تكتب موازنة العام المالى القادم2016/2015 برؤية جديدة حيث اعتادت الموازنة دوما أن تقوم على اساس الإنفاق الاجتماعى الذى تتكفل به الدولة تجاه الشعب ولكن بالإضافة الى هذه الرؤيا تواجه موازنةالعام المالى القادم تحديات كثيرة حيث قطعت الدولة على نفسها وعودا كثيرة بخفض العجز الكلى وزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم وفقا للدستور هذا بالإضافة الى تحملها تمويل المشروعات الكبرى فهل تسطيع الموازانة أن تواجه هذه التحديات ؟ فى المؤتمر الحادى والأربعين لرابطة العلماء المصريين فى أمريكا وكندا الذى عقد بشرم الشيخ وحضره أكثر من 002 من العلماء وأساتذة الجامعات والتنفيذيين، فجر الدكتور إسماعيل عبدالجليل المدير السابق لمركز بحوث الصحراء لسنوات طويلة قنبلة من العيار الثقيل حيث قال: إن مصر تفقد ثلاثة أفدنة كل ساعة من أراضى الدلتا الخصبة، أى نحو ألف فدان فى السنة! وأشار الي أن استخدام المياه الجوفية يتم بشكل خاطئ مما أدى الي انخفاض كمياتها وتحولها الي مياه مالحة لاتصلح للرى، وطالب بضرورة عمل خريطة للاستثمار فى سيناء والحفاظ على الثروات الطبيعية فيها قائلا : إن فى سيناء 004 نوع من النباتات 91 منها لايوجد فى أى مكان فى العالم سوى فى منطقة سانت كاترين بجنوبسيناء التى يبلغ سعر المتر المكعب من المياه فيها 02 جنيها وهذا سعر مرتفع للغاية أدى الي نقص مياه الرى نتيجة ارتفاع التكلفة وبالتالى حدوث التصحر وانخفاض الانتاج الزراعى من النخيل فى جنوبسيناء واهدار النباتات التى اصبحت غذاء لحيوانات الرعى. وحذر من عودة السيول التى اجتاحت جنوبسيناء العام الماضى رغم تصريحات الحكومة حول الاستعدادات لمواجهتها . وشن هجوما شديدا علي الحكومة متهما اياها باهدار الموارد والتعامل معها بطريقة غير علمية وضرب مثلا بتحويل منطقة ممطرة فى شمال غرب مصر الي منطقة زراعة دائمة ، مما أدى الي حدوث التصحر! وفى كلمته أمام المؤتمر ، اعترف الدكتور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالي بضرورة تغيير نظام الترقيات فى الجامعات المصرية وتطبيق نظم الترقيات المتبعة فى كبرى جامعات العالم وطالب وزير التعليم العالي باقامة شراكة بين الجامعات المصرية والاساتذة المصريين بالخارج لالقاء محاضرات فى هذه الجامعات سواء بالحضور أو عبر الفيديو كونفرانس وكذلك تحكيم الرسائل العلمية. وقال : إن مستوى التعليم فى مصر ليس سيئا بدليل أن من تخرجوا من الجامعات المصرية وأتيحت لهم فرص الالتحاق بالعمل فى الجامعات العالمية أو استكمال دراساتهم فى هذه الجامعات أكدوا جودة التعليم الجامعى فى مصر . وهنا تدخل الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء قائلا : إن الجامعات المصرية سواء الحكومية أو الخاصة تشهد تقدما ملموسا فى إطار رغبة القيادة السياسية فى إحداث طفرة تنموية وأن الجامعات المصرية تتنافس فيما بينها من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية ويخرج طلبه متميزين يحتاجهم سوق العمل فى مصر والمنطقة العربية. بينما اشار الدكتور توفيق أيوب رئيس الرابطة واحد أكبر أطباء التخدير فى العالم إلى أن حضور نحو 51 عالما مصريا من مصر وكندا لمصر فى هذا التوقيت بالذات يعد انجازا كبيرا كما أنه يؤكد رغبة هؤلاء العلماء فى تقديم خلاصة ماتوصلوا اليه فى مجالات تخصصاتهم العلمية لبلدهم خاصة فى تنمية سيناء التي يتواكب انعقاد مؤتمر الرابطة مع المشروع العملاق لتنمية قناة السويسوسيناء جزء منهم لشمالها وجنوبها فى هذا الإقليم وايضا مع العمل بجدية ملموسة فى حفر فرع قناة السويس الجديدة بما يمثل أهمية كبرى للأمن القومى المصرى، وكذلك حرص هؤلاء العلماء علي المساهمة ، فى تحقيق الطفرة التنموية الضخمة والمأمولة من خلال تقديم حلول علمية للمشكلات وافكار قابلة للتطبيق. وهنا تدخل الدكتور