تعالوا نختلف حول بعض التصريحات' العفوية' التي أطلقها المهندس إبراهيم محلب فور تكليفه بتشكيل الحكومة, من عينة منع المياه المعدنية, التي كانت محل سخرية ونكت وقفشات من شباب الفيس بوك وبعض الصحفيين والاعلاميين..! لكن ما لن نختلف عليه أبدا هو أنه من الواضح أن حكومة محلب مختلفة تماما في أدائها وطريقة تعاملها مع المشاكل والتحديات الاقتصادية والامنية عن الحكومات الست السابقة, خاصة حكومة الدكتور الببلاوي وحكومة الدكتور هشام قنديل,ربنا يفك سجنه..! فبعد لحظات من ادائهم اليمين الدستورية.. بدأ وزراء حكومة محلب في النزول للشارع للاحتكاك بالمواطنين ومعايشة مشاكلهم علي أرض الواقع.. وهذه خطوة ايجابية تحسب للحكومة لا عليها; علي الرغم من أن بعض' المتفذلكين' انتقد نزول الوزراء للشارع مؤكدين أن مكانهم في المكاتب لرسم الخطط والسياسات علي أن يقوم صغار الموظفين بالتنفيذ في الشارع علي أرض الواقع, وهي سفسطة فارغة تشبه الي حد كبير فزورة من أولا البيضة أم الفرخة..! ففي تقديري أن الوزير عليه أن يضرب المثل لصغار الموظفين في التواجد في الشارع, لا في الغرف المكيفة, للتعايش مع مشاكل الجماهير وحلها علي أرض الواقع.. وهو نهج افتقدناه مع كل الحكومات السابقة.. مع فارق بسيط وهو أن وزراء الحكومات السابقة كانوا يقبعون في الغرف المكيفة دون أن يرسموا أي سياسات أو خطط.. وحذا حذوهم كبار وصغار الموظفين الذين كانوا يعتبرون أن النزول للشارع بهدلة وقلة قيمة لا تليق بمدير ولا غفير فما بالك بوزير..! عموما نحن نريد من وزراء حكومة محلب النزول للشارع بشرط أن يجدوا حلولا للمشاكل التي أصبحت تؤرق كل مواطن, وفي مقدمتها غياب الامن والاضرابات والاعتصامات وتوقف عجلة الانتاج, واغلاق الالاف من المصانع, وازمة الطاقة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وارتفاع الاسعار والبطالة والعجز المزمن في الموازنة العامة للدولة.. الي آخر ذلك من المشاكل التي وقفت أمامها الحكومات السابقة عاجزة, بل وتركتها تتفاقم حتي وصلت الي ما هي عليه الآن. لقد عانينا من الحكومات السابقة التي يمكن وصفها بأنها' زي الساعة' لا بتقدم ولا بتأخر.. وكل دورها كان ينحسر في تسيير الاعمال بمنطق' البطة العرجاء' الامريكي.. فهي لا تجرؤ علي اتخاذ أي قرار, واذا اتخذت أي قرار يثير جدلا سرعان ما كانت تتراجع عنه قبل أن يجف حبره..! وبالمناسب لقد كتبت هذا الكلام وأكثر منتقدا حكومة الدكتور هشام قنديل, في عز قوتها وفي فترة رئاسة المعزول محمد مرسي, وقلت إنها ليست لديها أي رؤية, وأنها أشبه بمن يشارك في سباق للجري.. فجري بأسرع ما يمكن ولكن في الاتجاه الخاطئ, وهو بالمناسبة نفس ما وصمت به حكومة الدكتور الببلاوي.. وقلت إنها تحاصرها العديد من الاتهامات, من البعض, الذين قالوا فيها ما قاله مالك في الخمر.. وقلت إن الاتهام بتنفيذ أجندة خارجية ليس اخطر تلك الاتهامات..!! خلاصة القول إن الشعب لا يريد حكومة زي الساعة تقوم' بتسيير الاعمال' فقط, لأن هذه العبارة أصبحت سيئة السمعة, لأنها تعني ببساطة أن الحكومة ستظل محلك سر, وسيقف وزراؤها موقف المتفرج من كل ما يعاني منه المواطن في حياته اليومية.. نريد حكومة تقتحم المشاكل والازمات, وحتي لو فشلت في حلها فيكفيها شرف المحاولة.