خالد جلال: على الأهلي اللعب بتشكيله الأساسي أمام بلدية المحلة    عاجل.. موقف الأهلي من التعاقد مع نجم صن دارونز    الآن رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 11 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    نشرة التوك شو| أزمة قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية وانخفاض أسعار الدواجن والبيض    الحصيلة 520 شهيدا .. مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي والسابعة في مستشفيات غزة    حزب الله اللبناني يعلن استهدف مبنى لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلّة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    حكام مباراة بلدية المحلة والأهلي.. ناصف حكم ساحة.. وطارق مجدي للVAR    ملف يلا كورة.. استمرار غياب الشناوي.. الأهلي لنهائي دوري السلة.. وجائزة تنتظر صلاح    زى النهارده.. الأهلى يحقق رقم تاريخى خارج ملعبه أمام هازيلاند بطل سوازيلاند    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    وفاة شاب في حادث تصادم دراجة نارية وتروسيكل بالفيوم    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج العذراء.. حظك اليوم السبت 11 مايو: انصت لشريك حياتك    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القوافل العلاجية تبدأ أعمالها فى مدينة حلايب اليوم ضمن "حياة كريمة"    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج الأسد السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شرايين الحياة .. الموت!
نشر في المساء يوم 30 - 11 - 2012

تحولت المجاري المائية والمصارف الصحية والزراعية والصناعية إلي ثعابين تتلوي داخل المدن والقري. لتبث سمومها القاتلة للمواطنين.
لقد تلوث نهر النيل والترع بسبب المواسير التي تضخ إليه صرف المصانع ومجاري البيوت. وإلقاء الحيوانات النافقة فيه. وزاد الطين بلة أن رشاحات الصرف الصحي تشق المدن والقري لتنشر الأمراض بين المواطنين.
ولا تقل المصارف الزراعية والصناعية ضررا عنها وبدلا من أن تكون المجاري المائية شرايين تحمل الحياة والصحة والعافية للمواطنين. أصبحت شرايين للموت.
بيئة خصبة للثعابين.. بالمنوفية
المنوفية - نشأت عبدالرازق:
تعد المجاري المائية الواقعة داخل الكتل السكنية بمحافظة المنوفية خاصة بقراها وعزبها. مصدر تلوث ومرتعاً للحشرات والذباب والبعوض وكذلك الفئران الأمر الذي يتسبب في نقل الأمراض إلي الأهالي داخل منازلهم مما يهدد حياتهم بالإضافة بالأمراض الوبائية. إلي جانب أن البوص ينمو علي شواطئ هذه المجاري ويصبح بيئة خصبة ومسكنا للثعابين والحياة التي تؤذي الإنسان.
وتعتبر عزبة الستة بقرية سمادون مركز أشمون التي يصل تعداد سكانها إلي حوالي 5 آلاف نسمة من أسوأ العزب علي مستوي المحافظة. بل علي مستوي الجمهورية. من ناحية انتشار القمامة والحيوانات والطيور النافقة. حيث تحول المجري المائي الخاص بتوصيل مياه الري البحاري للأراضي الزراعية والذي يمتد بطول العزبة لمسافة تقدر بحوالي 1200 متر. إلي مصرف للصرف الصحي "طرنشات" المنازل والمخلفات وتلال القمامة وكافة أشكال الملوثات.
يقول محمد أبورومية - صحفي من أبناء العزبة: لا يمكن أن يتصور أحد حجم الضرر الواقع علي الأهالي من انتشار الأوبئة والأمراض وسقوط العديد من الضحايا خاصة من صغار السن إما بالموت غرقا في مياه المسقة المائية التي تخترق المنازل. أو تأثرا بالأمراض الناتجة عن تلك الملوثات والتي تنقلها الفئران والحشرات التي تستوطن بيوت الأهالي صيف شتاء ولا تجدي معها أي مقاومة.
أوضح عصام عبدالجيد عزالدين - أحد الأهالي - أن المسقي تحولت في الوقت الحالي إلي مصرف لمخلفات الأهالي من الزبالة والقمامة والحيوانات والطيور النافقة وكذلك مخلفات الصرف الصحي مما أدي إلي انتشار الأوبئة والأمراض المعدية ووفاة العديد من الأطفال وكبار السن.
أضاف نوح سليمان أبوحجازي أن بيوت الأهالي الواقعة علي جانبي المسقي تبلغ أكثر من 100 بيت ويوجد عليها مسجدان تابعان لوزارة الأوقاف.. مشيرا إلي أن تغطية تلك المسقي مطلب ذات أهمية بالغة حفاظا علي صحة الإنسان
أكد أشرف عبدالحميد أبورومية وبدر علي حماد ونبيل مشحوت ومحمد طه - يعملون بوظائف أئمة وخطباء ومدرسي مساجد بالأوقاف - أنه في الوقت الذي تقدم فيه الأهالي بمئات الشكاوي والاستغاثات إلي جميع الجهات المسئولة سواء المحافظة أو البيئة. والري لتكسية تلك المسقي أسوة بمئات الترع والمساقي التي تمت تغطيتها في العهد السابق
يلتقط طرف الحديث عبدالعزيز عبدالواحد العطار قائلا إنه منذ حوالي أربعة أشهر توجه عدد من أهالي العزبة إلي المحافظ السابق وتم عرض المشكلة عليه. وقام اللواء عبدالسلام عبدالباري رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أشمون بزيارة العزبة للوقوف علي أبعاد تلك المشكلة وأكد بأحقية المسقة في أعمال التغطية نظرا للكثافة السكانية المرتفعة بتلك المنطقة ومخاطر التلوث التي تتعرض لها مياه الري البحاري وما تسببه من أضرار بالنسبة للإنسان والحيوان وكذلك المزروعات التي يتم ريها من تلك المياه.
أوضح أن رئيس المدينة وعد الأهالي بأنه سوف يتم معرفة تكلفة التغطية وكيفية تدبير الاعتماد المالي اللازم لذلك.