حسن راتب للمرة الثانية مطالبا الدولة بتحديد دقيق وواضح لمفهوم الأمن القومي لأن العديد من المشروعات يتم رفضها أو اعاقة تنفيذها بما يمثل إهدار للمال العام وللاستثمارات الخاصة سواء كانت مصرية أو عربية أو أجنبية بدعوى الأمن القومى. بينما استعرض اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء الرؤية الاستراتيجية لتنمية مدينة شرم الشيخ فى اطار المخطط الاستراتيجى لتنمية محافظ جنوبسيناء، مشيرا الي أن المحافظة تمثل نسبة 4.54٪ من اجمالى مساحة شبه جزيرة سيناء باجمالي 72 ألفا و697 كيلو مترا مربعا بينما تبلغ مساحة شمال سيناء 92 ألفا و246 كيلو مترا مربعا بنسبة 4.84٪. وقال : إن إستراتيجية تنمية جنوبسيناء تستهدف توطين مليونا و258 ألف نسمة وتوفير 516 الى فرصة عمل من الآن وحتى 2502. واقامة 7 مراكز سياحية علي خليج السويس باجمالي طاقة فندقية منفذة 2803 غرفة واجمالي فرص عمل تبلغ 4719 فرصة عمل واقامة 9 مراكز سياحية علي خليج العقبة بطاقة فندقية منفذة تبلغ 07 ألف غرفة استوعبت 001 ألف فرصة عمل منفذ منها 06 ألف غرفة بمدينة شرم الشيخ بنسبة 08٪ من اجمالي عدد الغرف. واستعرض المحافظ مشروعات استصلاح وزراعة الاراضى فى جنوبسيناء وفى مقدمتها استصلاح 001 ألف فدان بالظهير الخلفى لسهل القاع و8 آلاف فدان علي المياه الجوفية فى وادى المالحة ووادى غراندل واستصلاح وزراعة الاعشاب الطبية بوادى فيران بسانت كاترين. واقامة مزارع سمكية وفقا لتقنيات الاستزراع السمكى الحديثة فى مدن الطور وأبورديس وأبوزينمة ورأس سدر وتطوير ميناء الصيد بمدينة الطور وإنشاء مشروع لإصلاح اليخوت بمدينة الطور. وقال : إن انشاء مطار رأس سدر بنظام BOOT يحتل أولوية كبيرة وكذلك انشاء مبنى الركاب رقم 3 بمطار شرم الشيخ لرفع الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل الي 81 مليون راكب سنويا مع تطوير مطارات طابا والطور وسانت كاترين ، وانشاء ميناء عالمى لليخوت بمنطقة رأس كنيسة وانشاء جامعة جنوبسيناء بمدينة الطور وتشتمل علي كليات علوم البيئة والاحياء المائية واللغات ، والسياحة والفنادق والارشاد السياحى والتعدين والبترول كذلك توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لانارة المشروعات الجديدة والقائمة من خلال انشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية فى شرم الشيخ ونويبع وطابا ومحطة لتوليد الكهرباء بالفحم فى مدينتى رأس سدر وأبوزنيمة. وهنا قاطع أحد اساتذة جامعة الزقازيق المحافظ قائلا : أنه التقى بأحد أبناء المنطقة القريبة من شرم الشيخ والذى علم منه أن جودة التعليم قبل الجامعى متدنية للغاية وأن معظم التلاميذ يقطعون أكثر من 5 كيلو مترات يوميا للذهاب الي مدارسهم وأن التسرب من التعليم يتم بمعدلات ضخمة ولا يستكمل معظم التلاميذ تعليمهم ومن يصل الي المرحلة الثانوية أو مرحلة الدبلوم يحقق انجازا وقال : إن الجامعة التى ستتم اقامتها لن تجد طلابا من ابناء سيناء وأن من سيقيم هذه الجامعة يهدف الي الحصول علي امتيازات وجلب الطلاب من الوادى . وقال المحافظ ردا علي ما أثير : أن رؤيتنا أن تلعب جنوبسيناء وفى القلب منها مدينة شرم الشيخ دورا اساسيا فى زيادة الناتج المحلى وأن تصبح مركزا عالميا للسياحة البيئة، وأنه يتم التحقيق هذه الرؤية عمليات تطوير واعادة هيكلة من خلال برامج تنفيذية. وواصل المحافظ مستعرضا كل القطاعات التى يشملها اعادة التأهيل والتطوير فى المحافظة ومدينة شرم الشيخ مما استرعى انتباه اعضاء المؤتمر الذى شهد مناقشات ساخنة واختلاف فى وجهات النظر واعرب البعض عن تخوفه من انطفاء جذوة الحماس المشتعلة الآن وعودة الأوضاع الي ماكانت عليه فى السابق. وهنا اكد الدكتور توفيق ايوب رئيس رابطة علماء مصر فى أمريكا وكندا ورئيس المؤتمر ردا علي سؤال »للأهرام الاقتصادى« أن