عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    اختفاء عضو مجلس نواب ليبي بعد اقتحام منزله في بنغازي    أنباء عن حادث على بعد 76 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    موعد انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني محافظة الإسماعيلية 2024 وإعلان النتيجة    برلمانية عن حوادث شركات النقل الذكي: هناك خلل رقابي.. وسلامتنا خط أحمر    حكايات| «نعمت علوي».. مصرية أحبها «ريلكه» ورسمها «بيكمان»    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    ملف يلا كورة.. رحيل النني.. تذاكر إضافية لمباراة الترجي والأهلي.. وقائمة الزمالك    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



11 وزارة تكافح الفقر في مصر العائد علي الاستثمار في الصعيد اعلي منه في اي منطقة اخري

يجب أن يظل هدف القضاء علي الفقر علي قمة أولويات الأجندة السياسية في مصر, حيث التفاوت بين الناس أعظم من أي منطقة أخري وأن الفقر المدقع يكاد يكون مصحوبا بالعزلة التامة في جميع الأحوال تقريبا, وبصورة خاصة في المناطق الريفية المنعزلة. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتعاظم احتمالات تردي الأوضاع, باتت مسألة التفاوت الاجتماعي تشكل قضية متزايدة الإلحاح. كيف يتسني للمرء أن يعزز من روح التضامن والمسئولية داخل البلد الواحد؟ وكيف نحمي الأشخاص الأكثر ضعفا؟ خاصة أن الفقر يشكل ظاهرة ديناميكية متأصلة. فالفقراء يسقطون في فخ الأصول أو القدرات المتدنية المستوي. وعلي هذا فلابد أن تسعي جهود تقليص الفقر إلي توفير الحوافز التي من شأنها أن تشجع الفقراء علي اكتساب الأصول والقدرات التي ستمكنهم من الإفلات من مصيدة الفقر في المستقبل. لهذا جاء مشروع المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة( النداء) بمحافظة قنا ليمثل طوق النجاة لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة التي تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية ووضع أسس نماذج تنموية قابلة للتكرار تهدف إلي تخفيض معدلات الفقر من خلال خلق أكبر عدد من فرص العمل المنتجة والفعالة لتعزيز التمكين الاقتصادي للاسر الفقيرة والمرأة والشباب وصغار المزارعين. لهذا جاء الحوار مع الدكتور هبة حندوسة مثمرا وبناء يوضح خريطة الفقر في مصر وكيفية تقليص عدد الفقراء من خلال برامج حية علي أرض الواقع وبمساهمة كثير من المصريين المحبين لبلدهم- فالحوار ما هو إلا استراتيجية واضحة للنهوض ببلدنا ووضعها علي الموقع الصحيح لخريطة التقدم الاقتصادي.
د. هبة حندوسة, شخصية مصرية عالمية, براجماتية, ساهمت بشكل كبير في عملية التحول الاقتصادي, وفي نشر ثقافة اقتصاد السوق الحر في المجتمع المصري, والتمسك بآلياته وليس بالآليات المصرية التي تحيد به عن هدفه, رغم أنها كانت تدرس اقتصاديات القطاع العام في الجامعة الأمريكية لمدة10 سنوات, لذلك تعتبر تجربة طلعت حرب تجربة قطاع عام. د. حندوسة معروفة للاقتصاديين والإعلاميين المتخصصين بأفكارها الثرية التي تسبق عصرها, ومد يد الخدمة لكل من يريدها في مجال البحث العلمي, وبالعمل الدءوب وعشقها لمصر الذي جعلها تدخل بعض المناطق الحساسة بالنقد العلمي المحايد, ولا تري غضاضة في نقد الاحتكارات السائدة في كل القطاعات المصرية, وتطالب بوجود رقابة علي التسعير من خلال معرفة تكلفة الإنتاج. وأن تحتفظ الحكومة بعدد من الشركات دون خصخصتها لخلق المنافسة. لذلك جاء الحوار معها ثريا ممزوجا بالحسرة علي ضياع الكثير من الوقت والجهد في أمور لا تفيد بلدنا وبالأمل تارة أخري, فهي تؤمن بأن المستقبل في يد الشباب, وهم وحدهم الذين سيغيرون مستقبل مصر ووضعها علي خريطة الكبار.