أضاف سامي عبدالغفار فودة - أحد الأهالي - أن إدارة ري أشمون عاينت موقع المسقي وأقرت بأعمال التكسية..
أكد اللواء عبدالسلام عبدالباري أنه بالفعل تم الاقتراح بتقسيم التكلفة بين الوحدة المحلية والأهالي. مشيرا إلي حرصه علي حل مشاكل المواطنين. لكن التكلفة المالية غير متوفرة خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد.
علي الميهي - مدير إدارة الإعلام بجامعة المنوفية - نهر النيل يعاني من الاعتداء عليه. حيث يتم إلقاء الفضلات الآدمية والمخلفات الزراعية والصرف الصناعي السائل والصلب والكيميائي. ولعل بقعة الزيت التي طافت نهر النيل علي مستوي الجمهورية مؤخرا خير دليل للتعدي علي مياه النيل وتلويثها. الأمر الذي يضر بالإنسان والحيوان والنبات طالب بضرورة تكسية وتغطية الترع داخل الكتل السكنية والاستفادة من مسطحها بالتشجير. وإنشاء محلات أو أكشاك وسويقات صغيرة تساعد في تشغيل الشباب والقضاء علي البطالة.
تحصد أرواح الأطفال.. بدمياط
دمياط - لمعي ماضي:
"الرطمة" هي إحدي قري محافظة دمياط. تقع علي نهر النيل قبل نهاية مصب النهر ب 6 كيلو مترات. وتطل من الجهة الشرقية علي بحيرة المنزلة. ومن الجهةالشمالية يفصلها قناة تصل بين نهر النيل وبحيرة المنزلة. ويعمل أهلها بالزراعة وصيد الأسماك. ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة. وهي تابعة لمدينة عزبة البرج. والرطمة تابعة إداريا لقرية الخياطة. التي تضم عدة قري صغيرة أكبرها قرية الرطمة. وبالرغم من ذلك فقد سقطت من حساب المسئولين في أساسيات الحياة اللازمة للبشر والتي لا يستهان بها. وحتي أبسط حقوق البشر في الحياة فقدها أهالي هذه القرية. وسقطت علي طريق القرارات التي لا تنفذ. والخطط المؤجلة لعشرات السنين ولم يعثروا عليها حتي الآن.. وأهم مشكلة تواجه القرية الآن هي مشكلة مروي السوامرة أو "مصرف الموت" كما يقال عنه. والذي تسبب في ارتفاع نسبة الفشل الكلوي وفيروس "سي" وتلوث الحياة بالكامل حتي الزرع والأسماك.
يقول فاروق إبراهيم أبوعلي - أحد الأهالي: إن القرية بها مصرف السوامرة. أو كما يقال مروي السوامرة الذي يلقي فيه الأهالي الصرف الصحي. نظرا لعدم وجود شبكة صرف صحي بالقرية. والأخطر أنه يتم ري الأراضي الزراعية بالقرية منه. وكذلك تختلط مياهه بمياه الشرب التي يرتوي بها أهالي القرية. كذلك تتسرب المياه منه إلي البحيرة ليشرب منه السمك وكان ذلك قبل إنشاء المدرسة.
وطالب جمعة بتغطية المصرف أمام وخلف المدرسة فاطمة أحمد الوهدان - مديرة مدرسة الرطمة الابتدائية: المروي يمثل وباء في حد ذاته وخطورة علي حياة أهل القرية بالكامل وفي مدرسة الرطمة الابتدائية 279 تلميذا حياتهم معرضة للخطر لوجودها بجوار مروي السوامرة.
حسني المتبولي - عضو لجنة الدفاع عن البيئة - تقاعس المسئولين عن علاج هذه الأزمة يجعلنا نتساءل عن مفهوم التنمية. والمحافظة علي صحة المواطن. وأضاف أن اللجنة ستقوم بدورها تجاه هذه القرية. لأن هذا المصرف الخطير يؤثر علي آلاف المواطنين.
"أبوجريدة" إحدي القري التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط ولكن ذلك بشكل صوري فقط. فالحقيقة أن هذه القرية تشهد حالة من الفوضي والإهمال والفقر ونقص الخدمات وتكاد تكون منعدمة الوجود ولا أحد يشعر بوجودها في هذه المحافظة. وبالتجول داخل هذه القرية وجدنا العديد من المشكلات الخطيرة والتي يمكن أن نعتبر كل مشكلة منها أكثر خطورة من سابقتها. وتفتقر القرية إلي وجود شبكة صرف صحي بها. ويعتبر مصرف دير الناحية أكبر كارثة في هذه القرية. فهذا المصرف لم يطهر منذ 15 سنة. إضافة إلي امتلائه بالثعابين والسحالي والفئران وهو مصدر للذباب والناموس والحشرات والصراصير وغير ذلك من الحشرات. ويقع هذا المصرف وسط مجموعة من البيوت وهو مصدر أرق للجميع. وذلك لأن الثعابين تزحف إلي المنازل وتصيب الأهالي بلدغاتها. وهي ثعابين من النوع السام ويسقط الأطفال الصغار داخل هذا المصرف الذي يمتد وسط منازلهم ليلقون حتفهم علي الفور.
تقول أم نزيه - إحدي سكان القرية: العقارب والثعابين والفئران تدخل المنزل دائما ونجدها حولنا كأحد أفراد المنزل. وبالرغم من ذلك أعلن المحافظ أن دمياط مدينة نظيفة.
أضافت ميرفت - إحدي السكان - أن حالات الإصابة بلدغات الثعابين كثيرة في القرية ولقد أصيب ابني "أحمد باهي" بلدغة من الثعبان في ساقه وهذه الثعابين سامة. وطالبت بحضور وزراء البيئة والصحة والتنمية المحلية ومحافظ دمياط إلي القرية ورؤية ذلك الخطر الذي يعيش وسطهم وبجوار أطفالهم.
تقول أم عتريس: المصرف مليء بالثعابين والسحالي التي تدخل يوميا إلي منازلنا ونجدها تزحف بجوار أقدامنا وتصيب صغارنا بلدغاتها فكيف لنا أن نعيش وسط هذه البيئة. ويطالب الأهالي بردم مصرف دير الناحية وتخليص القرية من هذا الوباء.
ويطالب محمد حسان حمودة باهتمام المسئولين بهذه القرية والنظر بعين الرأفة والرحمة لحال أهالي القرية. وتوصيل شبكة الصرف الصحي بها وتغيير مواسير مياه الشرب التي أصبحت تالفة مما يؤدي إلي تلوث المياه بالقرية.
يرون العذاب ألواناً.. بالشرقية
الشرقية - عبدالعاطي محمد:
قال علي محمد - من قرية ميت بشار: يتوسط الكتلة السكنية مصرف يعد قنبلة موقوتة. وللعلم أمامه مدرسة ورائحته الكريهة تطفشنا من البيوت. إلي جانب الناموس والحشرات والفئران التي تهاجمنا في منازلنا.
أضاف أحمد حسين - من قرية ميت سهيل: المصرف يشق قريتنا وتتسرب مياهه إلي محطة مياه الشرب الملاصقة له مما دفع العديد من الأهالي إلي الاستغناء عن شرب المياه وشراء المياه المفلترة وزاد الطين بلة بإلقاء القمامة والحيوانات النافقة فيه.
قال: مصرف بحر البقر أخطر مصادر التلوث ويدفع الأهالي إلي الجحيم فالأمراض تنهش أكباد وأجساد الكبير والصغير والحكومة لم تقدم شيئا سوي دراسات وخطط. ومياه الصرف الصحي ببحر البقر تسبب التلوث لما تحمله من مخلفات صناعية وزراعية وصرف صحي وهي غير معالجة. لذلك ظهرت الأمراض المتوطنة والطفيلية بين المواطنين الذين يعيشون حوله. والغريب أن البعض يستخدم هذه المياه في تربية الأسماك والتي تؤدي إلي الإصابة بحساسية في الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية. والفشل الكلوي لمتناولي هذه الأسماك. والأخطر من ذلك اضطرار المزارعين إلي ري أراضيهم من هذه المياه لعدم توافر مياه الري وهذه المياه تحمل المعادن الثقيلة مما يشكل خطرا داهما علي صحة من يتناول هذه المزروعات. والمصرف يمر داخل المحافظة بطول 100 كيلومتر.
أما حسين حامد فيقول: مصرف بحر البقر يمر داخل العشرات من القري بشمال المحافظة وهو بمثابة كابوس. أضاف أحمد علوي: الأراضي الزراعية المجاورة للمصارف "طبلت" وخرجت من الخدمة لارتفاع نسبة المياه الجوفية ولابد من إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة التي تهددنا بخراب البيوت.
قال حسين محمد - "مزارع" من سكان بحر البقر: المشكلة تتصاعد في فصل الصيف حيث ظهور الناموس بأحجام كبيرة ويمنعنا من تنفس هواء نظيف ونشتري مياه الشرب للحفاظ علي صحتنا بقدر الإمكان
أضاف محمد يوسف: يمر بقريتنا "حفنا" مركز بلبيس مصرف زراعي بطول 3 كيلومترات حوله الأهالي إلي بحر بقر جديد حيث يتم إلقاء مياه الصرف الصحي به وعمل وصلات عليه للمنازل مما أصبح كارثة بيئية إلي جانب إلقاء القمامة والحيوانات النافقة.
أما إبراهيم محمد - من قرية كفر عجيبة مركز ههيا - فيقول: يتوسط قريتنا أحد المصارف الزراعية. وزمان كنا نصطاد منه الأسماك. لكن حاليا يتم إلقاء مياه الصرف الصحي فيه وأصبح بؤرة تلوث حيث الرائحة الكريهة والحشرات التي تهدد صحتنا وكل ما نطلبه تغطية المصرف.
أوضح أشرف محمد - من قرية المسلمية مركز الزقازيق - تعطل تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية والذي بدأ العمل به منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد تنفيذ معظم الشبكة الداخلية دفع الأهالي إلي إلقاء مياه الصرف الصحي بترعة المسلمية والتي يستخدمها المزارعون في ري أراضيهم مما أدي إلي انتشار الأمراض الجلدية وغيرها. والباقي في الطريق. كما أن بحر مويس الذي يتوسط العديد من القري بالمحافظة يتم إلقاء مياه الصرف الصحي به من قبل جرارات الكسح جهارا نهارا. علميا بوجود محطات مياه الشرب عليه. مما يعد "أم الكوارث"
أضاف صبحي محمود سكان المنازل المجاورة للمصارف خاصة في قري بلبيس وأبوحماد والحسينية يرون العذاب ألوانا فالمنازل معظمها تآكل وأصبحت آيلة إلي السقوط نتيجة تسرب المياه إليها.
قال محمد الصاوي: لابد من تفعيل دور الري في تطهير المصارف ومواجهة التلوث وتغطية التي تستخدم للصرف الصحي وبالتالي إلي توفير ما تنفقه الدولة علي المرضي الذين هم في تزايد خاصة وأن هناك طلمبات حبشية يتم دقها بجوار المصارف والترع التي تلقي بها مياه الصرف الصحي. وتسحب منها الطلمبات الملوثة التي يشربها الأهالي لانقطاع المياه عنهم بصفة مستمرة.
أوضح بشير محمد: الكارثة الأخير هي إلقاء الحيوانات النافقة والتي تزيد الطين بلة إلي جانب إلقاء المخلفات من القمامة ومخلفات العيادات والدواجن النافقة في الترع والمصارف
سم قاتل.. بأسوان
أسوان - عصمت توفيق:
يقول الدكتور أحمد زكي أبوكنيز - رئيس الاتحاد النوعي للبيئة بأسوان: إن مصرف السيل يعتبر من أكبر الملوثات لنهر النيل لأنها تلقي بحوالي 70 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالج في نهر النيل يوميا. حيث تبدأ هذه الترعة من جنوب مدينة أسوان حتي تصب في منطقة الجزيرة شمال المدينة. أضاف أنه تم تغطية جزء من مصرف السيل في السنوات السابقة. ولكن مازال هذا المصرف يلوث نهر النيل حتي الآن.