التجربة اثبتت أن التواصل مع الجامعات المصرية التى تخرج منها معظم علماء الرابطة هو الذى يحقق نجاحا للمشروعات والأفكار التى يقدمها العلماء لوطنهم الأم وأن الاتصال بالحكومة من خلال كبار المسئولين والوزراة لا يحقق اى تقدم رغم الحماس الذى يبدو منهم فى بداية كل اتصال. وطالب الدكتور عادل طلعت أحد العلماء المصريين المتخصصين فى ابحاث الامصال والاستاذ بجامعة وينسكانس الامريكية بضرورة قيام الحكومة المصرية باعادة النظر فى قانون الملكية الفكرية الحالى وضرورة تعريف الباحثين بالقانون الحاكم للملكية الفكرية وضمان حقوق الباحثين وحماية مقدمى التمويل وتطبيق ما ينفذ فى أمريكا لخدمة البحث العلمى وهو تخصيص 05٪ من عائد الابحاث للجامعة و52٪ للباحث و52٪ تكلفة ايجار المعمل والمواد البحثية. واعرب عن استعداد الرابطة للعب دور الوسيط سهم الحكومة المصرية والعلماء المصريين فى أمريكا لعمل مشروعات بحثية قائمة علي احتياجات الدولة وقال : إن أهم مايشكو منه علماء مصر فى الخارج هو غياب الاتصال المباشر والدائم بمؤسسات الدولة البحثية. وفى الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الذى استمر ثلاثة أيام استعرض خلالها 57 بحثا حول تنمية سيناء عرض الدكتور اشرف الشيحى رئيس جامعة الزقازيق والرئيس المناوب للمؤتمر ومعه الدكتور اسماعيل طه نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا للدراسات العليا والبحوث أهم توصيات المؤتمر وتضمنت أن العلماء المصريين فى أمريكا وكندا يعتبرون أ تحقيق تنمية مستدامة وشاملة فى شبة جزيرة سيناء قضية أمن قومى وهى أحد أهم المحاور فى انجاح ودعم محور قناة السويس شملت التوصيات مجالات التعليم والصحة والمياه والبيئة والزراعة والتخطيط العمرانى والسكانى والصناعة والطاقة بالاضافة الي عدد من التوصيات العامة ومنها انشاء أول جامعة تكنولوجية ، علي مستوى عالمى فى مصر علي أرض سيناء لتكون نواه لمجتمع عمرانى متطور كما تمثل مركزا لجذب الدراسين علي المستويات المحلية والاقليمية والعالمية علي أن ترتبط هذه الجامعة بخطه تنمية سيناء وتعمل علي الحفاظ علي ثرواتها الطبيعية وبعدها التاريخى والجغرافى. وكذلك الاهتمام بالتعليم الفنى والتقنى والتدريب الجاد واستخدام التقنيات الحديثة مثل التعليم عن بعد والتعليم المفتوح والتعليم القائم علي مشروعات وادخال التعليم القائم على فترات تدريب فعلية وتشجيع الابتكار والابداع وربط الاستراتيجية التعليمية بخطط التنمية المستدامة ودعم جهود الباحثين والجهات المصرية فى استكشاف وكتابة تاريخ سيناء كجزء مهم من نسيج التاريخ المصرى كله. كما تضمنت التوصيات انشاء منتجع للسياحة العلاجية علي مستوى عالمى فى سيناء واقامة المستشفيات الجامعية لخدمة المجتمع المحلى وانشاء شكة واسعة من المستشفيات العامة والخاصة لرفع المستوى الطبى وتوحيد الجودة فى جميع المستشفيات. والمحافظ علي ثروة الاعشاب الطبية وتنميتها واستغلالها طبيا وصناعيا وعدم تصديرها كمواد خام يعاد تصديرها لمصرفى صورة منتجات دوائية. كما طالب المؤتمر بضرورة العمل علي تحسين المناخ الاستثمارى وتشجيع رجال الأعمال على القيام بالدور التنموى والاستثمارى فى سيناء وضرورة الاستفادة من علماء مصر فى الخارج فى المشاركة والإشراف علي الرسائل العلمية ومشروعات البحوث العلمية والمساعدة فى توفير التمويل اللازم لها والاهتمام بتنمية الوعى الثقافى لدى ابناء المجتمع السيناوي. وهنا أكد الدكتور حسن راتب رئيس مجلس امناء جامعة سيناء أن المجموعة الاستثمارية التى يرأسها تخصص 06 مليون جنيه سنويا كإعانات لأبناء وأهالى سيناء من البدو خاصة فى مناطق وسط سيناء تتمثل فى صرف الدقيق وإقامة المخابز لصرف الخبز مجانا وتوفير منح دراسية مجانية منها 06 منحة فى جامعة سيناء لأبناء شمال سيناء و31 منحة لأبناء الجنوب.