وفي البداية شرحت د. هبة طبيعة المبادرة التي تشرف عليها ولماذا اختارت قري بعينها لتكون النموذج الأول للتطبيق: يتبع المشروع وزارة التعاون الدولي لكونه مشروعا يختص بالتنمية المتكاملة ويخدم عدة قطاعات( الصحة والسكان, الشباب, التربية والتعليم, والتأمينات والشئون الاجتماعية, والإسكان والمجتمعات العمرانية, ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي, والزراعة) ويشرف عليه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. ويشارك في المبادرة عدة شركاء في التنمية ومن أهمهم في مجال التنمية الزراعية المستدامة وزيادة فرص العمل مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. وتشتمل المبادرة علي البرامج/المكونات التالية: بناء قدرات الشباب والمرأة وإيجاد فرص لزيادة الدخل, وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر; والتنمية الزراعية المستدامة وزيادة فرص العمل; والارتقاء بالخدمات الأساسية في ريف الصعيد.
* كيف تنظرين إلي ظاهرة الفقر, وأسبابها, والأساليب الفعالة لمواجهتها؟
هبة حندوسة: إن الفقر المدقع يكاد يكون مصحوبا بالعزلة التامة في جميع الأحوال تقريبا, وبصورة خاصة في المناطق الريفية المنعزلة. بطبيعة الحال, سوف يكون من المستحيل أن نشن غارات جادة ضد الفقر دون النجاح في توليد النمو الاقتصادي المستدام. إن أي خطة لتقليص الفقر في مصر لابد أن تمتد إلي ما هو أبعد من الدعم والتدخلات في مرحلة الطفولة المبكرة في أمور مثل التغذية والتعليم. فعلي صناع القرار أن يهتموا أيضا بتحسين المناهج التعليمية, وخلق المزيد من حقوق الملكية المضمونة عن طريق استصلاح الأراضي, وتشجيع تمويل المشاريع الصغيرة, وتحسين البينة الأساسية في المناطق الريفية. والخطوة الأولي في طريق التغلب علي الفقر تكمن دائما في تعزيز الإنتاج الغذائي للقضاء علي المجاعات. وقد بدأت مسيرة التغلب معظم الدول الآسيوية علي شبح الفقر في الأربعين عاما الماضية مع تطبيق برنامج' الثورة الخضراء', وساهم هذا البرنامج في مضاعفة الإنتاج الغذائي بمقدار ثلاثة أضعاف. وقد ساعدت مؤسسة روكفيلر في نشر وتطوير الحبوب عالية الإنتاج, ومكنت المساعدات الأميركية الهند وبعض الدول الأخري من تقديم الأسمدة والحبوب المدعومة إلي الفلاحين المعدمين. وعندما يتمكن الفلاحون من كسب قوت يومهم, يمكنهم البدء في إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة. والخطوة الثانية علي طريق التنمية جاءت مع تحسين الظروف الصحية والغذائية وتوفير مياه الشرب النظيفة والمزيد من الخدمات الصحية الأساسية. وقد انخفضت نسبة وفيات الأطفال بشكل ملحوظ في الدول الآسيوية التي حققت نجاحات اقتصادية, وهو الأمر الذي ساهم في ظهور الأسر الصغيرة. والخطوة الثالثة كانت الانتقال من العزلة الاقتصادية إلي التجارة الدولية. وهو ما نسعي إليه من خلال مبادرتنا هذه. ويرغب الفقراء في الحصول علي فرصة تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم, وما عليك إلا أن تقدم لهم الأدوات المساعدة, وسوف يتمسكون بالفرصة. ومعايير المساعدات الناجحة واضحة, إذ يجب أن تكون هذه المساعدات مستهدفة ومحددة ويمكن تحديدها وقياسها. يجب أن نحترم قيمة حياة الأشخاص في كل مكان من خلال بذل أقصي جهدنا للقضاء علي الفقر والمرض ووفيات الأطفال وتعزيز النمو الاقتصادي والمساعدة في ضمان احترام حياة الأطفال في السنوات المقبلة.
* ما هي أهم البرامج التي تتضمنها مبادرة النداء؟
د. هبة حندوسة: كما قلت سابقا إن المشروع يتبع وزارة التعاون الدولي لكونه مشروعا يختص بالتنمية المتكاملة ويخدم عدة قطاعات ويحوي عددا من البرامج أهمها برنامج الخدمات الأساسية والآخر خاص ببرنامج التنمية الزراعية المستدامة وزيادة فرص العمل.
