أشهر عازب فى هوليوود مازال يوقع الجميلات فى حبه ثم يهرب من الزواج أشاد الكثيرون بأدائه ورأوا أنه يستحق جائزة أوسكار هذه المرة بجدارة.. إنه ليوناردو دى كابريو الذى التصقت به صفة الوسامة منذ أن قام ببطولة الفيلم الأسطورى "تيتانيك" فى 1997 وهو وقت متأخر بالنسبة لمشواره الفنى الذى بدأ مبكرا منذ فترة المراهقة فى التليفزيون ثم السينما، ويبلغ حاليا من العمر 41 عاما، وهو واحد من أكثر نجوم هوليوود المتميزين الذين لم يكن لهم نصيب فى جائزة أوسكار حتى الآن! هو رجل بارع فى عمله ويحظى بنجاح كبير على المستوى الإنسانى، لكن هناك دائما شيئا يعرقله عن الحصول على جائزة أوسكار وعن الاستقرار فى الزواج، لذا ربما يفضل الاندماج أكثر فى مشاريعه للحفاظ على البيئة.
ثراء فنى من ناحيته سعى دوما للتأكيد على موهبته التمثيلية بعيدا عن وجهه الجميل، وترشح مرة واحدة لأوسكار كأحسن ممثل مساعد عن دوره فى فيلم "ما الذى يضايق جيلبرت جريب"، و3 مرات لجائزة أحسن ممثل عن أدواره فى "الطيار" و"الماسة الدامية" و"ذئاب وول ستريت" وجائزة أحسن فيلم عن الأخير، وقدم نوعيات متباينة مثل الرومانسية عندما جسد دور روميو بطريقة معاصرة فى "روميو + جولييت" والمنتقم فى"عصابات نيويورك" والنصاب خفيف الدم فى "امسكنى إن استطعت"، ثم بدأ يركز أخيرا فى تقديم الأدوار القاسية مثل "دجانجو أنتشند" من إخراج الأمريكى الشهير كوينتن تارانتينو الذى يعتمد دائما على المزج بين الضحك والدماء، وكذلك شخصية إدجار هوفر أول رئيس لمكاتب التحقيقات الفيدرالية إف.بى.آى فى "دجيه.ادجار" ووجدناه قبيح الشكل تماما ليقترب من الشخصية، حتى وصل إلى الفيلم الذى يثير ضجة حاليا بعنوان "العائد The Revenant"، ولا تبدو مشاريع فنية جديدة له فى الأفق ربما لأنه بذل مجهودا خارقا لإخراج هذا العمل بشكل لائق.
تجربة متفردة حكوا أشياء لها العجب عن دى كابريو ذكرتها صفحة "سينما بوك Cinema Book" أثناء أدائه لهذا الدور الصعب، كأن أطلق لحيته لمدة سنة ونصف السنة ولم ينظفها حتى نمت البراغيث بداخلها! وكان يسافر وحده لأماكن التصوير، في غير أوقات التصوير حتى يتأقلم على الأماكن في الغابات والجبال، وكان المكياج يحتاج قبل التصوير 3 ساعات كاملة. ولم يكن دى كابريو ينام تقريبا فى أيام التصوير. وقيل إن دى كابريو بسبب ظروف الفيلم والدور المتعب للأعصاب، أصيب بالمرض أكتر من مرة، لكنه رفض إيقاف التصوير، وكان يكمل التمثيل وهو مريض جدا، لذا ظهر دوره حقيقيا تماما. وفى أصعب مشهد وهو مشهد الدب الذى يهاجمه، صوره دى كابريو من دون خدع، وتمت الاستعانة بدبة حقيقية مدربة!! أما عن مشاهد الاشتباك مع الدب، فتم استخدام محاك للدب. وفى الفيلم يظهر أنه يأكل الكبد مباشرة من بطن أحد الحيوانات – والمقصود به الثور الأمريكى البيسون - وبالفعل أكل الكبد نيئا! وتم التصوير فى أماكن منخفضة درجة الحرارة جدا، وفقا لأحداث الفيلم فى بريتيش كولومبيا وألبيرتا بكندا وأريزونا فى الولاياتالمتحدة وسييرا ماديرى الغربية بالمكسيك. ووصلت أحيانا درجة الحرارة ل 40 تحت الصفر. فى حين أن عليه ارتداء ملابس خفيفة، وكان طاقم العمل يخشى على حياته، وبعد انتهاء اللقطة، كانوا يدفئونه