أوضح أن الصرف الصناعي الخاص بمصنع سكر كوم امبو يصب في ترعة الجناين ومنه إلي النيل تحت سمع وبصر المسئولين علي الرغم من أن المصرف مجري مائي تمتلكه وزارة الري والمفترض ألا يصب فيه أي صرف صناعي. لكن الوزارة تسمح بهذا التعدي بغرابة شديدة.. مشيرا إلي أن مياه الصرف الصناعي الخاصة بمصنع سكر كوم امبو تتسبب في حدوث تلوث كيميائي ناتج عن مخلفات السكر وتختلط به المخلفات الصناعية المختلفة مثل المازوت وبقايا السولار. علاوة علي أن وجود مصنع للخشب الحبيبي بجوار مصنع السكر والذي يستخدم الكيماويات في عمليات الإنتاج.
قال إن غالبية المصارف الزراعية تصب في نهر النيل بأسوان مما يسبب مشكلة كبيرة. لأن معظم المزارعين يستخدمون الأسمدة الآزوتية بكميات مبالغ فيها من أجل زيادة المحصول وفي النهاية يذهب جزء كبير من هذه الأسمدة إلي نهر النيل ومن المعروف أن أسمدة النترات تؤدي إلي أضرار شديدة خاصة علي الأطفال. علاوة علي المبيدات التي تستخدم في زراعة الخضر والفاكهة وتصل بدورها إلي المصارف الزراعية ومنها إلي النيل. مؤكدا أن مصرف الشيخ عامر بإدفو تلقي فيه مياه الصرف الصحي التي لا تستوعبها الغابة الشجرية التابعة لوزارة الزراعة مما يؤدي لتلوث كبير بالنيل هناك.
أضاف أن عددا من الأهالي المقيمين علي الترع والمصارف بقري أسوان يقومون بإلقاء مياه الصرف الصحي في هذه الترع بسبب عدم وجود شبكات للصرف الصحي بغالبية القري.
المهندس عاطف حسين - رئيس قسم التفتيش البيئي بجهاز شئون البيئة بأسوان: المصارف الرئيسية التي تلوث نهر النيل في محافظة أسوان هي مصرف السيل وجاري الانتهاء من مشروع لمنع إلقاء مياه الصرف الصحي به حاليا. ومصرف الجناين في كوم امبو وهو عبارة عن صرف زراعي وصناعي ويلقي بمياهه في نهر النيل عند منطقة البيارة بكوم امبو. علاوة علي أن جميع المصارف الزراعية بأسوان تلقي بالمياه في نهر النيل وهي محملة بالكيماويات وخلافه إلي جانب أن بعض سيارات كسح مياه الصرف الصحي ببعض القري تلقي مياه الصرف بالمصارف الزراعية التي تذهب إلي النيل. مؤكدا أن جهاز شئون البيئة يقوم بأخذ عينات مياه دورية من مختلف المصارف بواقع 4 مرات سنويا ويرسل نتائج هذه العينات إلي الجهات التنفيذية المسئولة لاتخاذ القرارات اللازمة.
وأضاف المهندس جمال احيد - رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان - أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي سوف تنتهي في غضون أيام قليلة من إنشاء الغابة الشجرية في العلاقي ضمن مشروع ضخم لمنع إلقاء مياه الصرف الصحي المعالج في مصرف السيل حيث يتبقي فقط توصيل الكهرباء للمشروع ليبدأ علي الفور.
وقال إن هذا المشروع سيساهم في رفع جميع كميات الصرف المعالج بواقع 70 ألف م3 يوميا من شبكات الصرف الصحي بمدينة أسوان بالكامل كانت تلقي في النيل من خلال منظومة متكاملة تشمل تركيب طلمبات الرفع لضخ المياه المعالجة في خط الطرد والذي يشمل مواسير 600 مللي بطول 16 كيلو و400 متر في المسافة من محطة الصرف الصحي المعالج بكيما وحتي حوض التخزين الرئيسي بمساحة 37 ألف متر مربع. ثم يتم تحويلها من خلال ترعة بمسافة 3.5كم لتصل إلي أحواض التبخير والتي تصل إلي 17 حوضا علي مساحة 250 فدانا لتنتهي المنظومة بتحويل مياه الصرف المعالجة إلي الغابة الشجرية الكبري علي مساحة 8 آلاف فدان والجاري استصلاحها كمرحلة ثانية لتزرع بنباتات الكايا والخروع.
أوضح المهندس أحمد بشير مدير عام الري بأسوان أن بعض المصارف تلوث نهر النيل بالفعل ومنها مصرف السيل بمدينة أسوان ولكن في الفترة الأخيرة وافقت الهيئة القومية لمياه الشرب أوضاعها بشأن هذا المصرف ومن المقرر ألا يتم إلقاء أي مياه صرف صحي في هذا المصرف مع نهاية ديسمبر المقبل علي أقصي تقدير وفقا لتأكيدات المسئولين في الهيئة.
وقال إنه تم توجيه إنذار إلي المسئولين عن إلقاء مياه الصرف الصحي في مصرف الشيخ عامر بإدفو. وتم تشكيل لجنة علي مستوي المحافظة تضم رئيس مجلس مدينة إدفو ووكيل ومدير عام الزراعة التي تتبعها الغابة الشجرية بإدفو للتأكد من أن مياه الصرف الصحي التي تلقي في المصرف معالجة من عدمه. علاوة علي بحث إمكانية التوسع في الغابة الشجرية لمنع إلقاء مياه الصرف الصحي تماما في النيل حتي لو كانت معالجة. مؤكدا أنه يتم ا تخاذ الإجراءات القانونية وتحرير المخالفات اللازمة في حالة التعدي علي المصارف وإلقاء أي ملوثات فيها مثلما حدث مع مصنع سكر كوم امبو الذي قام بإلقاء مخلفات الصرف الصناعي في ترعة الجناين مطلع هذا العام مما أدي إلي حدوث بقعة زيت كبيرة في نهر النيل.