ويعد برنامج تطوير الخدمات الاساسية من البرامج الأساسية ويهدف الي تحسين الخدمات الاساسية في القري الاكثر فقرا من حيث الاتاحة والجودة والقدرة علي الوصول للخدمة خاصة للفقراء وللفئات الاضعف في المجتمعات المحلية وعلي وجه التحديد النساء والاطفال. ويركز برنامج الخدمات الأساسية علي القري الأكثر فقرا بالأساس التي يبلغ عددها59 قرية موزعة علي مناطق قنا المختلفة من الشمال الي الجنوب. وتستند الفكرة الأساسية الحاكمة لبرنامج الخدمات الاساسية الي تقديم مجموعة من الخدمات الأساسية المجمعة والمتكاملة في مكان واحد, ومن أمثلة إنشاء وحدة مجمعة لتعليم الفتيات وتعليمهن حرفة ومساعدتهن علي النفاذ لسوق العمل من خلال الاهتمام بجودة التدريب وربطه بسلاسل الانتاج ذات الصلة. وعلي نفس المنوال, إنشاء نموذج آخر يسعي لخدمة الأطفال من4-6 سنوات والأم معا من خلال إنشاء فصل رياض أطفال بالإضافة الي وحدة صحية لخدمة الام والطفل من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية لهما معا وأيضا من خلال دعم مكون التوعية الصحية لدي الامهات. فالهدف في النهاية من تقديم خدمات مجمعة هو العمل علي تمكين الفئات الاكثر فقرا في المجتمعات المحلية وتسهيل نفاذها واستفادتها من الخدمات الاساسية وتحسين جودة هذه الخدمات بشكل يؤثر بالايجاب علي فرص الحياة المتاحة لهذه الفئات.
من أجل التعرف علي احتياجات القري الاكثر فقرا قامت بتحديد الاحتياجات بالمشاركة لعشر قري بالإضافة الي استخلاص احتياجات المجتمعات المحلية في22 قرية أخري من واقع خريطة تحديد الاحتياجات الذي كان قد قام بها مركز العقد الاجتماعي2010 مع العمل علي تحديثها وبذلك اصبح لدي مبادرة النداء خريطة احتياجات ل32 قرية موزعة علي عدد من مراكز قنا من الشمال الي الجنوب تمت صياغتها عبر منهجية تشاركية أسهم فيها سكان المجتمعات المحلية بشكل كبير.
أسفرت خريطة تحديد الاحتياجات بالمشاركة علي تقييم للخدمات الاساسية في القري الاكثر فقرا واكدت تردي احوال خدمات التعليم والصحة بشكل كبير من حيث الاتاحة والجودة وقدرة الفئات الاكثر ضعفا علي الوصول اليها وأيضا حساسيتها لاحتياجات النساء. وهذا ليس أمر غريبا, فجميع التقارير المعنية بالصحة والتعليم الصادرة عن كثير من المؤسسات الدولية العاملة في مصر تشير الي تردي مؤشرات ريف الوجه القبلي مقارنة بالوجه البحري والمحافظات الحضرية في الصحة والتعليم والبطالة وهذا ما أكدته خريطة الاحتياجات التي قام بها مركز العقد الاجتماعي ومبادرة النداء السابق الاشارة اليهما. فمازالت نسب الامية اعلي بين النساء وايضا مازالت مشكلات الصحة عامة والصحة الانجابية اكثر حدة. وبالنسبة للاطفال مازالت معدلات التقزم مرتفعة وأيضا سوء التغذية مما يشير الي وضع اجتماعي معقد. يصاحب ذلك ارتفاع معدلات البطالة التي بالطبع تزداد وطأتها لدي النساء الاميات اللواتي يعشن في بيئة ثقافية محافظة استنادا الي نتائج التقارير السابقة, ينفذ برنامج الخدمات الأساسية في أربع قري من القري الأكثر فقرا وهي قري جزيزة مطيرة وعباسة والمخزن بمركز قوص وقرية الرزقة بمركز أبوتشت مجموعة من التدخلات المتكاملة التي تجمع بين التعليم والصحة والتدريب الحرفي الذي يتيح فرصا لسوق العمل. يستهدف البرنامج في هذه القري النساء الأميات من سن16 الي30 وأيضا الاطفال من سن4-6 سنوات من خلال إنشاء ثلاث وحدات مجمعة لتعليم النساء ثم تدريبهن علي حرف معينة والسعي لربطهن بسوق العمل وايضا انشاء وحدة مجمعة تضم فصل رياض اطفال بالإضافة الي وحدة صحية لرعاية الام والطفل. وجار تنفيذ هذه التدخلات كتجربة قابلة للتطبيق التوسع في قري أخري. بدأ برنامج الخدمات الاساسية في تأسيس البنية الاساسية لفصول تعليم الفتيات وورش التدريب الحرفي من حيث تجهيز الاماكن التي تبرع بعدد منها المجتمعات المحلية وشراء الاثاث والمعدات, وكذلك فصل رياض الاطفال. كما يتم العمل الان علي مجموعة من برامج بناء القدرات للميسرات والمدربات اللاتي يتم اختيارهن من القري ذاتها بهدف الاستفادة من جميع الموارد الموجودة في القري وتوسيع قاعدة الاستفادة وايضا قاعدة المشاركة الشعبية. كما يسعي البرنامج الي بناء مجموعة من الشراكات مع جمعيات اهلية قاعدية في هذه القري بغية ضمان استدامة المشروعات المقامة. كما قام البرنامج ببناء عدد من الشراكات مع جمعيات اخري مثل جمعية كاريتاس مصر التي تقوم بتدريب المدربات وايضا امدادنا بالمناهج الخاصة بالتعليم وايضا برتوكول للتعاون معtraintex لتدريب الفتيات علي الحياكة والتطريز فضلا علي انه جار التفاوض مع مؤسسة مصر الخير للمساعدة في تقديم حوافز للفتيات من خلال امدادهن بكرتونة سلع غذائية.