بمجففات ووصل الأمر أن صوابع قدميه تجمدت، وكانت مُعرضة للبتر! لذا بعد كل هذه المعاناة من أجل الفن، نُشر رسم كاريكاتورى يصوره وهو يطارد الدب الذى اختبأ ومعه جائزة أوسكار! وفيلم "العائد" يعتمد على فكرة الانتقام التى شاهدناها بطرق متعددة وفى عصور مختلفة، لا سيما رواية "الكونت ديه مونت كريستو" التى استقت منها أعمال كثيرة فكرة البطل النبيل الذى يغدر به الجميع وبرغم قسوة الظروف يعود مرة أخرى ليطاردهم ويلقنهم درسا وتكون حبيبته محفزة له! ويتناول أيضا علاقة الأب وابنه، وفكرة النجاة برغم الظروف القاسية، وعلاقة الرجل الأبيض بالسكان الأصليين، والفيلم يحمل عمقا ومشاعر إنسانية معقدة مرتبطة بالنبل والهلاوس والحب والكراهية. وتدور أحداث الفيلم فى أجواء طبيعية بالغة القسوة، لذا ندرك مدى ما عاناه المهاجرون الأوائل ليكسبوا رزقهم، فما بالنا لو كانت هذه الظروف تخللتها صعوبات أخرى، وهو من إخراج المكسيكى المتميز أليخاندرو جونزاليز إيناريتو الذى قدم قبل ذلك فيلم"بابل"، ويعتمد الفيلم على المغامرة والتشويق والويسترن، وكتبه إيناريتو بالتعاون مع مارك إل. سميث وهو مستوحى من قصة حياة صياد الفراء هيو جلاس الذى يجسد شخصيته ليوناردو دى كابريو. ففى سنة 1823 أثناء رحلة صيد مجموعة من البيض ذوى الأصول الأنجلو ساكسونية تقوم قبيلة هندية من البونى بمهاجمتهم فيفرون بشكل مرتبك محاولين حمل ما يستطيعون معهم من الفراء فى قارب لكن دليلهم جلاس ينصحهم بالابتعاد عن النهر لأن ذلك سيسهل على الهنود الحمر عملية تتبعهم، وبالفعل يرسون على البر وسرعان ما يتعرض جلاس لهجوم من قِبل أنثى دب حين كان يُصوّب بندقيته باتجاه صغيرها فتمزّقه تمزيقا! وبعد نجاته من الموت بأعجوبة حاول زملاؤه تضميد جراحه وحمله على نقالة لكنهم تعبوا بسبب الثلوج وبرودة الجو، فيتفاوضون على رحيل مجموعة وبقاء ابن جلاس ومساعده معه، بالإضافة لصياد مزعج وهو جون فيتزجيرالد. وبرغم علاقة جلاس بابنه الجافة ففى الحقيقة هو يحبه جدا، ومن خلال مشاهد متقطعة يعود جلاس بالذاكرة ليتذكر زوجته وأم ابنه التى ماتت وهى من قبيلة البونى أيضا ولا يزال والدها يبحث عنها بعدما اختطفها البيض فى الماضى، وبعد صراعات أخرى يقوم بمحاولة قتل جلاس لأنه يعطلهم وعندما لا يستطيع ذلك يقتل ابنه أمامه لأنه دافع عنه! ويروى أكاذيب للمساعد ثم ينطلقان سويا تاركين جلاس ممدا وحده على الجليد! وبرغم الصعوبات الشديدة ولا سيما ظهور الفرنسيين الذين ينافسونهم فى صيد الحيوانات ذات الفراء وتربص الهنود، يقرر الأب المكلوم الانتقام لابنه، ويظل يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة وسط ظروف قاتلة ومشاهد تحبس الأنفاس!! ونال الفيلم إعجاب النقاد وبلغت ميزانية الفيلم 135 مليون دولار، وبلغت إيراداته فى الولاياتالمتحدة حتى الآن 122 مليون دولار. وترشّح الفيلم ل 12 جائزة أوسكار، من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وهو يعتبر الترشح السادس لدى كابريو وأفضل ممثل مساعد للممثل الإنجليزى المتميز توم هاردى الذى قدم شخصية فيتزجيرالد بإتقان، بحيث لم نتعرف إلى شخصيته الحقيقية لأول وهلة وهو يمثل توازنا فنيا رائعا مع دى كابريو.
