مصطفى عبادة المركز القومى للترجمة، أكثر الأماكن فى وزارة الثقافة احتكاكا بالثقافة الغربية، وعليه فإن إدارته يفترض أن تتسم بالانضباط والنزاهة والشفافية، لكن ما يجرى على أرض الواقع، حول المركز إلى مؤسسة بيروقراطية، تعتمد على الأصدقاء، والأهل والعشيرة، مدير المركز د. رشا إسماعيل، تولت إدارته فى الأول من شهر إبريل عام 2013 بقرار من الوزير صابر عرب، وكانت قد تشكلت لجنة لاختيار مدير للمركز، وكان د.خيرى دومة نائب مدير المركز، قد تقدم لهذه اللجنة، لكنه فوجئ باختيار د. رشا فاستقال حرصا على كرامته، حيث تم تجاوزه وتقديرا لمكانته العلمية وكما يقول: استقلت اعتراضا على النظام كله ولا أتاجر بهذه الاستقالة المسببة، وذلك لعدم تقدير مكانتى العلمية والأدبية، وخبرتى بعمل المركز القومى للترجمة، ولأن الاختيار لم يتم بشفافية، ودون معرفة المؤهلات المطلوبة لإدارة مكان مثل المركز القومى للترجمة. تعاملت د. رشا مع كل الموجودين فى المركز على أنهم من فلول النظام السابق (قبل الإخوانى)، وكانت تقول لكل من يعترض على قراراتها إنكم فلول جابر عصفور، الغريب أن المرة الأولى التى دخلت فيها د. رشا المركز القومى للترجمة، كانت برفقة سهير جابر عصفور زميلتها فى الجامعة، وكانت تقول لجابر عصفور «يا عمو» لكنه تحول فجأة إلى فلول، كذلك أنهت انتداب العديد من الكفاءات فى المركز مثل د. هثيم الحاج على، الذى قال إننى لم أتضرر بشكل رسمى، فقد انتهى انتدابى ولم يتم التجديد لى، لكن ذلك تم بطريقة غير لائقة، فحتى آخر يوم كنت موجودا فى عملى وفى كل الأماكن المحترمة يقال فى مثل هذه الحالات لمن أنهى عمله على أكمل وجه شكرا، ولكن لن نجد ذلك، أما د. رشا فلم تبلغنا بأى شىء ففهمنا أننا غير مرغوب فينا، ولم نذهب أو نسأل عن تجديد انتدابنا. الأمر نفسه حدث مع د. محمود الضبع، برغم ارتباطه بعمل، امتد بعد انتهاء انتدابه بشهر كامل فقد رفضت د. رشا تجديد انتدابه، وبتعبيره: رفضت حتى أن تلتقى معنا، على الرغم من أننا كنا نحميها من الموظفين الذين كانوا يحاولون الاعتداء عليها بالضرب، لأنها على حد تعبيرهم مستفزة فى طريقة الإدارة، والحقيقة أنك تعجب كيف تتولى مثل هذه الشخصية إدارة مكان مثل المركز القومى للترجمة، وعلى أية حال، يضيف د. محمود: لقد تقدمنا مرة واحدة، بطلب لتجديد الانتداب، لكنها لم ترد علينا سلبا أو إيجابا، وهذا أيضا سلوك غريب فى الإدارة، فما كان منا سوى الانسحاب بكرامة، بعد شهر كامل من انتهاء انتدابنا لأننا مرتبطون بعمل ولابد أن ننهيه حرصا على العمل الثقافى. الغريب فى الأمر أن د. رشا حولت المكان إلى ما يشبه المؤسسة البيروقراطية، بالاعتماد على شخصية متواضعة الإمكانات تتحكم فى الموظفين بالمنطق البوليسى، وكتابة التقارير السرية، فتدنى أداء المركز إلى درجة الصفر، والغريب أن الوزير صابر عرب سيجدد لها مرة أخرى. وقد أخبرتنى نسرين كشك، إحدى العاملات فى المركز أن د. رشا مثالا للتعامل البوليسى حولت موظف أمن غلبان إلى التحقيق لأنه رفض كتابة أسماء الموظفين الذين نظموا وقفة احتجاجية ضدها، رافعين شعار «لا لأخونة المركز» وطالبوا