أعرب الدكتور أبو زيد راجح رئيس هيئة التخطيط العمرانى الاسبق وأحد اهم خبراء التخطيط العمرانى فى مصر عن سعادته بما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسى من انتصار سياسى واقتصادى فى مؤتمر دعم وتنمية اقتصاد مصر واعلانه عن البدء فى انشاء العاصمة الادارية الجديدة على مساحة إجمالية 700 كيلو متر مربع بمرحلة مبدئية تتكلف45 مليار دولار. وقال فى تصريحات خاصة ل»الاقتصادى« إن هناك ضرورة ملحة لحل مشاكل القاهرة التى اصبحت متهالكة لدرجة مرعبة وسيطرت العشوائية على مختلف مناحى الحياة فيها مثلها مثل العشوائية فى كل محافظات مصر . قال الدكتور أبو زيد راجح ان القاهرة تعانى ايضا من الكثافة السكانية المرتفعة وايضا معدلات التلوث الذى أصبح من أعلى المعدلات فى العالم وهناك 54 مؤثرا تحقق جودة الحياة الحضرية فى العالم والقاهرة متدنية للغاية على مستوى العالم . كما ان التكدس السكانى بها مثل 40٪ من السكان على مستوى مصر كلها. وطرح راجح سؤالا وسارع فى الاجابة عنه وهو هل درست كل مقومات التنمية العمرانية الاقتصادية والاجتماعية فى كل مصر وخلصت الدراسات إلى ضرورة انشاء عاصمة جديدة؟ والإجابة بالطبع لا، اذ نحن نحتاج إلى حل مشاكل القاهرة وفى مقدمتها ان 40٪ من استثمارات الدولة فى القاهرة ونصف المستشفيات الحكومية والعامة موجودة فى القاهرة و65٪ من وسائل التعليم كالجامعات والمدارس كلها فى القاهرة الكبرى ولدينا 6.5 مليون موظف منهم 3 ملايين فى القاهرة وحدها . والمطلوب أن نحقق عدالة مكانية اى اعيد توزيع الاستثمارات على بقية المدن حتى تعود القاهرة لوظيفتها الاساسية وهى ادارة الدولة لانه ليس من المعقول أن يتم تعيين مدرس من القاهرة وايضا رئيس مدينة أو حى لابد أن يصدر قرار تعيينه من القاهرة وكل مناحى الحياة من تعليم وصحة وثقافة واقتصاد كلها مركزة فى القاهرة وبالتالى إذا أصبحت الاقاليم صاحبة قراراتها فلن يظل الانجذاب للقاهرة كما هو الحال الان لان الهجرة للقاهرة والعمل فيها اعمالا هامشية ادى إلى انتشار العشوئية والضغط على طرقها ومرافقها مما استدعى ضرورة تركيز الحكومة على تلبية احتياجاتها واحتياجات سكانها من مأكل وصحة وتعليم ومواصلات بما ادى بالضرورة ايضا إلى حرمان بقية المحافظات المصرية من حقها فى الاعمار والتطوير ورفع جودة الحياة بها فزادت ازمات القاهرة إلى حد الاختناق وزادت مشاكل المحافظات الاخرى نتيجة الاهمال. وسألته ألم تحل المدن الجديدة مثل أكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة والعبور والشروق وغيرها ولو بعضا من مشاكل القاهرة الكبرى؟ وكانت اجابته قاطعه: لا، لان هذه المدن ليست الا مشروعات للتطوير العقارى وهى مدن غير اقتصادية وغير منتجة وتمثل عالة على القاهرة المدنية الام فى المرافق والبنية الاساسية وهذه المدن طفيلية فى العمران المصرى وهى مدن نوم للشريحة العليا من المجتمع وليست مدنا انتاجية ولكى نخفف عن القاهرة لابد من نقل انشطة كل محافظة إليها كل على حدة. وعليك أن تقصر وظائف الوزارات على تخطيط السياسات ومتابعة تنفيذها واذا استطعنا أن نعيد هذه الوزارات لممارسة وظائفها الاساسية فلن نحتاج إلى نقلها خارج القاهرة. وأشار ابوزيد راجح إلى تخوفه من انتقال مشاكل القاهرة القديمة إلى العاصمة الادارية الجديدة اذا ظلت الإدارة الحالية كما هى من المركزية الشديدة المتمركزة فى القاهرة. وقال ان المخطط القومى للتنمية العمرانية انتهى إلى تقسيم مصر إلى تسعة اقاليم اقتصادية وحدد الاولويات الخاصة بتنمية هذه الاقاليم فاذا كانت الاولوية للامن القومى يصبح اقلaيم سيناء من اولى الاولويات وخطط له ان يستوعب ستة ملايين مواطن. وإذا كانت الاولوية اقتصادية يصبح اقليم قناة السويس هو الاولى بالتنفيذ بشرط أن يتضمن بالاضافة إلى اللوجستيات العالمية صناعات تكنولوجية متقدمة ومتبكرة وليست صناعات تقليدية أو تستخدم تكنولوجيا قديمة، ولابد من الاستفادة من هذا الاقليم الذى يحقق عائدا اقتصاديا سريعا. وقال ابوزيد راجح: اننى من انصار الدراسة العلمية الشاملة والمتأنية لخطط العمران وفى مقدمتها العاصمة الادارية الجديدة ونرجو ان تكون هذه الدراسات بما تصل اليه من صورة نهائية تحت نظر القيادة السياسية لتتخذ القرار وفقا لمسئولياتها . وقال حتى لو كانت العاصمة الادارية تهدف إلى حدوث طفرة فى الاستثمار العقارى الذى يؤدى إلى طفرة فى 40 صناعة اخرى فإننى أحبذ الاهتمام بالقاهرة الام. وقال ان حجم الاستثمارات هو الذى يحدد الاولويات فى التنمية وهو ما تضعه القيادة السياسية فى اعتبارها عند اتخاذ قراراتها وفى مقدمتها قرار انشاء عاصمة ادارية جديدة. وطالب ابو زيد راجح الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعودة للمخطط القومى للتنمية العمرانية الذى عكف عدد كبير من العلماء فى مختلف المجالات على اعداده على مدى 6 سنوات ولم يترك اى عنصر من عناصر التنمية الا ودرسها دراسة علمية متعمقة.