أما البرنامج الثاني وهو برنامج التنمية الزراعية المستدامة فيهدف إلي زيادة فرص العمل وتنفيذ نماذج تنموية ناجحة بمحافظة قنا لخدمة المزارعين وزيادة قدراتهم وتحسين دخولهم. وسيمتد المشروع حتي2016 في مرحلتة الأولي بمحافظة قنا. فبجانب الدراسات الأولوية لتحديد المزايا النسبية للمحاصيل والمنتجات الحيوانية وتحديد التركيب المحصولي الأمثل وسلاسل القيمة للمنتجات والأنشطة الزراعية الواعدة بمحافظة قنا, يقوم المشروع بتنفيذ مشروعات تنموية تتماشي مع أولويات الدولة المرتبطة بزيادة إنتاج وإنتاجية المزارع السمكية وتدوير المخلفات الزراعية والمساهمة في تقديم المساعدة لصغار المزارعين بالظهير الصحراوي بمحافظة قنا ودعم الأمن الغذائي والتغذوي وتوفير فرص عمل بالمناطق الريفية. وزيادة فرص العمل. ويتبني برنامج التوعية المتكاملة في قري المحافظة مفهوم الاستخدام المتكرر للمياة الجوفية والزراعة المستدامة وستشمل كل مزرعة علي مزرعة سمكية كثيفة الإنتاج وزراعة نظيفة للأعلاف والغذاء وتربية الحيوان وتدوير المخلفات الزراعية, ويتبني المشروع في تلك المزارع المتكاملة تقنيات حديثة بالاستخدام الممكن للطاقة الشمسية في ضخ مياه الآبار لتكون تلك المزارع المتكاملة نقاط إشعاع إرشادية وإنتاجية للمزارعين والشباب بالمحافظة كمشروعات إنتاجية توفر فرص عمل للشباب وزيادة دخولهم بجانب المساهمة في المحافظة علي البيئة. ودعم تطوير صناعة الألبان بالمحافظة حيث سيتم المساهمة في إنشاء معامل لتجميع وتصنيع الألبان بمركزين من مراكز المحافظة, مما يسهم في تشغيل الفتيات وزيادة الدخل وتحسين المستوي الغذائي. وتنفيذ مشروعات صغيرة للأسر الفقيرة لتصنيع الألبان بطرق منزلية حديثة لزيادة الدخول وتحسين المستوي الغذائي عن طريق تصنيغ الألبان علي مستوي ربات البيوت بمعدات سيقوم المشروع بتوفيرها وتقديم التدريب اللازم عليها بالتعاون مع الإدارة المركزية للإرشاد ومراكز البحوث الزراعية والجمعيات الأهلية. وتدعيم الأسر الفقيرة بإمكانات الزراعة فوق الأسطح بالمناطق الحضرية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمعمل المركزي للمناخ والجامعات المصرية وذلك للمساهمة في زيادة الدخول وتوفير مستوي غذائي أفضل للأسر الفقيرة. وتنفيذ مشروع تنموي لزيادة الدخل وتوفير فرص عمل للسيدات الريفيات عن طريق التأهيل وتوزيع مستلزمات خاصة بتربية الدجاج البياض للأسر الفقيرة. وتدعيم المزارع الصغير بالمساهمة في تنفيذ' المدارس الحقلية للمزارعين' التي ستهتم بجوانب الإنتاج والتسويق للمنتجات التي ثبت كفاءتها الاقتصادية في استخدام المياه ولها ميزة نسبية بقنا حسب نتائج الدراسات الخاصة بذلك, وكذلك بموضوعات وتحديات ذات أولوية للمزارعين يقومون هم بتحديدها حسب حاجتهم وذلك بالتعاون والتنسيق مع الإجهزة الإرشادية بوزارة الزراعة وتستهدف بالدرجة الأولي زيادة الإنتاجية الزراعية بالأراضي الصحراوية بالظهير الصحراوي بالمحافظة. كذلك توفير التدريب والمعدات اللازمة لتدوير المخلفات الزراعية لإنتاج السماد العضوي( كمبوست) والأعلاف( اعلاف غير تقليدية- سيلاج) في المزارع المتكاملة( السمكية-الزراعية السالفة الذكر) وخارجها في مركزين آخرين بالمحافظة, وسيتم تنفيذ ذلك بمشاركة الجمعيات الأهلية وبالتعاون التام مع الأجهزة الإرشادية ومعاهد مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة.