بإنهاء انتدابها، العجيب أنها حولت كل من شارك فى هذه الوقفة إلى النيابة الإدارية، بتهمة إهدار المال العام، ومن هؤلاء حسن كامل رئيس القسم الفنى بالمركز، وأحمد نزيه، رئيس قسم التصحيح ومجموعة أخرى، وذلك للضغط عليهم، حتى لا يتحدثون للصحافة عن فساد المركز، ولسحب القضية التى رفعوها ضدها أمام مجلس الدولة وأمام المحكمة الإدارية، بعد أن حرروا ضدها المحضر رقم 3077 لسنة 2013، قصر النيل، واتهموها فيه واتهموا ضيفها خالد العامرى شقيق وزير الرياضة الأسبق العامرى فاروق، الذى أرادات أن تستند إليه طباعة كتب المركز، مع أن ذلك ممنوع بحكم قوانين الدولة فلا يجوز للمركز التعامل مع المطابع الخاصة فى ظل وجود المطابع الأميرية، ومطابع هيئة الكتاب، وذلك لأن خالد العامرى تعدى على الموظفين وفى حضور د. رشا إسماعيل وفى مكتبها بالسب والقذف ومحاولة التعدى على موظفة أثناء تأدية عملها، لأنها دافعت عن عملها، وعن كتب المركز التى وصفها خالد العامرى «بالزبالة» وقال الموظفون فى مذكرة قدموها إلى وزير الثقافة وقتها علاء عبد العزيز فى شهر يوليو 2013، إن المديرة استدعتهم إلى مكتبها، فى وجود خالد العامرى الذى بدأ يناقش الموظفين فى أمور تخص عمل المركز، ووصف الكتب التى تصدر «بالزبالة» ثم طلب خالد العامرى فواتير بعض الكتب، وتم له ما أراد، ثم بدأ يسأل عن المناقصات، وإمكانية التعاون مع المطابع الخاصة، لكن الموظفين أخبروه أن التعامل مع المطابع الحكومية ليس به مشاكل، وأنه يتم وفق مناقصة من الجهاز المركزى للمحاسبات، فتدخل خالد العامرى وقال بتهكم شديد:«خلاص ندخل المطابع الحكومية واللى ترسى عليه ترسى». الغريب، كما يقول الموظفون فى مذكرتهم أن مديرة المركز خالفت بذلك تعليمات الأمن القومى بعدم حصول أى شخص على معلومات عن خطط التنمية بأى مؤسسة بالدولة، بعد ذلك بدأ خالد العامرى يبدى ملاحظاته على تصحيح الكتب الصادرة عن المركز، ليأخذها لنفسه، وليقوم بالتبديل والتغيير فيها، ولما رد عليه العاملون انتقل إلى نقطة أخرى وذلك بأن وجه الكلام إلى نسرين كشك المشرفة على قسم الجرافيك، وأبدى ملاحظاته على الأغلفة لكنها ردت عليه: هذا من حق مدير المركز وحده وأنه لا شأن له بهذا الأمر، فقال لها خالد العامرى:«احترمى نفسك ولو مش عارفة تلمى نفسك، أنا ألمك، أنت متعرفيش أنت بتكلمى مين أنا ابن عم وزير الرياضة العامرى فاروق (هو أخوه فى الحقيقة) وعندما أخبرته نسرين كشك أن التهديد لا يجدى معها، انتقل خالد العامرى إلى التهديد المباشر وقال إنه من الممكن أن يلغى عقودهم مع المركز بما له من سلطة، وكان محميا وقتها بالوزير الإخوانى علاء عبد العزيز. وطالب المشتكون فى نهاية مذكرتهم المرفوعة إلى الوزير، بإنهاء ندب مديرة المركز، وذلك لتعدى ضيفها الشخصى عليهم باللفظ وأهانهم، وطالبوا كذلك بالتحقيق فى الموضوع، لكن لم يتم أى تحقيق بالطبع وتفاصيل البلاغ وما جرى موجود نصا فى الوثيقة رقم (1). وردا على هذه المذكرة، قامت د. رشا بتحويل حسن كامل وأحمد نزيه ونسرين كشك، إلى النيابة الإدارية بتهمة تعطيل كتب المركز وإضاعة 14مليون جنيه بتاريخ 