المرأة فى حياته وُلد دى كابريو في 11 نوفمير 1974 فى مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا، وهو الابن الوحيد لوالديه، والدته إيمرلين كانت سكرتيرة قانونية، مولودة فى ألمانيا وتنحدر والدتها من جذور روسية، ثم انتقلت إلى الولاياتالمتحدة فى خمسينيات القرن الماضى. أما والده جورج دى كابريو فيعمل رساما ومنتجا وموزعا للمجلات المصورة، وهو من أصول نصف إيطالية من منطقة نابولى ونصف ألمانية (من بافاريا). وقرر الوالدان إطلاق اسم ليوناردو على الصبى لأنه ركل ركلته الأولى لأمه أثناء حملها به وهي تشاهد لوحة للفنان الإيطالى ليوناردو دافينشى فى أحد المتاحف فى إيطاليا. وانفصل والداه حينما كان عمره عاما واحدا، وعاش أغلب فترة طفولته مع والدته. وعاش الاثنان في عدة أحياء فى لوس أنجلوس، وتنقلت والدة دى كابريو فى عدة وظائف من أجل توفير احتياجاتهما. وقضى دي كابريو جزءا من حياته فى ألمانيا مع جديه لوالدته، ويلهلم وهيلين، وهو يتحدث الألمانية بطلاقة. وأثرت والدته فيه كثيرا ومعروف عنه فى هوليوود أنه ابن بار بها ودائما ما تصحبه فى المناسبات العامة. وعلى الجانب المهنى أشادت النجمة المخضرمة ميريل ستريب به كثيرا عندما قدم دور ابنها فى فيلم "غرفة مارفن" إنتاج 1996 وتحدثت عن إعجاب بناتها الثلاث به فى الكواليس بفضل رقته فى التعامل. أما على الجانب العاطفى فيبدو أنه أخذ كثيرا من جيناته الإيطالية فيذكران بالعاشق كازانوفا، بعد أن سجل الإعلام له حتى الآن 15 صديقة من أجمل جميلات العالم، ما يعنى أنه يجيد اختيار نسائه، لكنه يخشى الارتباط الرسمى حتى الآن! وأشهرهن زميلته الممثلة الأمريكية كلير دينس التى قاسمته بطولة فيلم "روميو + جولييت" إنتاج 1996 والمغنية الباباردوسية ريانا، بالإضافة إلى مجموعة من عارضات الأزياء مثل البريطانية السمراء ناعومى كامبل والدانماركية هيلينا كريستنسن والبرازيلية جيزيل بوندخن، والأسترالية ميراندا كير والتشيكية إيفا هيرزيجوفا والإسرائيلية بار رافاييلى، وحاليا هو مرتبط بعارضة أزياء أيضا وهى أمريكية اسمها كيلى روهباخ وتبلغ من العمر 25 عاما. وصرح أخيرا لمجلة "باراد" الأمريكية عندما سألته عن الزواج "سيأتى عندما يحين ذلك الوقت. والحقيقة أنه لا يمكنك التنبؤ بالزواج. ولا يمكنك أن تخطط له. مجرد أنه سيحدث عندما يحدث ذلك"!