وقد تم تحديد أولويات البرنامج واختيار الأنشطة الواعدة التي تزيد من فرص العمل ودخول صغار المزارعين بالاعتماد علي الأسلوب العلمي, من خلال تدريب الكوادر الفنية بمديرية الزراعة بقنا لتحليل المزايا النسبية للمنتجات الحقلية والمنتجات الحيوانية والعائد الاقتصادي للمتر المكعب من المياه تحت أساليب الري المختلفة بداخل وخارج الزمام, لتحديد الربحية الاقتصادية في إنتاج المحاصيل والمنتجات الحيوانية, وهيكل الحوافز الذي يواجهه المزارعون. كما تم تحديد سلاسل القيمة لأهم المحاصيل والمنتجات الحيوانية وكذلك التركيب المحصولي الأمثل بقنا. ويشرف علي برنامج التنمية الزراعية المستدامة وزيادة فرص العمل أ. د. ضياء عبده أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الزقازيق وكبير الخبراء بمنظمة الأغذية والزراعة سابقا. وقد تم تسمية أ. د. أشرف رجب الغنام, رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي كمسئول الاتصال الفني للمشروع بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
* ما هو عمر هذا البرنامج؟ وكيف نقيس إيجابياته ؟ وما هي أهم الظواهر التي لفتت انتباهكم وأنتم تعايشون أهل الصعيد؟
د. هبة حندوسة: من الألف قرية الأفقر في مصر, وجدنا941 قرية في الصعيد وخاصة في قري أسيوط والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر يمثلون نحو1,94%. وترجع زيادة الفقر في هذه المناطق لأحادية النشاط حيث تمثل الزراعة النشاط الأساسي, ومن ثم فرص العمل كلها مرتبطة بالقطاع الزراعي, وهي زراعة تقليدية, مع ارتفاع معدل الخصوبة, حيث يمثل ريف الصعيد25% من إجمالي عدد سكان مصر وهم المسئولون عن41% من مواليد مصر. ويرجع ارتفاع معدل الخصوبة نتيجة الفقر والجهل وانعدام فرص العمل وارتفاع درجات الحرارة, ومن ثم نلاحظ ارتفاع مستوي الأمية وانعدام تشغيل المرأة لأنه مجتمع قبلي ومحافظ ومن ثم لابد من البحث عن مجالات لتشغيل المرأة. والظاهرة اللافتة للانتباه هي تدني مستوي تشغيل المرأة في مصر حيث هناك احجام من المرأة علي الدخول إلي سوق العمل. فمشاركة المرأة في سوق العمل متدنية اليوم في مصر حيث هبطت النسبة إلي20%. ووصلت في ريف الصعيد إلي6% بالمقارنة بالنسبة العالمية للسيدات في سن العمل تدور حول40%. ومن خلال المسح الذي تم عبر دراسات مستفيضة حول الفقر والغني في ريف الصعيد وجدنا أن أغني فئة هو مدرس المدرسة. والفارق بين راتب المدرس وراتب الآخرين هو الفرق بين ساكن جاردن سيتي وساكن العشش.
ومن خلال خريطة الفقر التي تحوي أكثر من30 مؤشرا لرصد حالة الفقر في الريف المصري. فوجدنا أن أكثر من40% من المنازل بدون بلاط, وأقل من20% هي المنازل المرتبطة بالصرف الصحي. فهناك فجوة شاسعة ما بين الصعيد والدلتا نتيجة لتجاهل الصعيد منذ عهد عبدالناصر وحتي الآن.
* هل ما تم انجازه من أعمال للبنية الأساسية كان له أثر علي تقليص الفقر في الصعيد ؟ وما هي المعوقات التي تحد من تطوير وتنمية الصعيد ؟
د. هبة حندوسة: إن ما تم من إنجاز في مجال البنية الأساسية وخاصة بناء الطرق لهو علامة فارقة نحو تقدم الصعيد لأن شق الطرق ألف باء التنمية هناك. وأهم ميناء للصعيد هو ميناء سفاجا ومن خلال الاستراتيجية التي تم اعدادها لتطوير الصعيد ركزنا علي ضرورة إنشاء ميناء حاويات داخل ميناء سفاجا لتسهيل صادرات الصعيد إلي دول الخليج ولعل أهم معوق يقف حائلا أمام تطوير وتنمية الصعيد هو عدم تخصيص أراض لأهالي الصعيد, هم يطمعون في فدان واحد لكل مواطن هناك للزراعة بدون تحميل الدولة أي تكاليف لاستصلاحه, وخاصة أن الظهير الصحراوي لمحافظة قنا وحدها يبلغ نحو165 كيلومترا. بالإضافة إلي وجود مياه جوفية قريبة من سطح الأرض التي استنزفت لخدمة النهر العظيم في ليبيا. والحصول علي الأرض كان أهم مطلب من المطالب التسعة لأهالي الصعيد في تقرير التنمية البشرية للشباب, ويمكن تخصيص أراض في حدود1000 متر لإقامة ورش ومنزل وعندئذ يمكن إدخال كل الصناعات الصغيرة المرتبطة بالبيئة هناك.
