وقع نبأ وفاة ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز امس السبت كالصاعقة على الشعب السعودي بكل فئاته وأيضا الأمراء والمسئولين، حيث شهد الشارع هناك حالة من الحزن والحداد وإذاعة القرآن الكريم في وسائل الإعلام السعودية المقروءة والمسموعة. ونعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اخيه الأمير نايف الذي يحظى بحب وتقدير الشعب السعودي لما له من جهود امتدت نحو 60 عاما فقد كان يتمتع بالحكمة والاهتمام بشئون المواطنين وهو احد المساهمين في قيادة الدولة السعودية بعقله وفكره الاستراتيجي سواء فى التنمية أو فيما يتعلق بالمهمات التي وكلت اليه كمسئول عن الدولة إبان توليه إمارة الرياض أو وزارة الداخلية ثم النائب الثاني لرئيس الوزراء ثم ولي العهد. وتجربة الأمير نايف في مكافحة الإرهاب كانت مشهودة في العالم وحظيت بمزيد من الترحاب والتقدير في مجال الأمن فقاد استراتيجية أمنية في محاربة الإرهاب كانت تستند ليس فقط على المعالجة الأمنية الصرفة ولكنها كانت تستند إلى معالجة الفكر الذي تنبع منه هذه الموجات من الإرهاب في داخل السعودية وقال الديوان الملكي السعودي في بيانه إن الصلاة على الأمير نايف ستكون بعد صلاة المغرب اليوم الأحد بالمسجد الحرام في مكة المكرم والأمير نايف بن عبدالعزيز الابن الثالث والعشرون من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وتتلمذ سموه في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم على يد والده الملك و على أيادي كبار العلماء والمشايخ. وبدأ حياته السياسية وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبد العزيز و من بعدها أميراً لمنطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود بن عبدالعزيز ونائباً لوزير الداخلية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز و نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز و وزيراً للدولة للشئون الداخلية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز و وزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد بن عبدالعزيز و عهد الملك فهد بن عبدالعزيز و عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز و نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لوزير الداخلية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز حتى تاريخ 1 / 12 / 1432ه حيث صدر أمر ملكي بتعيينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى وزير الداخلية من هذا التاريخ حتى الآن. و يعرف الأمير نايف بحلمه اللامحدود و حزمه في نفس الوقت و كرمه و سخائه و مساعدة المحتاج و حبه لفعل الخير في شتى المجالات و بخاصةً علاج المرضى في الخارج و الداخل على نفقته الخاصة و حرصه على دعم العلم و أهل العلم من الطلاب للدراسة و طلب العلم في المدارس و المعاهد و الكليات و الجامعات في داخل المملكة و خارجها على نفقة سموه وعرف عن النائب الثاني قربه من الشعب واستماعه لهم بكل هدوء و تقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة و التماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر و في كل وقت. الأمير نايف شخصية قيادية متعددة الجوانب أمضى سنوات طويلة ومازال يخدم الوطن والمواطن، و مشهور ببعد النظر والحكمة والحنكة السياسية والأمنية والإدارية والتواضع، فهو واسع الاطلاع والأمير نايف يتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الداخلي و الخارجي و يحظى بحب و احترام الجميع على مستوى العائلة المالكة السعوديةوعلى مستوى الشعب السعودي و العالم العربي و الإسلامي و العالم أجمع. يعتبر الأمير ( نايف بن عبد العزيز ) متحدثاً حصيفاً ومحاوراً قوياً، واشتهر بمؤتمراته الصحفية ولقاءاته الإعلامية التي يرى فيها كثير من الإعلاميين السعوديين مثالاً للمؤتمرات الصحفية الناجحة لجرأة الملفات المطروحة فيها وشفافية الإجابة القادمة دون أي تحفظات فكثيرًا ما يُسأل عن قضايا أمنية حساسة لا يتردد في الإجابة عنها كما يتميز بقربه من التيار الإسلامي والليبرالي على حدٍ سواء وتفهمه لمجمل الأطياف الفكرية على الساحة السعودية و تفهمه للتطورات الفكرية وعدم تفريقه بين منتسبي هذه التيارات ما جعل منه شخصية مقبولة لدى الغالبية وأعطاه قربًا وقدرة على التعامل مع مجمل الأطياف السعودية على منوال واحد. منذ أكثر من 35 عاماً، والأمير نايف بن عبد العزيز يذود ب(بسالة المقاتل الشجاع)، عن أمن بلاده ويقف بوجه كل من يحاول مس استقرارها عبر موقعه على رأس الوزارة الساهرة كما أطلقت عليها إحدى اللوحات التشكيلية التي علقت على جدرانها من الداخل. ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية في مايو) 2003 كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن والتي تصدى لها النائب الثاني, كما عرف عنه من رباطة جأش وحزم في التعامل مع كل من يلامس ( الأمن ) الذي يعتبر ( خطا أحمر ) بالنسبة له لا يقبل الاقتراب منه. وبات تعامل الأمن السعودي مع الإرهاب ودحره مضرباً للمثال من قبل الغرب والعرب وهو ما حدا بقيادات وساسة، وأمنيين غربيين إلى الدعوة مراراً إلى الاستفادة من تجربة الأمن السعودي بقيادة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود في التعامل مع الإرهاب. ويعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق. وكان لايكتفي النائب الثاني بالتقارير الدورية التي ترفع له عن سير التحضيرات لموسم الحج، إذ يحرص وبشكل سنوي للوقوف بنفسه ميدانيا على تلك الاستعدادات.