فإن دور آليات الوقاية من الحوادث ومواجهتها في غالي وإيرغني، بالإضافة إلى آلية الخط الساخن على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع أمران ضروريان لتجنب تصاعد التوترات. وقال أن جورجيا عازمة على مواصلة تعزيز مشاركتها الاستباقية في برامج الإدارة المتكاملة للموارد المائية لضمان استجابة ملائمة وفي الوقت المناسب للتحديات الأمنية، بما في ذلك الحوادث وإيجاد حلول مناسبة للسلامة والاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين من النزاع على الأرض.إلى جانب ذلك، تواصل حكومة جورجيا تعاونها مع بعثة المراقبة الأوروبية، وهي الآلية الدولية الوحيدة في الميدان التي تزود المجتمع الدولي بالمعلومات الدقيقة عن الوضع على الأرض وانتهاكات اتفاقية وقف إطلاق النار من جانب روسيا، وعلى الرغم من حرمان الاتحاد من إمكانية دخول المناطق المحتلة وتنفيذ ولايته بالكامل، فإن أنشطة البعثة حاسمة في منع تصاعد التوترات ومعالجة سلامة السكان المحليين.وعلى الرغم من عدم امتثال روسيا لالتزاماتها الدولية وخطواتها الاستفزازية، تواصل جورجيا محاولاتها لإيجاد سبل للحوار وتهدئة التصعيد مع الاتحاد الروسي. وفي الوقت نفسه، تظل جورجيا نشطة في مجال سياسة المشاركة الخاصة بها مع الأشخاص الذين يعيشون فيها أبخازيا ومنطقة تسخينفالي / أوسيتيا الجنوبية، وتكثف الحكومة جهودها من أجل المصالحة بين المجتمعات التي مزقتها الحروب، وهي مصممة على تقاسم منافع تنمية البلد مع الناس الذين يعيشون عبر خط الاحتلال.وفي ضوء ذلك، أدخلت حكومة جورجيا مؤخراً مبادرة السلام الجديدة "خطوة نحو مستقبل أفضل" بهدف تحسين الظروف الإنسانية والاجتماعية - الاقتصادية للناس الذين يعيشون في أبخازيا ومنطقة تسخينفالي / أوسيتيا الجنوبية وللأشخاص الحاضنين التواصل بين الناس والتفاعل وبناء الثقة بين المجتمعات المنقسمة. وتمثل المبادرة أحدث محاولة من حكومة جورجيا لضمان كفاءة سياسة المصالحة والمشاركة، وبشكل أكثر تحديداً، تسعى الحزمة إلى تعزيز وتبسيط التجارة على طول الخطوط الفاصلة، وخلق فرص إضافية للتعليم الجيد والوصول إلى جميع مستويات التعليم في الداخل والخارج، كما تتوخى المبادرة إنشاء آلية لتبسيط الوصول إلى المنافع والخدمات المتاحة لجورجيا نتيجة لتطور البلد وتقدمه في طريقه نحو التكامل الأوروبي.وختم بالتاكيد علي إن الظروف الأمنية والإنسانية الخطيرة في المناطق المحتلة في جورجيا، دليل واضح على السبب الذي يجعل الوضع على الأرض لا يمكن وصفه بأنه سلمي.