* كيف تم اختيار المشروعات الصغيرة لهذه القري؟ وكيف يمكن تنميتها بحيث تطور نفسها بنفسها؟
د. هبة حندوسة: المعروف أن منطقة طيبة تضم صناعات متميزة باقي منها بعض الصناعات( النول اليدوي- الفخار'150 ورشة'- الجريد.. الخ) وكل الحرف التي اشتهرت بها في طريقها للاندثار. ومن خلال المسح والدراسة لهذه المناطق وجدنا أن المستقبل للملابس الجاهزة, ودعونا كل اصحاب الحرف التي في طريقها للاندثار في كل من القاهرة والاسكندرية أن ينتقلوا إلي مناطق الصعيد. وبدأنا بالتدريس أولا للمعلمات والمعلمين واخترنا عشر صناعات ووقع الاختيار علي5 مدارس وفي كل مهنة تم اختيار10 مدرسين ومثلهم مدرسات واستعنا بأحسن مركز عالمي لتدريبهم علي التصنيع من أجل التصدير. وحصل نوع من التقليد والمحاكاة لمدارس أخري. والملاحظ في عمليات التدريب أنها تتم علي ما توصلت إليه بيوت الأزياء العالمية من تطوير في صناعة الأزياء مع وجود جميع المعدات اللازمة للتدريب والتطوير. وتم التفاوض مع مركز التدريب الصناعيICT علي تدريب45 مدرسة في مجال الحياكة, وابدي مجلس التصدير الذي يضم كبار رجال الأعمال مساعدته الكاملة من الألف إلي الياء وبدأنا بمدرسة التويرات للبنين وبالتويرات بنات بقنا. وأن كل مدرسة تخدم نحو10 قري. فمبادة النداء هي مبادرة متكاملة تعمل بالتعاون مع11 وزارة. وبعد خمس سنوات سيكون هناك25 مشروعا قائما وقابلا للتكرار. فالسنة الأولي خصصنا لتحديد الميزة النسبية لكل منطقة, وبالنسبة للأولاد نحن نعمل علي رفع مستوي الحرف( نجار- سباك- مبلط- حداد.. الخ) وهناك قري بالكامل بلا رجال حيث غادروها إلي العمل في ليبيا, ومن ثم كان الهدف هو تدريب هؤلاء علي المهن المختلفة وإعطاءهم شهادة إجادة المهنة من مركز عالمي يرفع من شأنهم ومن مستواهم الوظيفي هناك. ومن خلال التدريب والعمل تم تخصيص مقابل العمل لكل من الطالب والمدرب. وسيتم بناء ورشة نجارة علي أعلي مستوي بحيث تكون منتجاتها مطابقة للمواصفات أيكيا من ناحية رخص الثمن والجودة. وقد زرت اماكن عدة مشهورة بالحرف, لتحديثها واستهدفنا سوق السعودية والإمارات. حيث سنتخصص في أعمال الهدايا التي يشتريها الحاج والمعتمر من السعودية مع إضافة اشكال وابتكارات جديدة. وسيتم تخصيص صناعات بعينها للسوق المصري الشعبي ليكون بديلا عن الملابس الصينية التي لا تلائم درجة الحرارة المرتفعة في الصعيد. وهناك أربعة مجالات يجب أن نحدد العلامة التجارية لها( فدندرة تتخصص في الحلي) من خلال منتج واحد لكل قرية. وهو نموذج ناجح في اليابان وتم تطويره وتصديره للدول الفقيرة. فالفكرة تنحصر في خلق مجموعة عنقودية في كل قرية من خلال وضع البذرة ويتم تغذيتها باستمرار بدءا من التدريب ومعرفة سوق المنتج الذي سيتم التصدير له, والتغيرات المصاحبة له أي دراسة مستفيضة للسوق. وبدأنا بالاهتمام بالاكسسوارات التي تهم النساء وأكبر سوق له في الولايات المتحدة والسوق الثاني وهو احتياجات المنازل. والمجال الرابع الذي نستهدفه هو المعلبات والمنتجات الغذائية الزراعية المصنعة.
