كشف مسئول ياباني رفيع المستوى النقاب عن أن أحد الأهداف الرئيسية لزيارة وزير خارجية اليابان كونتشيرو جيمبا الحالية لمصر هو بحث إمكانية أن تصبح مصر مركزا ضخما للمصانع اليابانية الكبرى فى منطقة شمال إفريقيا وقاعدة يتم من خلالها تصدير المنتجات اليابانية إلى دول الاتحاد الأوروبى والقارة الإفريقية . وقال ماسارو ساتو المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية إن الأجندة غير المعلنة وراء زيارة وزير خارجية بلاده كونتشيرو جيمبا هى دراسة كيفية وأبعاد انتقال المصانع اليابانية إلى أرض مصر وكذلك إلى المغرب وهما من اهم الدول فى منطقة شمال إفريقيا بهدف تعزيز قدرة الصادرات اليابانية على المنافسة والنفاذ لأسواق أوروبا وإفريقيا. أضاف المتحدث أن اليابان تدرك أن مصر فى سبيلها لتحقيق الاستقرار والنهضة الاقتصادية كما أن لديها من الإمكانيات البشرية الهائلة وموقعها الفريد ما يشكل عنصرا إضافيا متميزا يدفع المصانع اليابانية للاستعداد للقدوم إلى مصر فور استقرار الأوضاع. وأوضح ماسارو ساتو أن هناك مبادرة تقدمت بها اليابان أخيرا هى مبادرة تحقيق الاستقرار والرخاء ونشر قيم الديمقراطية فى قارة اسيا وقد انضمت لها دول عديدة .. وقال المتحدث الرسمى ان اليابان تدعو مصر وترغب فى ان تنضم الى هذه المبادرة الطموحة خصوصا أن سيناء جزء من القارة الآسيوية .. مؤكدا أن بلاده تريد رؤية استقرار فى منطقة الشرق الأوسط خصوصا على الصعيد السياسى مما سيؤدى لاستقرار اقتصادى ورخاء. و أشار إلى أن مصر تحتاج الآن لاستعادة الأمن مؤكدا أن اليابان مستعدة لتقديم كل ما يمكنها لمساعدة مصر بجانب مشاركتها فى إنشاء الخط الرابع لمترو الأنفاق الذى سيربط القاهرة بالجيزة وعدة مشروعات أخرى وهناك أفكار لدعوة للبرلمانيين المصريين ومساعديهم لزيارة اليابان للتدريب على كيفية إدارة الجلسات والنظام البرلمانى و ردا على سؤال حول تعاون اليابان القوى مع النظام السابق والآن هناك برلمان بأغلبية إسلامية وما إذا كان ذلك يثير قلق اليابان أشار المتحدث الرسمى إلى أن البرلمان له تاثير كبير فى الحياة السياسية والأمر متروك للشعب ليحدد نوع الحكومة التى يريدها والأمر المؤكد أن مصر دولة مهمة جدا لليابان.. والعلاقات قوية بين الجانبين بغض النظر عن نوع الحكومة وسيكون هناك تشجيع للاستثمار اليابانى فى مصر لخلق فرص عمل جديدة للشباب المصرى وتبادل الخبرات لأننا نتبع المثل علمه الصيد بدلا من أن تعطيه سمكة . و حول عودة السياحة اليابانية أشار إلى أهمية الاستقرار الأمنى فى مصر لأن الإعلام أحيانا ما يضخم الأحداث مما يؤثر على حركة السياحة قائلاك إنكم تحتاجون إلى بعض الوقت لإقناع العالم بأن مصر أصبحت آمنة. وحول زيارة وزير خارجية اليابان لإسرائيل قال المتحدث الرسمى: إن الوزير اليابانى بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو ووزير الخارجية ليبرمان عملية السلام فى الشرق الاوسط والملف النووى الايرانى والعلاقات الثنائية قائلا إننا طلبنا من إسرائيل تجميد الاستيطان .. أضاف أن وزير الخارجية التقى فى رام الله الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض حيث تم بحث عملية السلام وكيفية التعاون لتحسين أحوال الشعب الفلسطينى والمساعدات اليابانية التى تبلغ 155 مليون دولار .. و بالنسبة لموقف اليابان من الاستيطان الإسرائيلى أشار ساتو إلى أن بلاده سبق ان حثت إسرائيل على وقف الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لأنه غير شرعى، موضحا أن الجانب اليابانى طلب من المسئولين الإسرائيليين الرد بإيجابية على الرسالة التى بعثها محمود عباس أخيرا إلى رئيس الوزراء نيتانياهو فى هذا الشأن . و حول أسباب عدم زيارة الوزير اليابانى لغزة او لقائه بحماس اشار المتحدث الرسمى إلى أن اليابان تشجع على حل الخلافات الفلسطينية لأنه من الصعب استئناف المفاوضات بقوة فى ظل الخلافات الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية الدور الذى تلعبه مصر وكذلك الأردن فى ملف عملية السلام و بالنسبة للخلاف اليابانى- الروسى حول الجزر أشار أن روسيا مازالت تحتل الجزر ولكننا نأمل فى عقد مفاوضات هامة معهم قريبا و حول التركيز على الملف النووى الإيرانى وتجاهل الملف الإسرائيلى قال المتحدث الرسمى: إن إسرائيل لم تنضم لمعاهدة حظر السلاح النووى على عكس إيران، مشيرا إلى أن بلاده تشارك العديد من دول العالم القلق من الملف النووى الإيرانى .. أضاف أن اليابان تحث إسرائيل أيضا على المشاركة فى المؤتمر المهم وسنتحدث معهم حول ذلك لأنه من المهم إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى. و بالنسبة للصواريخ بعيدة المدى التى أعلنت كوريا الشمالية عن إطلاقها أخيرا شدد المتحدث باسم الخارجية اليابانية على أن تلك الصواريخ غير مقبولة وتتعارض مع القوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة وهى جريمة ضد الإنسانية وهناك مباحثات حاليا بين اليابانوروسيا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لحث كوريا الشمالية على احترام القانون الدولى.. وسنكون مستعدين اذا فعلت ذلك على إجراء مباحثات معها نظرا لعدم وجود علاقات بيننا حاليا والأمر هنا ليس قائما على تقبل الآخر بل على احترام القانون الدولى. و أكد أن بلاده مهتمة بتقوية الحوار مع الجامعة العربية وهناك حوار عربى- يابانى تريد تطويره وتعزيزه.