يمول البنك الأهلي المصري من خلال فتح اعتمادات مستندية بقيمة220 مليون دولار لتوريد شحنات بوتاجاز تتراوح بين80 ٪ إلي 90 ٪ من نصف الاحتياجات القومية من المنتج البترولي ذاته، تتولى التوريد الشركة العربية البحرية لنقل البترول بمقتضي العقد الأساسي بينها وبين هيئة البترول الذي تم تمديده لمدة عامين من أول يوليو 2015 حتى 30 يونيه 2017 . يغطي فتح الاعتمادات أجلين : 09 و 021 يوما في إطار ترتيبات استثنائية قامت بها هيئة البترول للحفاظ على «وضع آمن تماما» واستمرار تكوين مخزون استراتيجى حتي منتصف 2017 على مستوى البوتاجاز، حسبما كشف ياسين الصياد المدير العام التجارى بمكتب عمليات الشركة بالقاهرة فى حواره مع «الاقتصادي» طال العلاقة ذات الطبيعة الخاصة بين مصر كمؤسس في الشركة وكعميل بوتاجاز على قائمة عملاء الشركة. ما موقف توريد البوتاجاز لمصر من جانب الشركة العربية البحرية؟ أولا بالنسبة للبوتاجاز، فالموقف عند مستوى «آمن تماما» واستنادا إلى تعاقد بين هيئة البترول والشركة العربية فإن 80 ٪ 90 ٪ من نصف احتياجات مصر من البوتاجاز يتم توريدها من خلال الشركة التي تعمل مع منتجين للبوتاجاز خارج مصر التي تقدر احتياجاتها من البوتاجاز 1.6 مليون طن سنويا بقيمة تتراوح بين 640 مليونا إلي 650 مليون دولار وتستورد مصر50 ٪ من الاحتياجات القومية من البوتاجاز داخلها الحصة التي تلتزم باستيرادها وتوريدها الشركة العربية فيما النسبة المتبقبة يتم توريدها عبر ثلاثة موردين آخرين هي شركات: «سوناطراك» الجزائرية التى توقفت عن التوريد بسبب عدم توفر السيولة الدولارية لدى الهيئة، «فيتول» البريطانية، بى بى اللبنانية حيث تقوم الشركات الثلاث بتوريد 100 ألف طن سنويا يبدأ تاريخ علاقة مصر مع الشركة العربية البحرية لنقل البترول إلي عام 2002 وقد استضافت مصر الشركة بعد غزو الكويت، كما ترأست مصر مجلس إدارة الشركة لفترة 5 سنوات دون ارتباط بين مساهمتها في رأس مال الشركة. ما ميكانزم توريد الشركة لحصتها من البوتاجاز الذي تستورده مصر؟ عمليات توريد البوتاجاز تتم عن طريق ناقلات تملكها الشركة وتقف إحداها كخزان عائم قبالة ميناء السويس وأخرى ملاصقة للميناء ذاته، والتزام الشركة بتوريد شحنات البوتاجاز يجرى في إطار التعاقد مع هيئة البترول لتكوين احتياطي استراتيجي دائم لاحتياجات الدولة. في هذا الصدد يتم التنسيق بين الهيئة والشركة لعمل خزانات أرضية للبوتاجاز والمخطط بناء خزانين أرضيين على أن تقوم الشركة باستخدام أحد الأرصفة البحرية في منطقة السويس الاقتصادية لوضع الخزان العائم بجانب الرصيف وهو إجراء يوفر للدولة نفقات السفن الصغيرة التى تعمل فى رحلات مكوكية بين الخزان العائم ومثيله الملاصق للرصيف. ما قيمة الوفر النقدي بعد بناء الخزانين الأرضيين والعائد الفني للخزان العائم ؟ نسبة الوفر20 ٪ من تكلفة النقل الذي يتم من خلال سفن وقيمته تتراوح بين 10 15 مليون دولار شهريا، وهناك جدوى فنية لوجود خزان عائم ملاصق للرصيف البحري تتمثل في استمرار التوريد في ظل الظروف المناخية السيئة التقلبات البحرية، يدلل أن سفينة نقل غاز البوتاجاز تقطع بحريا بين 6 إلى 7 ساعات مسافة بحرية 17 18 ميلا بين الخزان العائم في المياه الإقليمية لمصر والخزان الملاصق لميناء السويس. علي ضوء التعاقد الساري بين هيئة البترول والشركة، ما تقييمك لوضع غاز البوتاجاز داخل محفظة الواردات البترولية لمصر؟ يعد البوتاجاز أقل منتج بترولي على مستوى الواردات البترولية المصرية إثارة للمشاكل، وعلى خلفية خبرة الشركة العربية البحرية فى التوريد للبوتاجاز لهيئة البترول. أشير هنا إلى أن وزير البترول الحالي طارق الملا يتابع لحظيا مع الشركة أرصدة البوتاجاز وكلف مسئولا تنفيذيا بمكتبه للاتصال اليومي وإزالة العقبات التي تعوق التوريد، بل رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر على مستوى النقد الأجنبي فقد قامت الهيئة بالاتفاق مع الشركة تحت إشراف وزير البترول علي جدولة الأرصدة النقدية المتأخرة للشركة التي بلغت خلال النصف الأول من 2016 ما قيمته 450 مليون دولار تم خفضها إلي 260 مليون دولار مع جدولة لمدة 30 شهرا بمتوسط 10 إلى 15 مليون دولار شهريا. في هذا الاتجاه وضعت الهيئة ترتيبات استثنائية لسداد الشحنات المستقبلية من خلال الشركة حيث قامت الهيئة بفتح اعتمادات مستندية مع البنك الأهلى 90، 120 يوما هي اعتمادات ستؤدى إلي عدم زيادة المديونية من ناحية وتؤمن تدفق البوتاجاز الى السوق المحلي. على جانب علاقة الأعمال فإن الشركة تنظر إلي تعاقدها مع الهيئة من منظور استراتيجى في إطار التكامل العربى؛ حيث من ناحية تعد الإدارة التنفيذية العليا للشركة بالكويت أن العقد بين هيئة البترول والشركة يعد نموذجا يحتذى، ومن ناحية ثانية فإن الشركة من خلال تعاقدها تؤمن التشغيل الكامل لأسطول السفن الذي تعمل به ويحتوى على 12 سفينة تملكها و10 سفن مستأجرة. اتسمت أسواق النقل البحري للبترول خلال 2015 بأداء قوى بعد ثلاث سنوات صعبة هى: 2011، 2012، 2013 ساد خلالها ركود وخسائر تشغيل كيف تجاوزت الشركة آثار تلك الفترة؟ استمرت الشركة في نشاطها وفق أولويات وركائز استراتيجية هي: تحقيق أعلى ربحية ممكنة، توسيع الأنشطة وتنويع مصادر إيراداتها، زيادة رأس المال، تطوير تحديث الأسطول. كانت النتائج زيادة رأس المال المدفوع دون الطلب من الدول المساهمة وتضم: الكويت ، السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، البحرين، مصر ضخ أموال إضافية بإصدار أسهم مجانية في حدود 50 مليون دولار توزع على الدول المؤسسة وفق مساهماتها ليصبح رأس المال المدفوع 400 مليون دولار بدلا من 350 مليون دولار.