رداً علي ما أثير في »أخبارالأدب« من انتقادات حول أداء ا لمركز القومي للترجمة، أرسلت د.رشا إسماعيل مدير المركز هذا التوضيحلا يختلف الكثيرون علي أننا نعيش مناخا يحفل بالرغبة الصادقة في إعادة بناء مؤسسات الوطن التي هي ملك لأبناء الوطن جميعا، ولكن البعض منا يستغلون أجواء هذا المناخ الصحي لنشر ادعاءات وأكاذيب لتشكيك المواطن المصري في مؤسسات دولته، ومنها مؤسساته الثقافية كالمركز القومي للترجمة الذي شرفتُ بتحمل أمانة إدارته قبل عشرة أشهر، فسعيت بدعم كبير من السيد وزير الثقافة وبمساعدة من العاملين المخلصين بالمركز لتطوير الأداء والتغلب علي العقبات التي تحول بين المركز وتحقيق رسالته في تقديم منجزات الفكر الإنساني مترجمة إلي العربية إلي المواطن المصري والعربي. وقد وجدت أن العمل بالمركز يحافظ علي عديد من المكتسبات التي أسسها الأساتذة الأجلاء الذين تولوا إدارة المركز قبلي، كما لاحظت أيضا أن هناك عددا من المعوقات التي نتجت عن تراكم مجموعة من المشكلات لسنوات دون أن تجد من يتصدي لها، فسعيت مستندة إلي رغبتي في تحقيق الصالح العام إلي القضاء علي هذه العقبات. وقد كنتُ أوثر أن أعمل في صمت وأن أترك نتائج العمل تظهر تباعا للمواطن المهموم بالشأن الثقافي، ولكنني لاحظت أن البعض ممن لم يوفقوا في مسابقة اختيار تعيين مدير المركز في عام 2012 قد كتبوا منتقدين بعض جوانب أداء المركز، كما نشرت جريدة أخبار الأدب مقالين حول أداء المركز، ولم أكن أود الحديث عما أقوم به في المركز لولا أن هذه المقالات تستند إلي عدد من الوقائع والأفكار غير الصحيحة؛ وذلك لتسيء إلي عمل المركز وإدارته لدي المواطن المصري، ولذا أحب توضيح عدد من الموضوعات بإيجاز شديد تاركةً التفاصيل إلي مناسبة أخري: 1- أصدر المركز منذ توليتُ إدارته 110 كتاب خلال عشرة أشهر، وقد تم ذلك رغم أن حركة المركز تعطلت جزئيا خلال عهد الوزير علاء عبد العزيز الذي حاول بكل الطرق أن يبعدني عن إدارة المركز حتي يمنح إدارته لواحد من أصدقائه يحمل درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية بتقدير مقبول بعد قضائه ست سنوات في دراستها بالجامعة!! وأشير للقارئ الكريم إلي أن المشروع القومي للترجمة أصدر بين عامي 1995و2006 ألف عنوان؛ أي بمعدل 85 كتابا في العام، كما أصدر المركز من عام 2006 إلي نهاية 2012، 1000 عنوان مع ملاحظة أن نسبة ملحوظة منها كتب قديمة أعيدت طباعتها، كما أن أحد الزملاء تولي إدارة المركز قبلي لمدة 3 أشهر ولم يصدر خلالها أي كتاب!! فهل قصرتُ في عملي؟ 2- ذكر البعض أن قسم التجهيزات الفنية بالمركز به 140 كتابا عالقا، وهذا صحيح لكن هذه الكتب عالقة بالمركز منذ سنوات طويلة في إدارات المركز المختلفة قبل إدارتي، وبعضها عالق منذ عشر أو تسع سنوات. وقد درست هذا الوضع وشكلت مجموعة عمل لحل مشكلات هذه الكتب، وتمكنا من إعداد 30 كتابا للنشر، ونواصل العمل لإنجاز الكمية الباقية حتي لا تضيع مئات الألوف من الجنيهات من المال العام الذي أُنفق عليها كمقابل لشراء حقوق الترجمة ومكافآت المترجمين والمراجعين والمصححين. 3- كان قسم التصحيح بالمركز يعاني من مشكلات كثيرة أدت إلي تراكم أعداد كبيرة من الكتب به، كما لاحظ عديدٌ من القراء والمتابعين كثرة الأخطاء بمنشورات المركز. فعملت علي تنظيم قسم التصحيح ووضعتُ آليات جديدة للعمل به، وانتدبتُ أساتذة ذوي خبرة بالتصحيح. ويستطيع القارئ مراجعة إصدارات المركز خلال إدارتي ليتأكد بنفسه من مستوي الدقة التي وصلت إليها عمليات التصحيح والمراجعة. وقد وضعتُ نظامًا جديدًا لتصحيح إصدارات المركز إليكترونيا مما سيوفر الوقت والجهد والنفقات ويختصر دورة الكتاب داخل قسم التصحيح. 