* لقد حدد البرنامج مشروعات عدة لا تقتصر فوائدها علي أهل الصعيد بل تمتد إلي القاهرة, فما هي طبيعة تلك المشروعات وآثارها؟
د. هبة حندوسة: برنامج مكافحة الفقر في الصعيد سوف يكون له تأثير علي القاهرة أيضا حيث تزايدت العشوائيات في القاهرة نتيجة الهجرة من الصعيد والبحث عن لقمة العيش. ومن ثم لابد من وقف النزيف القادم من الصعيد من خلال خلق فرص العمل. فالعائد علي الاستثمار في الصعيد اضعاف الاستثمار في أي منطقة أخري وأجور العمالة أرخص في الصعيد لأن تكاليف المعيشة رخيصة, والشكوي من تدني مستوي العمالة في بعض المصانع مثل برج العرب يرجع إلي طول المسافة التي يقطعها العامل يوميا. بالإضافة إن كل المشروعات المستهدفة هي صديقة للبيئة. وأغلب هذه المشروعات متميزة ومبتكرة. ولقد حدد البرنامج مشروعات عدة لا تقتصر فوائدها علي أهل الصعيد بل تمتد إلي القاهرة, فهناك مشروع الثروة السمكية في الظهير الصحراوي حيث ستتم إقامة مزارع سمكية بدلا من إقامتها في الأرض الزراعية الخصبة, حيث تعتمد علي المياه الجوفية النقية من خلال رفعها بالطاقة الشمسية, ومن ثم تكلفة إنتاج كيلو السمك من تلك المزارع أرخص بكثير من إنتاجها في أماكن أخري وأرخص من تكلفة إنتاج الدواجن. وبالتالي ستحقق الأمن الغذائي والحفاظ علي الأرض الزراعية.
* كيف سيعظم برنامج تطوير الخدمات من السياحة في الصعيد؟
د. هبة حندوسة: هناك ثروة سياحية غير مستغلة الاستغلال الأمثل لنقص الخدمات, فمعبد دندرة بعيد في منطقة نائية ولا يوجد به أي أماكن لإقامة السائحين, ومن ثم بدأنا في العمل علي إنشاء أول فندق صغير صديق للبيئة, فالسياحة الإيكولوجية تفيد المجتمع من خلال إقامة بيوت إيكولوجية تستخدم كل المواد المتوفرة في البيئة المحيطة, باستغلال الطفلة ومخلفات النخيل. وسوف نوزع مكتبة علي كل مواطن صعيدي تحوي هذه المكتبة نحو45 مشروعا بالتفصيل منذ بدء الإجراءات المطلوبة لتسجيل المشروع حتي بدأ الإنتاج. وتحديد المساحة المطلوبة وأماكن تنفيذها والمعدات المطلوبة والمواد الخام وتكلفة العمل ونوعية المنتج.. الخ.
* هناك قبول شعبي ورسمي لأداء هذا البرنامج واعتبره البعض نموذجا لتنمية الصعيد يجب الاسترشاد به وتعظيمه ونقله لمحافظات أخري فما هي السمات التي يحملها هذا البرنامج ؟
د. هبة حندوسة: كنا محظوظين لتعدد المسوح التي أجريت في مصر وحداثتها, واستطعنا أن نطوع أرقام وبيانات الدخل والإنفاق لكي نحصل علي هذه الفئة العمرية ونبحث في كل أوجه الحرمان السبعة المعترف بها مثل المسكن, التكدس في المسكن, سوء التغذية, الصرف الصحي, مياه الشرب, الصحة, أي التأكيد علي ما هو معترف به دوليا في التنمية الآن, وكلها عناصر متشابكة ومترابطة ومتسقة بحيث لا تستطيع أن تحل واحدة دون أن تحل الكل. ويرغب الفقراء في الحصول علي فرصة تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم, وما عليك إلا أن تقدم لهم الأدوات المساعدة, وسوف يتمسكون بالفرصة. ومعايير المساعدات الناجحة واضحة; إذ يجب أن تكون هذه المساعدات مستهدفة ومحددة ويمكن تحديدها وقياسها. ويجب أن نقدم المساعدة المباشرة للقري بطرق يمكن قياسها ورقابتها. وفي هذا العالم الهش والمثقل بالصراعات, يجب أن نحترم قيمة حياة الأشخاص في كل مكان من خلال بذل أقصي جهدنا للقضاء علي الفقر والمرض ووفيات الأطفال وتعزيز النمو الاقتصادي والمساعدة في ضمان احترام حياة الأطفال في السنوات المقبلة. وفي عالم يتسم بالتعقيد المتزايد, ربما كانت الحلول البسيطة هي الأمر المطلوب. فبوسعنا علي سبيل المثال أن نتبع مبدأ آدم سميث في الميزة النسبية ونستغلها الاستغلال الأمل لكل محافظة. والمشكلة أن شرعية الحلول في عالم المقاييس العالمية سوف تكون نابعة أكثر من أي وقت مضي من مدي فاعليتها وقبولها بين الناس علي المستوي الثقافي. لقد قمنا بجهد كبير في البحث عن أفضل الممارسات التي تمت علي أرض الواقع في الخمسة عشر عاما الماضية ونأخذها ونطورها. وأخذنا بفكرة مدارس الفصل الواحد للفتيات اللاتي لم يلتحقن بالتعليم وأضفنا إلي جانب التعليم الأساسي منهج تعليم الحرفة التي تفضلها أي ملتحقة للمدرسة. ومن ثم تحصل الفتاة علي شهادة الإعدادية وشهادة إجادة حرفة ما, بالإضافة إلي ضرورة إنشاء وحدات صحية حيث الاهتمام بصحة الأم والطفل هي الأساس لمواجهة الفقر. وتم رصد مبالغ معينة لإنشاء العيادات المتنقلة. وساهم فيها أحد كبار الأطباء في مصر. فمركز أبو طشت يضم25 قرية منهم22 قرية من أفقر القري.