وأشار إلي أنه يتم بصفة مستمرة تطهير المصارف وإزالة الحشائش من خلال كراكات لرفع جميع المخلفات وللقضاء علي الحشرات والقوارض وأي أمراض وبائية ومعدية.
النيل مستودع القمامة والقاذورات .. بكفر الشيخ
كفر الشيخ صلاح طوالة:
يقول رجب رشاد رئيس قسم مالي بالطب البيطري بكفر الشيخ: ما يحدث في النيل ينذر بكارثة بيئية خطيرة. حيث يقوم بعض الأهالي بالصرف الصحي الخاص بهم بتصريفه في النيل مباشرة. والمسئولون في شركة المياه والصرف الصحي لايريدون أن يتحركوا لإنقاذ النيل من هذا التلوث الخطير والحفاظ علي صحة المواطنين من الإصابة بأمراض فتاكة خطيرة وخاصة الفشل الكلوي والكبدي.
نوفل محمد جمعة ورجب عبد المجيد "صيادان": نهر النيل أصبح محطة لتجميع المخلفات والقاذورات والصرف الصحي والحيوانات النافقة وأصبح يئن ويستغيث ولا مجيب . وطالبا بضرورة محاسبة الشخص الذي يلوث نهر النيل وكذلك المسئول الذي يتقاعس عن أداء واجبه.
أوضحا أن مشكلة ورد النيل من أسباب هذا التلوث وإعاقة حركة الملاحة والقضاء علي الكثير من مياهه التي نحتاجها في مهنة الصيد.
محمد صالح الشهاوي موظف بالتربية والتعليم: المواطن في بندر وقري دسوق أصبح مهددا بالأمراض الفتاكة الناتجة عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه نهر النيل وترع البدالة التي تحولت في العديد من الأوقات إلي مصرف كبير لتجميع مياه الصرف الصحي والمياه القذرة من الشوارع مما أدي الي انتشار الأمراض الفتاكة وتقوم بعض السيدات بغسيل الملابس والأواني في هذه الترعة . كما يقوم الأهالي بإلقاء مخلفاتهم وكذلك المدارس فيها علما بأن هذه الترعة أحد مآخذ مياه الشرب التي تعتمد عليها شركة المياه والصرف الصحي.
محمد عقيلي حكم كرة قدم: نهر النيل يعاني من كارثة بيئية وصحية بكل المقاييس. حيث تتلقي قري خط الساحل وتشمل كفر إبراهيم وجماجمون ومحلة أبوعلي والصافية ودمنكة وكفر مجر ومنية جناح كميات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة والتي تصب في نهر النيل رغم اعتماد مواطني هذه القري علي هذه المياه في الشرب والزراعة .
الشحات شتا من شباب الخريجين: تصرف مخلفاتها علي النيل بالإضافة الي الجرارات الخاصة التي تقوم بكسح المجاري بالإضافة الي تصريف المراكب مخلفاتها في النيل مباشرة وخاصة صرفها الصحي.
محمدي طعيمة بالمعاش: أكثر من 50 منزلا بجزيرة جماجمون مركز دسوق تصب صرفها في النيل ويتم تحرير محاضر لهم بشكل دوري. كما توجد صورة أخري للتلوث وهي طريقة صيد الأسماك بالقضب والعفش وعروق الاشجار لتكون عبارة عن صحابة الصيد الأسماك . حيث إن رائحتها الكريهة تجلب الأسماك إليها. كما أن ورد النيل الذي غطي نهر النيل ويشرب كميات كبيرة من المياه.
الحسيني مرشدي أشار الي أن استخدام الحيوانات النافقة وسبلة الدواجن في تغذية الأسماك يسهم في تلوث مياه النيل بشكل واضح ويؤثر علي الصحة العامة.
المهندس مسعود رجب عثمان : مدير عام إدارة شئون البيئة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة دسوق تقوم بحملات مستمرة ومنتظمة علي امتداد نهر النيل من قرية منيه جناح حتي قرية محلة مالك بشباس الملح داخل دائرة نهر النيل بمركز دسوق وقد تحرره اكثر من 50 محضرا للمخالفين الذين اعتدوا علي نهر النيل بالبناء أو إلقاء الصرف الصحي او الردم بالإضافة الي القمامة والمخلفات الكريهة الناتجة عن سلوكيات المواطنين الخاطئة.
أصدر المحاسب سمير غباشي رئيس مركز ومدينة دسوق تعليماته الي مدير عام شئون البيئة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالتنسيق مع تفتيش وحماية نهر النيل والعاملين في الري وشرطة البيئة والمسطحات المائية لإزالة كافة التعديات من صرف صحي وأقفاص سميكة او ردم اجزاء من النيل وكافة أسباب تلوث نهر النيل حرصا علي صحة المواطن وتوفير كوب مياه نظيف.
رائحتها كريهة.. بالفيوم
الفيوم نبيل خلف:
مازال خطر تلوث المجاري المائية بمحافظة الفيوم مستمرا بجميع مراكز ومدن المحافظة خاصة المجاري المائية والترع والمصارف التي مازالت مصدر قلق وخطر علي صحة المواطنين.
يقول أحمد سعداوي من مدينة سنورس مشكلة مصرف الفارون بمركز سنورس الذي تم تغطيته منذ عشر سنوات بشكل عشوائي أدي الي ظهور روائح كريهة يعاني منها أهالي المنطقة حتي الآن دون أي إجراءات تتخذ من قبل المسئولين.