2013/9/16، برغم أن حسن كامل مسئول القسم الفنى أخلى طرفه من المركز بتاريخ 2013/5/19 وبرغم أنه أرسل إلى الدكتورة رشا خطابا فى 2013/5/19 وثيقة 2، يخبرها فيه بالنص أنه سبق أحطنا سيادتكم علما بأن الكتب التى تم الانتهاء من تصحيحها وتم عمل المونتاج لها ومتكدسة بالمطابع وعددها 130 كتابا، لم تصل لها أغلفة منذ شهر، وبالنسبة للكتب التى لها أغلفة وأرسلت للمطابع عددها 28 كتابا وصل منها إلى مخازن المركز تسعة كتب فقط، كما أرفق حسن كامل خطاب استعجال سبق إرسالها لمدير المركز من المطابع الأميرية وهيئة الكتاب، بسرعة موافاتهم بالأغلفة حتى تتم طباعة هذه الكتب ورجاها فى نهاية الخطاب «سرعة التعاقد مع المطابع المختلفة التى ترونها سيادتكم وذلك بعمل مواعيد وشروط تلزم المطابع بمواعيد صدور الطبعة العربية لكتب المركز». وكان رد د. رشا على هذا الخطاب مضحكا (وثيقة 3) حيث قالت أرجو ملاحظة أن الخطاب المرسل من المطابع الأميرية مؤرخ بتاريخ 2013/3/27، أى قبل تسلمى العمل رسميا فى المركز، والسؤال هنا: لماذا تم تحويل موظفين إلى النيابة الإدارية فى اتهامهم بتعطيل الكتب، برغم أن التأخير لا يخصهم؟ لكن مديرة المركز أرادت الانتقام من موظفين يسيرون العمل فى المركز لمجرد أنهم عارضوها، وبرغم أن ال 14 مليوناً التى تحدثت عنها د. رشا فى اتهامها لهم هى مجمل تعاقدات المركز حتى عام 2020..الكتالوج السرية قامت د. رشا إسماعيل بإنهاء العمل فى الكتالوج الخاص بمطبوعات المركز، بتكفة وصلت إلى 92 ألف جنيه، وصرفت مكافآت لمجموعة كبيرة من غير العاملين فى المركز، برغم أن المركز لديه فنيون ومصممون معتمدون وقسم جرافيك وتجهيزات فنية، يمكنهم جميعا إنجاز الكتالوج بربع هذه التكلفة ثم تمت طباعة الكتالوج فى مطبعة خاصة خلافا لتعاقدات المركز مع المطابع الأميرية، ومطابع هيئة الكتاب فى مطبعة المدينة التى تملكها إحدى صديقات د. رشا إسماعيل، ولكى تضفى الصبغة القانونية على هذا الأمر أحضرت «مقايسة» أو عرض أسعار من المطابع الأميرية، وذلك بعد الطبع لا قبله، خلافا لكل أعراف المناقصات والمقايسات، ولما أرسلت مطبعة المدينة تطالب بصرف الفاتورة، فوجئت بمعرفة العاملين فى المركز بالأمر، وأن الأوراق بها خطأ قانونى، ذهبت د. رشا إلى رئيس مجلس إدارة المطابع الأميرية وأحضرت مقايسة أزيد من أسعار مطبعة المدينة، مع العلم أنه يوجد خطاب لطباعة الكتالوج لدى رئيس هيئة الكتاب منذ أكثر من عام موجه من د. كامليا صبحى مدير المركز وقتها، وكانت هيئة الكتاب قد طبعت بروفتين، للكتالوج برئاسة أحمد نزيه المشرف على التصحيح وقتها، ولكن د. رشا ألغت كل ذلك، وأهدرت المال العام، وطبعت الكتالوج فى مطبعة خاصة. أحمد نزيه المشرف على طباعة الكتالوج، قبل إزاحته، يشرح الأمر ل«الأهرام العربى» قائلا: أشرفت على البروفتين بنفسى، وإعداد الكلمات المختصرة عن الكتب، ومعى محسن مصطفى، وحسن كامل بصفته الفنية، حيث إنه المشرف على تجهيزات المركز القومى للترجمة، لكننا فوجئنا بأن مديرة المركز تطلب مشورة المهندس محمد أبو سعدة، الذى رسم لها تامر عبد الله محمد حسن الوثيقة رقم 4 متجاوزا فنيى