في الطريق إلي قرية الرهاوي تجتاز السيارة عدة مناطق علي امتداد المسافة من القاهرة إلي القرية مثل منشأة القناطر والقيراطين والقناطر الخيرية كلها يحدها النيل بامتداد شريط تكسوه الخضرة, أما هدفنا وهو مصرف الرهاوي فهو حتي الآن لايزال قابعا تحت الارض عبر مواسير صرف, لكن الأمر لا يخلو من وجود ترع ومصارف أصغر.. في منتصف الطريق تقع قرية نكلا ولها علامة مميزة وهي كميات رهيبة من ورد النيل غطت جزءا كبيرا من مياه النهر ووصل الأمر الي انها تحولت الي مقلب زبالة فوق الماء!! يقف الزبالون والصبية عليها ينتقون من القمامة, هكذا تحول جزء من النيل الي خرابة فوق الماء. اقتربت وزميلي المصور من هذه البقعة وتحدثت مع بعض الصبية الذين يقومون بجمع القمامة فقال واحد منهم رفض الافصاح عن اسمه: إن المنطقة اسمها الجزيرة وهي أهم منطقة في قرية نكلا لأن رزقها وفير والرزق هنا قمامة ومخلفات وصيد سمك! من فتحات ضيقة تخترق ارضية نبات ورد النيل المتشابك فوق الماء.. وبجوار الكوبري عند مدخل القرية ينتشر عدد كبير من الأكشاك الخشبية, وقفنا نشتري بعض الاحتياجات من أحد الأكشاك, سألت صاحبة الكشك عن الطريق الي قرية الرهاوي مقصدنا.. فأشارت الي الطريق ووصفته وقالت بالحرف, لو انت رايح تزور حد هناك البس كمامة وضحكت.. فقلت لها لماذا ؟ فقالت يا أستاذ الرهاوية عايشين جوة بلاعة مجاري.. صدمني التعبير ولكن وجدتها فرصة لاعرف اكثر فقلت لها بصراحة انا صحفي وعايز اعرف ايه حكاية الصرف المفتوح علي النيل لأن ده خطر عليكم عند شرب المياه, فقالت بثقة وثبات, والله يا أستاذ انا باشرب وعيالي ميه معدنية!!! قلت في نفسي أكيد لأنها صاحبة كشك! واستطردت, الميه هنا والقري المجاورة لا تشرب اصلا, انا خايفة علي ولادي وياريت تصور الاكشاك والبيوت اللي بتصرف مباشرة في النيل وهتشوفوا بنفسكم المواسير نازلة ومغطاة عشان المسئولين والمفتشين! ركبنا السيارة في طريقنا الي الرهاوي ومررنا بقرية أم دينار التي تعاني هي الأخري من مشكلة اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي.