العزب الطيب الطاهر عبر السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية عن قناعته بأن أهم نتائج القمة العربية العادية السابعة والعشرين التى عقدت فى نواكشوط يوم الاثنين الماضى تتمثل فى أنها كرست دورية انعقاد القمم العربية بعد أن كادت تتعرض للتعطيل ولكن مسارعة موريتانيا بالإعلان عن استعدادها لاستضافتها ثم البدء فى التحضير لها وقيامها بتوفير كل متطلباتها اللوجستية إعاد الأمور الى نصابها من حيث المحافظة على دورية الانعقاد التى تمثل أحد مكاسب العمل العربى المشترك.
وقال فى تصريحات للصحفيين الذين رافقوا وفد الأمانة العامة للجامعة العربية الى القمة بقيادة أحمد أبو الغيط الأمين العام إن قمة نواكشوط ساهمت أيضا فى تعميق التقارب العربى الإفريقى من خلال عقدها فى موريتانيا لأول مرة التى تعد إحدى بوابات العالم العربى مع القارة الإفريقية موضحا أنها أعادت الاعتبار الى القضية الفلسطينية لتعود الى موقعها الطبيعى على رأس الأجندة العربية وجوهر قضايا النظام الإقليمى العربى مهما كانت الظروف والأولويات الملحة فى المنطقة.
وأشار إلى أن الموقف العربى من عقد المؤتمر الدولى للسلام قبل نهاية العام الجارى فى ضوء المبادرة الفرنسية يقوم على ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينيى والاسرائيلى وفق فترة زمنية محددة وبدء الانسحاب الاسرائيلى من الأراضى المحتلة ثم تشكيل آلية لمتابعة تنفيذ القرارات التى تتخذ فى هذا الشأن موضحا أن القيادة الفلسطينية أبدت استعداداها بمشاركة قوات عربية فى قوات حفظ السلام المزمع إنشاؤها بعد الانسحاب الاسرائيلى فى ضوء اتفاق السلام.
ولفت بن حلى إلى أن القمة جسدت على هذا الصعيد توافقا عربيا بشأنها خاصة فيما يتصل بالتحرك الدولى الراهن نحو حل الدولتين وهو ما يعكس أن التحرك العربى يمثل الركيزة الأولى على هذا الصعيد دعما ومساندة للفلسطينيين فى مساعيهم لتحقيق السلام العادل وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مشيدا فى هذا السياق الى بجهود اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطينى لحقوقه غير القابلة للتصرف لاعتبارعام 2017 العام العالمى لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى لدولة فلسطين بما فيها القدسالشرقية وهو ما سوف يتطلب من الجانب العربى حركة نشطة بهذا الاتجاه و العمل على تبنى الأممالمتحدة لهذه المبادرة .
وقال بن حلى إن التوجه الجديد الذى عبر عنه الأمين العام وحظى بدعم قوى من قمة نواكشوك يتجلى فى أن يكون للجامعة العربية دور يتسم بالفعالية فيما يتعلق بمعالجة الأزمات الراهنة وفى مقدمتها سوريا وليبيا واليمن وأنه لم يعد من المقبول تجاهل هذا الدور وكشف فى هذا الصدد عن إرسال ستيفان دى مستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة تقريرا للقمة بناء على طلب أبو الغيط اشتمل على كاف جوانب الأزمة السورية سياسيا وعسكريا وبالذات فيما يتعلق بجهودة لاستئناف مفاوضات جنيف بين المعارضة والحكومةيما يعكس الحرص على الحل السياسى لهذه الأزمة وقال إنه من الآن فصاعدا سيكون للجامعة دورا متصاعد فى مختلف الآزمات العربية.
وقال بن حلى إن الأمن القومى العربى حظى باهتمام مكثف من قبل القادة العرب فى قمة نواكشوط فى إأطار التجاذب الإقليمى التى تشهده المنطقة مشيرا الى أن ما أكدت عليه القمة فى إعلان نواكشوط فيما يتصل برفض التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية بصفة خاصة التدخلات الإيرانية والتى من شأنها تهديد الأمن القومى العربى وهو ماانطوى على رسالةواضحة لطهران الى جانب المطالبة القوية بانسحاب القوات التركية من الأراضى العراقية بالإضافة الى موقف القمة الصارم من الإرهاب والتنظيمات المتطرفة من خلال الدعوة الى خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان وتوسيع مشاركة المرأة والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكانياته فى الرقى بالمجتمعات العربية وفى تقلد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفعاليته فيه وتحصينه بالعلم والوعى من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية لافتا الى أن الجامعة عملت وستعمل على عقد سلسلة من الاجتماعات بمشاركة متخصصين فى هذه المجالات للوصول الى تصورات محددة للتعامل مع قضية الإرهاب من مختلف الجوانب التعليمية والثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية للمساهمة فى تجفيف منابعها والقضاء على الظاهرة.
وحول وجود بعض التحفظات من قبل دول عربية على بعض قرارات القمة رأى بن حلى أن ذلك يمثل ظاهرة صحية ولاينطوى على إضعاف للموقف العربى .