أضاف الدكتور حاتم عبد العظيم عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة أن الهيئة العامة للثروة السمكية سبق أن تم تكليفها بتشكيل لجنة لرفع عينات من مواقع مختلفة من بحيرة قارون وتحليلها وتحديد نسب التلوث بها حال وجودها وكذلك تحديد مصادر التلوث وكيفية معالجته علي أن تشكل الهيئة هذه اللجنة بالتعاون مع معامل وزارة الصحة والمعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية ووزارة البيئة وكلية الزراعة بالفيوم ولا أعلم حتي الآن ماذا تم في عمل هذه اللجنة.
وقال المحاسب أحمد مجدي طه محاسب بالغرفة التجارية بالفيوم إن تردي أحوال بحيرة قارون يرجع الي ان البحيرة مغلقة . فهناك حوالي 482 مليون متر مكعب صرف زراعي تلوث البحيرة. إلي جانب أن هذه الكمية من الملوثات تتبخر. ثم تترسب الأملاح والنترات المتبخرة في قاع البحيرة.
ويؤكد الدكتور ديهوم الباسل الأستاذ بكلية العلوم بجامعة الفيوم أن البحيرة تعاني من مشكلة بيولوجية خطيرة نتيجة تعفن الطحالب الحمراء من نوع "بوليسفونيا" والمنقولة إليها من مياه البحر الأبيض المتوسط جراء نقل زريعة السمك البوري. حيث تأقلمت الطحالب ونمت وتكاثرت. ويزداد تعفنها في قاع البحيرة خصوصا في أشهر الصيف عندما تنحسر مياه البحيرة لمئات الأمتار فتنبعث منها روائح كريهة ناتجة عن غاز كبريتيد الهيدروجين الذي جعل البحيرة تبدو وكأنها مجمعا للصرف الصحي. بالإضافة إلي نقص كمية الأوكسجين اللازمة لتنفس الأسماك.
ويحذر أيمن البكري رئيس رابطة أبناء محافظة الفيوم من تلوث المجاري المائية خاصة بحر يوسف الشريان الرئيسي لمحافظة الفيوم بالنسبة لمآخذ المياه بجميع محطات مياه الشرب سواء بالعزب أو قحافة. فللأسف الحيوانات النافقة من الكلاب والحمير والقطط تظل بالأشهر محجوزة وراء بعض المواسير أمام المأخذ الرئيسي بحي قحافة علي بعد مترات من مأخذ مياه محطة الشرب الرئيسية للمحافظة وبعد ازالتها تتجمع مرة أخري مما يؤدي إلي تلوث مياه الشرب داخل المجري المائي لبحر يوسف .
من جانبه قال المحافظ المهندس أحمد علي أحمد تم عقد اجتماع عاجل مع مسئولي الري بالمحافظة لمناقشة وحل كافة الأخطار التي تلوث بعض المصارف والترع بالمحافظة. حيث تمت الموافقة علي مشروع تغطية مصرف الشحات بمدينة الفيوم. لأن تغطية المصرف تعتبر حلا مؤقتا حيث ستظل مشكلة انسداد نزازين للمصرف قائمة وأصدر توجيهاته بردم مصرف الشحات نهائيا والاستغناء عنه وتسليم مساحة 25 فدانا لأملاك الدولة للاستفادة بها كمحور مروري بالمنطقة. كما سيتم تركيب مواسير جانبية تحتية بطول المصرف لصرف النزازين بعيدا عن المنطقة السكنية.
أكد المحافظ علي ضرورة الانتهاء من تنفيذ وعمل قنطرة الحجز استكمالا لمشروع المصرف القاطع. حيث كلف وكيل وزارة الري بمتابعة تنفيذ وعمل القنطرة قبل انتهاء السدة الشتوية حتي تعمل كخزان للمياه خلال فصل الصيف وذلك لضمان وصول المياه عبر المواسير التي تغذي المناطق البعيدة. كما كلف رئيس مدينة سنورس بمتابعة مشروع انشاء محطة رفع لمياه المصرف تجمع بين غرب وشرق المنطقة لتفادي مشكلات التلوث الناتجة عن هذا المصرف.
ماقوسة.. سر مأساة المنيا
المنيا مهاب المناهري:
كارثة حقيقية تعيشها محافظة المنيا وتسببت في تفشي العديد من الأمراض للإنسان والحيوان. وهي وجود 4 بؤر تلوث بمحافظة المنيا وهي محطة صرف المنيا في "تلة" ومصنع سكر أبوقرقاص وهما يصبان في مصرف المحيط "ماقوسة" بدون معالجة ثم محطة صرف أبوقرقاص وشركة الحليج للأقطان وهي الآن متوقفة عن العمل مما يهدد الثروة السمكية بالممنيا بالانقراض. فقد ظهر العديد من أسماك البلطي النافقة طافية علي وجه مياه النيل.
يقول المهندس مصطفي اسماعيل مدير عام إدارة شئون البيئة بالمحافظة ان محافظة المنيا تعاني خطر التلوث خاصة من مصرف ماقوس "المحيط" فهو مصرف رئيسي يبلغ طوله 135 كيلو مترا من مدينة دير مواس جنوبا حتي العدوة شمال غرب مدينة المنيا وتختلف المسميات عليه بين كل مركز فعرضه 4 أمتار ونصف المتر وعمقه 7 أمتار.
أضاف بأن الكارثة خطيرة جدا لأن الأهالي وبعض المصانع ومحطات الصرف الصحي اتحدوا بصورة مفزعة من أجل انتشار التلوث فيقومون بإلقاء المخلفات الزراعية والصناعية والصحية في المصرف مما أدي الي تلوثه مما يعود بالضرر علي صحة المواطنين والحيوانات. ويتسبب لهم في العديد من الأمراض العديدة.
أوضح ان المحافظة عقدت العديد من اللقاءات مع الجهات المعنية.. مديريات وادارات الزراعة والبيئة ومياه الشرب والصرف الصحي والمغطي وجهاز البيئة فرع أسيوط واملاك الدولة واعضاء هيئة التدريس بكليتي الزراعة والعلوم للبحث عن مخرج هروبا من التلوث الذي يطارد المحافظة المنحوسة.
