أحمد سعد الدين بعد انتهاء الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى طارت النجمة ليلى علوى للمشاركة فى مهرجان أيام قرطاج السينمائى بتونس، حيث حلت ضيف شرف على المهرجان فى دورته الخامسة والعشرين، والتى انتهت فاعلياتها أخيرا، «الأهرام العربى» التقت النجمة الجميلة على هامش المهرجان وكان الحوار التالى الذى تطرق لنقاط عديدة فى السينما والتليفزيون والمسرح، وكان واضحا أنها مهمومة بقضايا الفن العربى .. اختيارك ضيف شرف مهرجان قرطاج السينمائى .. ماذا يمثل لك؟ من الأشياء الجميلة أنى أحتفظ بذكريات طيبة لهذا المهرجان تعود لأكثر من ثلاثين عاماً وتحديداً عام 1984 عندما حضرت لأول مرة للمهرجان بصحبة الفنان يحيى الفخرانى للمشاركة بفيلم "خرج ولم يعد" وكنت لا أزال فى بداية مشوارى الفنى، لكن كانت المفاجأة فى حصولى على جائزة أحسن ممثلة من المهرجان وهو ما أعطانى دافعا كبيرا للعمل، وآخر مرة كنت هنا منذ عامين حيث كرمت فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وصممت على الحضور لأشارك الشعب التونسى الشقيق رغم الصعوبات التى كانت موجودة وقتها، لكن فى الأيام الماضية اتصلت بى إدارة المهرجان لأكون ضيف شرف على أيام قرطاج السينمائى فرحبت على الفور خاصة أن المهرجان يقام بعد الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وهى فترة صعبة أرجو أن نتخطاها جميعاً حتى تعود تونس هذا البلد الجميل والجمهور المتذوق للفن كما كانت من قبل. هل إقامة العديد من المهرجانات العربية فى توقيت متقارب فى صالح صناعة السينما أم لا؟ لا شك أن وجود العديد من المهرجانات العربية فى المنطقة هو ظاهرة جيدة وتصب فى مصلحة صناعة السينما، لأن وجود نجوم وصناع الأفلام فى مكان واحد وعرض أعمالهم فى فترة زمنية محددة يعتبر جيدا ولصالح الجمهور الذى يتعرف على ثقافات مختلفة من خلال الأفلام، خصوصا أننا نمتلك فى الوطن العربى العديد من المبدعين الذين حققوا جوائز فى المهرجانات الدولية، لكن فى الوقت ذاته لابد أن يحدث تنسيق فى المواعيد حتى يتسنى للجمهور متابعة كل التظاهرات الفنية العربية ولا تكون مقتصر فقط على فئة واحدة، فالجمهور العربى الذى استمتع بأيام قرطاج السينمائية من حقة أن يشاهد مهرجان دبى ومراكش والقاهرة وغيره من المهرجانات . كيف تنظرين لحال السينما فى المنطقة العربية الآن ؟ أستطيع أن أقول إن المنطقة العربية أصبحت تنتج عددا لا بأس به من الأفلام، حتى إننا شاهدنا أفلاما من فلسطين مصنوعة بشكل ممتاز مثل فيلم "عمر" للمخرج هانى أبو أسعد، والذى يعرض حاليا فى قرطاج، وهناك بعض الأفلام من الجزائروتونس والمغرب ولبنان وغيرها، وهذا فى حد ذاته جيد لأنه فى السابق لم تكن هذه الدول تنتج أفلاماً إلا فيما ندر، لكن الآن الوضع اختلف وأصبحت الأفلام العربية موجودة فى كبرى المهرجانات الدولية مثل كان وفينسيا وبرلين، أما بالنسبة للسينما المصرية، فلاشك أن هناك أزمة منذ فترة تضرب صناعة السينما، لدرجة أنه فى يوم من الأيام وصل عدد الأفلام التى أنتجت فى عام كامل إلى ستة أفلام فقط لا غير فى سبيل أنه فى فترة سابقة كنا ننتج مائة وعشرين فيلماً سنوياً، وهو ما يوضح صعوبة الفترة الماضية، لكن فى رأيى أعتقد أنه خلال الفترة القادمة سوف تعود السينما المصرية لما كانت عليه بعد حالة الإستقرار التى نشهدها فى المجتمع الآن خصوصا أن الجمهور متعطش للأعمال الجيدة التى تخرجه من حالة الإحباط التى يشعر بها . السينما المستقلة أثبت وجوده خلال الفترة الماضية .. هل من الممكن أن نشاهدك فى أحد أفلامها؟ دعنى أقول شيئاً فى البداية أريد أن أحيى صناع السينما المستقلة التى من وجهة نظرى أنقذت السينما فى مصر خلال العامين الماضيين، برغم أنها لا تحقق النجاح المادى لكن الأفلام الجيدة تصل للجمهور حتى لو بعد وقت طويل، فى نفس الوقت استطاعت السينما المستقلة رفع اسم مصر فى المهرجانات الدولية وفازت بالعديد من الجوائز، وهو ما أفرز نوعا جديدا من السينما وعدد من المخرجين الذين سيكون لهم شأن فى القريب العاجل، وعن نفسى أنا دائما أبحث عن الجديد الذى أقدمه بصرف النظر عن مساحة الدور سواء كانت كبيرة أم صغيرة، الأهم بالنسبة لى هو مدى أهمية هذا الدور وتأثيره فى الأحداث، لذلك لو عرض على دور فى أحد الأفلام المستقلة سوف أقبل على الفور شرط أن يكون مناسباً لى . بمناسبة وجودك فى مهرجان عربى متى نرى إنتاجا عربيا مشتركا؟ هذه النقطة تحديداً لا أجد لها أى تفسير حتى الآن، وأتساءل دائما ما المعوقات فلا أجد إجابة رغم وحدة اللغة والثقافة بين البلدان العربية، فمنذ سنوات طويلة كان الفنان الراحل فريد شوقى ينادى فى عدة ندوات حضرتها بنفسى قائلاً: كى ننهض بالسينما لابد من عمل إنتاج عربى مشترك لعدة أفلام، لكن للأسف حتى الآن لم يتحقق ذلك باستثناء محاولة أو اثنتين على أكثر تقدير قام بها المخرج الراحل يوسف شاهين، ورغم احترامى لمن يقول إن الدراما فعلت ذلك، أقول إن هذه المقولة غير صحيحة لأسباب منطقية، فما يحدث فى الدراما هو عبارة عن وجود فنانين عرب من أقطار مختلفة فى عمل واحد لجهة إنتاج واحدة وليس إنتاجاً مشترك، لذلك لا أستطيع أن أطلق عليه كلمة إنتاج عربى مشترك . قمت بإنتاج أكثر من فيلم فى فترة سابقة .. لماذا لا تعيدين التجربة الآن؟ دعنا نتحدث بصراحة، كى تدخل سوق الإنتاج لابد أن تكون الأرض ممهدة لذلك، بمعنى أى منتج يهمه أن يقدم عملاً جيداً يحمل قيمة فنية، وفى نفس الوقت لابد أن يسترد ما دفعه حتى تدور العجلة من جديد، لكن بنظرة بسيطة على السوق الآن نجد أن هناك العديد من الصعوبات التى تواجه المنتجين، أولاها هى عملية القرصنة التى تضر بصناعة السينما فمن غير المعقول أن يتكلف الفيلم ملايين وثانى يوم نزوله لصالات العرض نجده قد سرق ويتم عرضه على اليوتيوب، مما يلحق خسارة هائلة بالعملية الإنتاجية نتيجة عزوف الجمهور عن الذهاب للسينما بعدما شاهد الفيلم على الإنترنت، زد على ذلك أن هناك أكثر من 65 قناة فضائية موجودة على قمر النايل سات تعمل دون ترخيص وتعرض هذه الأفلام المسروقة دون وجود تصريح من صاحب الفيلم، لذلك نجد المنتجين الذين لحقت بهم خسارة يبتعدون عن الإنتاج لأن أعمالهم تسرق عينى عينك، ولا يتحرك أحد لإنقاذهم، هذه المعضلة لا تزال تبحث عن حل حتى يعود الإنتاج كما كان ويعود الفنانون للإنتاج مرة أخرى . ماذا عن حال المسرح فى مصر ؟ ولماذا أطفئت أنواره؟ أنت لمست وتراً حزيناً عند كل فنانى مصر، فبرغم الصعوبة التى تقابلها السينما فإن حالها أفضل مائة مرة من حال المسرح الذى توقف تماماً ولم تعد أنواره موجودة فى الشوارع، فالمسرح المصرى الذى يتعدى عمره المائة عام متوقف حالياً لأسباب عديدة أهمها حالة الحراك السياسى خلال السنوات الأربع الماضية، فالجمهور الذى يخرج من بيته ويريد الذهاب للمسرح يحتاج للأمن والأمان فى الشارع كى يأخذ زوجته وابنته ويذهب لمشاهدة مسرحية تنتهى عند منتصف الليل، هذه النقطة تحديداً تحد كثيراً من وجود المسرح فى مصر، لكن أعتقد أن الظروف تحسنت عما كانت عليه ومن ثم لابد من إعادة التفكير فى عودة المسرح لمكانته الطبيعية خلال العام المقبل. ترأستِ لجنة تحكيم برنامج آفاق عربية فى مهرجان القاهرة السينمائى الماضى .. كيف تنظرين لهذه التجربة؟ أعتقد أنها تجربة ممتعة بالنسبة لى رغم أنها ليست المرة الأولى التى أترأس فيها لجنة تحكيم، فقد سبق ذلك مهرجان الإسكندرية لأكثر من مرة، وكنت سعيدة بإقامة الدورة هذا العام بعد توقف العام الماضى، وقد وصل صوتنا للعالم من خلال ساحات السينما، وكانت الرسالة أن مصر هى بلد الأمن والأمان وصاحبة التاريخ الطويل فى مجال السينما قد عادت كما كانت لتحتل مكانتها العالية