* ما هو أهم تحد يواجهنا الآن وكيفية مواجهته؟
د. هبة حندوسة: هناك وثيقة جمعت إسهامات العديد من الأطراف المعنية, وأعدها فريق عمل تحت إشرافي بالتشاور مع خبراء من جميع القطاعات, ومستشارين مستقلين لدي الحكومة, ومنظمات الأمم المتحدة, وغيرهم من شركاء التنمية الوطنيين والدوليين في مصر. وتلقي الوثيقة الضوء علي التحديات التنموية الرئيسية التي تواجه مصر خلال الخمس إلي عشر سنوات المقبلة, اتضح أنه يمكن أيضا أن يساعد علي توضيح الأولويات القومية المتوسطة الأجل, وأن يقترح سياسات واستراتيجيات وفرص الاستثمار التي قد تساهم في إحراز تقدم في مواجهة هذه التحديات الرئيسية. ولأول مرة في تاريخ مصر يشكل الشباب شريحة كبيرة في الهرم السكاني بالقياس إلي شريحتي الأطفال والمسنين. وتعد هذه الظاهرة أكبر تحد تواجهه مصر, حيث تشكل تهديدا وفرصة في ذات الوقت. فعلي الجانب الإيجابي, قد يعني هذا انخفاضا في معدل الإعالة, وفرصة لزيادة عدد أفراد الأسرة الذين يكسبون عيشهم ويحصلون علي دخل. وبرزت ظاهرة تضخم فئة الشباب في مصر لأول مرة عام1995, ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة خلال الثلاثين سنة القادمة حتي عام2045 وهذا الجيل تقدر نسبته بنحو23.5% من إجمالي السكان في عام2010, أو بما يوازي19.8 مليون شاب وشابة في الفئة العمرية(18-29 سنة), وهذا هو الوقت الذي ينتقل فيه الشباب من المدرسة إلي التعليم العالي ثم إلي العمل, والمواطنة, والزواج, وتكوين أسرة مستقلة. وهذه الفترات الانتقالية الخمس, إذا أحسن توجيهها, سوف تدفع رأس المال البشري الشاب لأن يكون عاملا حاسما يقود إلي النمو والتنمية في الدولة كلها. ومن ناحية أخري, إذا لم يحسن إدارة رأس المال البشري هذا, سوف يترتب علي ذلك تبعات تتمثل في مهارات ووظائف متدنية, وبالتالي تطول فترات البطالة, وفي فهم ضعيف لمبدأ المواطنة ومسئوليتها, وفي اعتماد أعظم علي الأسرة والدولة قبل الزواج وبعده.
* لكن كيف يمكن أن نوسع انخراط الشباب في الأنشطة المدنية الذي يستمد من الشعور بالانتماء والمواطنة؟
د. هبة حندوسة: إن آليات القيام بذلك متاحة, ويمكن تقسيمها إلي ثلاث مجموعات: الأولي, تمكين الشباب وتشجيعهم علي استغلال قدراتهم وإثبات نفعهم لمجتمعاتهم, ويمكن القيام بذلك علي أفضل ما يكون, من خلال الأسرة, والمؤسسات التعليمية, والمؤسسات الدينية. الثانية, تمكين ومساندة المؤسسات المدنية الحكومية وغير الحكومية, علي اجتذاب الشباب, عن طريق إنشاء وتنشيط منتديات ملائمة للشباب, والقيام بأنشطة صيفية في مجال العمل الاجتماعي, وبرامج للتوعية. الثالثة, تيسير انخراط الشباب في العمل العام, والدعوة إلي ذلك, وتنمية نزعة العمل التطوعي في المدارس, والجامعات, ومراكز الشباب من خلال حملات التوعية الجماهيرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.