يقول: تبدأ رحلة التلوث من جنوب المنيا وبالتحديد من قرية نزلة رومان التابعة لمركز أبوقرقاص الكائن بها شركة الصناعات التكاميلية مصنع سكر أبوقرقاص والذي يصب أكثر من 60% من نسبة المواد التي تلوث المياه وتقدر ب 5 آلاف متر مكعب يوميا بسبب إلقاء مخلفات سائلة غير معالجة من المصنع والتي تتضمن مواد كيماوية في الغسيل فيصب بمصرف اطسا.. مشيرا الي أن الشركة تحتل نصيب الأسد في التلوث وتليها محطة الصرف الصحي بمدينة المنيا الكائنة بقرية تلة زمام مركز المنيا فطاقة المحطة 40 ألف متر مكعب يوميا في حين ان نسبة استقبالها 100 ألف لتر مكعب بلغة الحساب هناك أكثر من 60 ألف لتر بدون معالجة يتم إلقاؤها في النيل وجاري انشاء محطة صرف بالظهير الصحراوي لحل تلك الكارثة بزراعة الغابات الشجرية علي مساحة تقدر ب 120 ألف متر مربع بعد معالجة مياه الصرف.
أكد بأن الخطر الثالث هو القاء سيارات الكسح المخلفات في المصرف والترع الرئيسية والفرعية.. وأوضح ان السبب الرابع هو سلوكيات المواطنين وعدم وجود وعي فهناك من يلقي بالحيوانات النافقة ومخلفات المنازل في المصرف. كما يوجد صرف زراعي من نترات الفوسفات والمعادن الثقيلة بما تحمله من مخاطر في المياه تؤثر بالسلب علي صحة المواطن.
أكد بأن اللجان المشكلة توصلت الي مقترحات وحلول منها تطوير معالجة الصرف الصناعي لمصنع شركة سكر أبوقرقاص ودراسة امكانية انشاء دوائر مغلقة لمعالجة الصرف السائل. وكذلك تطوير محطات الصرف الصحي القائمة ورفع كفاءة المعالجة بها مع التأكيد علي الانتهاء من خط الطراد الخاص بنقل مياه الصرف الصحي من محطة المعالجة بقرية تلة الي المحطة الجديدة بالظهير الصحراوي التي تبعد 22 كيلو مترا عن مدينة المنيا.
أكد علي ان مياه الصرف تستخدم في ري العديد من الأراضي الزراعية من محاصيل وخضراوات وأشجار فاكهة مما تتسبب في التأثير علي صحة الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة لهم. كما ينتقل التلوث الي محافظة بني سويف ويؤثر عليها بطريقة غير مباشرة.
استنكر المهندس جمال ابراهيم ساويرس مدير عام الإدارة العامة للصرف بجنوب المنيا ان تكون المصلحة هي الجاني أو المقصرة في التصدي للتلوث وقال ان المصرف يشمل زمام المحافظة وبه 4 احباس وهي "مصرف أبوراهب ومصرف بني مزار مصرف اطسا ومصرف كبكب التابع لمركز أبوقرقراص". وأن انشاء المحيط هدفه هو خدمة الأراضي الزراعية والصرف الزراعي وليس الصناعي أو الصحي كما يحدث الآن من تلوث. الأول خاص بمصنع سكر أبوقرقاص والثاني بمحطة الصرف الصحي بتلة.
أضاف بأن المنطقة التي يقع بها التلوث تقدر ب 46 كيلو مترا حيث يبدأ المصرف من أبوقرقاص جنوبا الي اطسا شمالا التابعة لمركز سمالوط ويصب منه الي ترعة الابراهيمية للنيل مباشرة.
يؤكد مؤمن مختار أحمد "مدرس" بأن للمصرف العديد من الأضرار منها الرائحة الكريهة التي تجعل المواطنين في منتهي العصبية وأيضا انتشار الناموس والذباب والحشرات بالمصرف والتي تضر بصحة المواطنين. بجانب ان هناك نباتات تنمو علي ضفتي المصرف والحيوانات تأكلها وترعي فيها ونحن نأكل هذه الحيوانات وبالتالي فهذا ضرر علي صحتنا.
بؤرة تلوث.. في بني سويف
بني سويف - أسامة مصطفي:
قال خالد عباس "مدرس": مصرف مغاغة يعد أكبر مثال لتلوث المصارف رغم أنه تم ردم جزء كبير منه وأقيمت عليه عمارات لإسكان الشباب. إلا أنه تم تحويل مسار المصرف أمام فريقنا الشقر ليصب في نهر النيل رغم أنه مليء بالحيوانات النافقة ويصب مياه الصرف الصحي الناتجة عن كسح المنازل وكذلك القمامة والمخلفات. كما أن مصرف المحيط أصبح مليئا بورد النيل والذي يمر بقري غرب الفشن دون تطهير.
قال عزت عبدالمجيد "بالمعاش": يوجد أيضا مصرف بني عفان والذي يصب فيه ناتج محطة معالجة الصرف الصحي بتزمنت الشرقية رغم أنه تم ردم جزء من المصرف المار أمام قرية من مغاغة. إلا أن جزءا كبيرا منها يتبقي بدون تغطية ويحمل ناتج محطة الصرف الصحي والتي لا تعالج مياه الصرف معالجة سليمة!!
أما فاضل محمد "معلم أول": لقد سبق أن عانينا من الصرف الصناعي بمصرف الكوم الأحمر الناتج عن مصنع الكوكاكولا. إلا أن الجهات المعنية ألزمت المصنع بإنشاء محطة معالجة لمياه الصرف بداخله.
أكد المهندس أسامة الشافعي - مدير إدارة شئون البيئة بالمحافظة - أن مصادر التلوث في المصارف الزراعية إما من الأسمدة الكيماوية أو المبيدات الكيماوية التي تستخدم في رش المحاصيل الزراعية. علاوة علي إلقاء مخلفات الصرف الصحي سواء من محطات الصرف أو سيارات الكسح أو المنازل.
