أ ش أ قال المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، إن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر 2015 «لم يحقق أي تقدم»، مشيرًا إلى أن «التعاون بين المؤسسات الليبية في مأزق». جاء ذلك خلال إحاطة قدمها كوبلر اليوم إلى مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في ليبيا، في جلسة اليوم الثلاثاء، ركز خلالها على ما تم إنجازه إلى حد الآن والتحديات الراهنة في ليبيا، وتوقعاته بالنسبة لليبيا في المستقبل. وأوضح كوبلر أن «مؤسسات الاتفاق السياسي الليبي تعمل إلى حد كبير دون مستوى التوقعات»، لافتًا إلى أن «التعاون ضمن العديد من المؤسسات وفيما بينها لا يزال يتسم بالجمود». مبينًا أن «انعدام سيادة القانون والفساد والعوائد المرتفعة للسوق السوداء يؤدي لاختفاء مليارات الدولارات في حسابات مشبوهة». واعتبر كوبلر خلال إحاطته أن «المجتمع الدولي واضح وعلى توافق» بشأن الأزمة في ليبيا، مدللاً على بالقول إنه «يدعم المجلس الرئاسي والاتفاق السياسي الليبي». إلا أنه نبه إلى أن «الليبيين محبطون بسبب بطء وتيرة التقدم، وهم محقون في ذلك وكما يقول الكثيرون: لقد كان من الخطأ أن تُترك ليبيا وحدها بعد 2011». ودعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى انخراط أكبر مع الشركاء الليبيين، قائلاً: «بعد 6 سنوات علينا أن ننخرط بصورة أكبر مع شركائنا الليبيين». مشددًا على ضرورة العمل المشترك لمعالجة المسائل الجوهرية بالقول: «يجب أن نعمل معًا بحيث تتم معالجة المسائل الجوهرية بحزم وحسم». وأكد كوبلر قناعته بفاعلية الاتفاق السياسي، معتبرًا أنه «لا يزال هو الإطار الوحيد الفعال. ولا يوجد بدائل له»، مشيرًا إلى أن «أكثر منتقديه يقرون بأنه الوحيد القابل للتطبيق». إلا أنه أبدى مرونة فيما يتعلق بتعديل الاتفاق حيث قال: «مواد الاتفاق ليست منقوشة على حجر. حيث ينص الاتفاق السياسي الليبي على آلية للتغيير في حال تطلبت الظروف السياسية ذلك». وحول الأوضاع الأمنية في ليبيا، قال كوبلر إن «الوضع الأمني المشتت» في ليبيا «يسمح بازدهار الشبكات الإجرامية والإرهابية» مؤكدًا أن «حوادث الاختطاف والابتزاز والسرقة تقع يوميًا»، مضيفًا أن ليبيا «لا تزال مغمورة بالأسلحة مع وصول المزيد منها. الأسلحة لا تنزل من السماء بل تأتي عن طريق البر أو البحر» داعيًا مجلس الأمن الدولي إلى استمرار حظر الأسلحة المفروض إلى حين تأسيس جهاز أمني «متماسك وموثوق». وفيما يتعلق بتنظيم «داعش» في ليبيا ..أكد المبعوث الأممي أن تواجد التنظيم «تقلص في جميع أرجاء سرت التي بات فيها محصورًا في بعض المباني»، بينما في بنغازي قال إن الجيش الوطني الليبي «لا يزال يحرز تقدمًا من خلال بسط السيطرة على منطقة تلو الأخرى».