المركز القومى، وتمت إثابته على هذا العمل مرتين، الأولى فى 2013/11/8، بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه، حيث كتبت د. رشا على طلب المكافأة «أوافق على إثابته بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه مصرى» ووقعت ثم عادت الوثيقة رقم 5، وكان السيد تامر عبد الله قد انتهى من تصميم الكتالوج وأمرت بصرف مكافأة له بمبلغ 2900 جنيه وأضافت عبارة:«وتراعى قانونية الإجراءات والصرف» وذلك بتاريخ 20 يناير 2014 أى أن المصمم تامر عبد الله حصل على ستة آلاف جنيه فى شهر واحد. أما المكافآت الخاصة التى صرفتها مديرة المركز لمن يدعون العمل فى الكتالوج فكثيرة، ولأشخاص لا علاقة لهم به ومنهم عامل المخزن محمد سعد، 700 جنيه، وأمين المخزن سامى عبدربه ألف جنيه، وسكرتير د. رشا وهو أحمد صادق 2900 جنيه، ومديرة مكتبها حاليا سهير عبد الغنى 2900 جنيه، وسكرتيرة ثانية هى سارة مصلح 2900 جنيه ومحسن مصطفى أبو العلا 2900 جنيه الذى أعد محضر فحص تسلم الكتالوج. وثيقة رقم 6 ثم عادت د. رشا وطلبت من المهندس محمد أبو سعدة ندب السيدة مى مصطفى كمال من صندوق التنمية إلى المركز القومى للترجمة، وذلك للإشراف على قسم التجهيزات الفنية بالمركز فى غير أوقات العمل الرسمية لمدة عام، برغم وجود مشرف فنى للمركز «وثيقة رقم 7»، وصدر لها القرار رقم 172 لسنة 2013، وفى 2013/11/25، قبل مرور شهر على انتداب السيدة مى مصطفى طلب المهندس محمد أبو سعدة عودتها إلى صندوق التنمية الثقافية مرة أخرى لحاجة العمل إليها وثيقة رقم 8. وفى 2013/12/10، أزاحت مديرة المركز المشرفة على المؤتمرات السيدة نهى أبو سديرة، وانتدبت د. عمرو محمد سعد بالقرار رقم 68 لسنة 2013، وهو مدرس بقسم اللغة الإسبانية فى كلية الآداب، جامعة القاهرة للإشراف على المؤتمرات والندوات الثقافية بالمركز، وما يوكل إليه من أعمال أخرى وذلك لمدة عام من 2013/10/1 فى غير أوقات العمل الرسمية «وثيقة رقم 9». وتنفيذا لتهديد خالد العامرى للعاملين فى حضور د. رشا وفى مكتبها، ركنت مديرة المركز المشرف على قسم التصحيح على الرف، أصدرت القرار رقم 51 لسنة 2013 بتولى السيدة عزة شبل محمد المدرس بقسم اللغة العربية كلية الآداب، جامعة القاهرة للإشراف على إدارة التصحيح اللغوى بالمركز «وثيقة رقم 10». الموظف المعجزة: أما حسين صلاح الدين البنهاوى، فإنه يوصف بين العاملين فى المركز بأنه الموظف المعجزة، وكانت د. رشا قد انتدبته من هيئة الكتاب، بعد خروجه إلى المعاش، بالمخالفة لقوانين الدولة وأسندت إليه الإشراف على ستة قطاعات مرة واحدة فى المركز القومى للترجمة، حيث جاء فى نص قرارها الموقع فى 2013/8/1 بتولى الأستاذ الدكتور (بالمناسبة هو موظف وليس أستاذا ولا دكتورا) حسين صلاح الدين البنهاوى متابعة جميع الأعمال، وكذا الإشراف على سير العمل بكل من إدارة التحرير والتجهيزات الفنية، والنشر والتصحيح اللغوى، والجرافيك والمكتب الفنى..باختصار جمعت د. رشا حولها كل أصدقائها وجعلت العاملين فى المركز عاطلين برغم تقاضيهم رواتبهم من الدولة، وحملت ميزانية المركز مكافآت إضافية