وأوضح الدكتور مجدي حزين - وكيل مديرية الصحة - أن الطب الوقائي بالمديرية يقوم بالمرور علي تلك المصارف وأخذ عينات منها لتحليلها وعقب النتائج يتم إخطار السكرتير العام للمحافظة ووكيل وزارة الري بالنتائج حتي تقوم كل جهة بدورها وتصحيح السلبيات إن وجدت..
وأكدت الدكتورة سمير محمد أحمد - مدير الطب الوقائي بمديرية الصحة - أن هناك لجنة من مديرية الصحة متمثلة في صحة البيئة. وإدارة البيئة. وإدارة حماية نهر النيل تقوم بالمرور علي نهر النيل أمام قري ومراكز المحافظة للكشف عن أية مصادر للتلوث. وخاصة القادمة من المصارف الزراعية منذ الأسبوع الماضي.
أما المحافظ المستشار ماهر بيبرس فأكد أن تطهير المصارف والمجاري المائية عموما نوليه اهتماما. فهناك خطة موضوعة من جانب الإدارة العامة للصرف ومديرية الري لإجراء أعمال التطهير للمصارف والترع.
مدافن للحيوانات النافقة .. بقنا
قنا عبد الرحمن أبوالحمد:
اختراق الترع والمصارف والمجاري المائية لقلب المدن والقري بمحافظة قنا. يمثل مشكلة طويلة الأمد. أرقت المواطنين لعقود طويلة فعلي الرغم من كثرة مطالبات الأهالي لمديرية وإدارات الري بمختلف المراكز لتغطية تلك الترع بعد زرع مواسير ذات أقطار كبيرة تضمن مرور المياه للزراعات دون معوقات. إلا أن "الري" يرفض الاستجابة لذلك وفي المقابل يتكاسل عن القيام بتطهير المصارف المائية حتي تحولت الي مقالب للزبالة يلقي بداخلها المواطنون المخلفات بشتي أنواعها بدءا من فضلات الأطعمة ووصولا للحيوانات النافقة لتصبح الترع والمجاري المائية من أكبر مصادر نشر الأمراض والأوبئة.
يؤكد أحمد سعد جريو عضو مجلس ادارة جمعية رؤي للتنمية بمدينة قنا علي عدم وجود واضحة خطة واضحة من جانب المحافظة لتغطية الترع والمصارف التي تشق المدن والقري. حيث تجد أن مدينة نقادة مثلا وفي المدخل الرئيسي لها من ناحية موقف السيارات توجد ترعة كبيرة تم ردم أقل من نصفها وتبقي الجزء الآخر لينقل صورة مأساوية للإهمال والمعاناة التي يعيشها الأهالي. حتي تحولت الي مقلب للقمامة والقاء المخلفات دون أي تحرك من جانب مجلس المدينة أو ادارة الري بالمدينة.
ويطالب حميد الكاشف مزارع بقوص بتغطية ترعة حجازة بمساحة 500 متر من كوبري السويقة بالناحية البحرية حتي يتم إنشاء موقف للسيارات مكان الترعة. مشيرا الي أن هذه الترعة تمثل خطرا علي المواطنين لمتاخمتها للمنطقة السكنية بسبب قيام البعض بإلقاء الحيوانات النافقة بداخلها والتي تصدر روائح كريهة تزكم الأنوف وتنشر الأمراض بصورة سريعة.
ويقول زيدان حسين ممثل منظمة عدالة لحقوق الإنسان بقنا قري محافظة قنا عانت طويلا بسبب الإهمال من جانب المسئولين حيث انها دائما تسقط من حسابات المحافظين الذي يهتمون بتنمية المدن علي حساب القري. ولهذا تجد ان اكبر نسبة انتشار لأمراض الصدر تتركز في القري خاصة المقيمون في منازل مجاورة للمصارف المائية في قرية دندرة بمركز قنا وشتي قري مراكز الوقف ودشنا وقفط ونقادة وقوص فلا هم قادرون علي حماية أطفالهم الذين يسقطون غرقي داخل تلك المصارف والمجاري ولا هم قادرون علي عزل انفسهم عن الأمراض التي تقتحم اجسادهم مهما اتخذوا من اجراءات وقائية.
ويضيف صلاح عبادي: "نجع القرية" بنقادة يعتبر من أكثر النجوع التي ضاعت في غياهب الإهمال لكونها في الأطراف الجنوبية للمحافظة والتي لم تحظ بزيارة لأي مسئول من قبل. فرغم تكرار شكاوي المزارعين من عدم وصول المياه للأراضي الزراعية بسبب عدم تطهير المصارف منذ عشرات السنين مع ترك بعض المواطنين يعتدون عليها وبناء جدران بداخلها أو التعدي علي حرم الترعة مثلما هو الحال بالترعة الكائنة بالمدخل البحري دون أي تحرك من جانب ادارة الري. كما أن الحشائش تنمو بشكل كثيف حتي وصلت لمنتصف الطريق الذي يعاني من عدم الرصف حتي الآن رغم أنه المدخل الرئيسي للقرية. كما ان الحشائش غطت جوانب الترعة وأخفت ملامحها وهذا يمثل خطورة علي تلاميذ المدرسة الابتدائية الذين يمرون بشكل يومي بالطريق. بالإضافة الي القاء البعض للحيوانات النافقة وكأنها المدفن المخصص لذلك وكذلك القمامة ومخلفات المباني التي تلقي بداخلها. فلا المسئولين تحركوا لتطهيرها ولا قاموا بوضع مواسير وتغطيتها لحماية المواطنين والأطفال الذين يموتون غرقا بداخلها. وكأنهم ينتظرون حتي يتم ردمها بالكامل وتموت الزراعات عطشا أو يموت سكان القرية من جراء الأمراض التي تنشرها الترعة خاصة مع ازدياد حالات الإصابة بالربو وامراض الصدر بالنسبة للقاطنين بجوارها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.