4- وجدت أن بعض المؤسسات الحكومية التي تقوم بطباعة إصدارات المركز تؤخر إنجاز عمليات الطباعة؛ فلدي المطابع الأميرية علي سبيل المثال 196 عنوانا من كتب المركز التي تعود إلي الفترة من عام 2005 إلي عام 2013، ولدي مطابع هيئة الكتاب 200 كتاب عالق من كتب المركز. ولذا اتفقت مع هاتين المؤسستين علي التعجيل بطباعة هذه الكتب، كما سعيتُ إلي طباعة الكتب بمطابع القطاع الخاص بأسعار أقل كثيرا من أسعار المؤسسات الحكومية، وقد اتفقت مع هذه المطابع في إطار المعايير والضوابط القانونية والإدارية التي تنظم عمل المؤسسات الحكومية. 5- أثير لغط حول الكتالوج التوثيقي الذي أصدره المركز مؤخرا للتعريف بالكتب التي أصدرها، وأحب أن أوضح للمواطن المصري أن المركز طبع هذا الكتالوج في مطبعة خاصة لتوفير 300 ألف جنيه لخزانة الدولة؛ فهذا المبلغ هو الفرق بين تكلفة تلك الطباعة وتكلفة نظيرتها بالمطابع الأميرية، كما أن طباعته بمطبعة خاصة أدت إلي سرعة إنجازه في زمن قياسي. فهل من يسعي لتوفير المال العام يوصف بأنه يبدده أو يسرف في إنفاقه؟؟ لقد كان المركز يقوم قبل أن أتولي إدارته بعمل كتالوج لإصداراته، وقد عرضتُ هذا العمل علي أساتذة جامعيين مختصين في الطباعة والنشر فأكدوا لي أنه لا يصلح طبقا للمعايير الدولية، فبدأت العمل من جديد لوضع الكتالوج وإخراجه في صورة تليق بمؤسسة ثقافية حكومية مع توفير نفقات إعداده وطباعته. 6- كان المركز يتكلف مبالغ طائلة لتصميم أغلفة كتبه، وكان يكلف مصممين من خارجه لتصميم الأغلفة مقابل مبلغ من 500 إلي 800 جنيه للغلاف الواحد. وقد ألغيت الاستعانة بمصممي الأغلفة من خارج المركز لتوفير النفقات. وعند عمل الكتالوج التوثيقي اكتفيت بالاستعانة بمصمم واحد من صندوق التنمية الثقافية، وذلك لتفريغ مصممي القسم لعمل أغلفة الكتب، كما كلفتُ موظفي قسم الجرافيك بالمركز بسرعة عمل أغلفة للكتب المعطلة والعالقة منذ سنوات. 7- ادعي البعض أن المركز حصل علي دعم مالي كبير من بعض السفارات لترجمة كتب رشحتها تلك السفارات للترجمة، وأؤكد للقارئ الكريم أن هذا غير صحيح فمنذ توليت إدارة المركز لم يحدث أن قبلت أي مقترحات للترجمة من السفارات الأجنبية ومن لديه عكس ذلك فليثبت. 8- ماتم نشره عن قيام المركز بترجمة 100 كتاب بالتعاون مع مركز دراسات الابروأمريكية بجامعة القاهرة ليس له أساس من الصحة وهو كذب وافتراء . وكان هذا مجرد فكرة طرحت ولم أ ستسغها ومن لديه ما ينفي قولي هذا فليتقدم به إلي الرأي العام. 9- ما قيل عن دفع غرامات لحقوق النشر بسبب تأخر صدور الكتب كلام غير صحيح لأن حقوق النشر التي يحصل عليها المركز مدتها من 5 إلي 7 سنوات. ويكون السبب في ضياع حقوق هذا الكتاب أطراف عديدة بداية من المترجم نفسه بسبب تأخره في تقديم الترجمة، أو المكتب الفني المسئول عن متابعة الترجمات مع المترجمين وتأخره في توزيع الكتب علي المترجمين، وكذلك إدارة التجهيزات الفنية السابقة والتي قمت بتغييرها تغييرًا جذريًا وبالتالي فأنا لست المسئولة عن ضياع حقوق ترجمة بعض الكتب، بل إنني أسعي بإصرار لتلافي حدوث ذلك. 10 ما كتب عن منحة فورد والتي تقدر ب 250 الف دولار سنويًا، فهذا كلام ليس له أي أساس من الصحة فالمنحة المقدمة من فورد 250 ألف دولار لمدة خمس سنوات من 2009 2013م. وقد أصدر المركز كتبا عديدة من المبالغ المقدمة في إطار هذه المنحة. يجدر بي الإشارةُ إلي أن كل ما ذكرتُه يستند علي الوثائق والمستندات الرسمية ومن لديه مستندات عكس ما أقول فليتقدم بها. ولعل لي أن أؤكد أنني بدعم كامل من السيد وزير الثقافة وبمعاونة صادقة من العاملين المخلصين والأكفاء بالمركز أسعي إلي تنمية الجوانب الإيجابية التي أرساها مديرو المركز قبلي، كما أعمل جاهدة علي معالجة المشكلات الموروثة، وذلك كي ينهض المركز بدوره بأداء دوره المنوط به في تقديم مختلف نتاجات الثقافات الأخري مترجما إلي العربية لخدمة ثقافتنا العريقة والإسهام في تنوير المواطن المصري والعربي وتثقيفه. مدير المركز القومي للترجمة