حسناء الجريسي بعد الاتهامات التي وجهها المخرج أحمد إسماعيل للشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، كان لزاما علينا التوجه إلي رئيس الهيئة لمعرفة أسباب تجميد مسرح الجرن؟ وماذا عن الفساد المستشري بالهيئة الذي يتردد علي الألسنة؟ باعتبار أن حق الرد مكفول للجميع وفق ميثاق الشرف الصحفي. «الأهرام العربي» في حوار مع سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. هناك مطلب ملح من جماعة المثقفين ألا وهو عودة اسم الثقافة الجماهرية بدلا من الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ القضية ليست فى تغيير الاسم ، لكن لابد أن تقدم الدولة الدعم الكامل لهذه المؤسسة، بشكل يجعلها تستطيع القيام بدورها، خصوصا أن الأعباء الملقاه علي عاتقها كثيرة. جماعة المثقفين تطالب بإعادة هيكلة الهيئة العامة لقصور الثقافة حتي تقوم بدورها الحقيقي الذي فقدته في الفترة الأخيرة ما ردك؟ النقد سهل والكلام أكثر سهولة، الهيئة مهيكلة وفق الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، هيكلة الهيئة بدأت منذ سنوات وتم إضافة إدارات عديدة، أعتقد أن الحديث عن إعادة الهيكلة حق يراد به باطل، المشكلة أنهم يتحدثون فقط وهم لايرون ولا يتابعون ما نقوم به, لذلك يحكمون علينا بأننا لا نعمل شيئا وهذا منطق غريب ومعوج، فمن يريد أن يري الأنشطة عليه أن يذهب للمواقع ويري ما نقوم به، للأسف 99% من الأنشطة التي نقوم بها لايسلط الإعلام الضوء عليها. هناك تعليق علي إدارة النشر بالهيئة فالكثير يري أن الهيئة العامة للكتاب تقوم بنفس الدور, كيف تري الأمر من وجهة نظرك؟ مطبوعات الهيئة زهيدة الثمن تصل للرجل البسيط وللمبدع البسيط لدينا دار توزيع تقوم بتوزيع إصدارتنا في الأقاليم ،كما نقوم بعمل معارض لهذه الإصدارات وقمنا بعمل منافذ بيع في عشر محافظات لإصدارات الهيئة. كم يبلغ عدد قصور الثقافة علي مستوي الجمهورية؟ لدينا 563 موقع ثقافيا في مختلف محافظات مصر، وحتي تهتم الناس بي كهيئة لابد أن تتساوي مواقعي مع مراكز الشباب التي يبلغ عددها علي مستوي الدولة 5000 مركز، علي الرغم من وجودنا منذ أوائل القرن العشرين ومع ذلك عدد مواقعنا قليل بل ما يدهشك أن أغلبها هى شقق وحجرات ضيقة، نحن نعمل وفق قدراتنا الدولة تعطينا مواقع وبعد ذلك يحاسبوننا فليس لدينا إمكانيات كافية، وهل نحن مسئولون عن ثقافة مصر كلها حتي نحاسب كذلك أين قطاعات الوزارة الأخري؟ لماذا لم تتحدثوا عنها وتحاسبوها كما تحاسبوننا؟ ميزانيتنا لا تكفي لنشر الثقافة في كل محافظات مصر وبرغم ذلك نعمل في ظل هذه الظروف وفق الإمكانات المتاحة ولم أقصر بل أعمل كل ما في وسعي. ما تفسيرك لهذه الهجمة الشرسة علي الهيئة في هذه الآونة؟ من يهاجموننا هم أصحاب المصالح التي لن تنتهي ،نحن الحيطة المايلة في البلد علي الرغم من وجود قطاعات كثيرة لا تعمل. عندما توليت رئاسة الهيئة أعلنت تحويل الاسم إلي الثقافة الجماهيرية فماذا حدث؟ فعلا وكان ذلك أيام المجلس العسكري طلبنا من د. عماد أبو غازي وزير الثقافة وقتها بتحويل الاسم،كما طالبنا بتدوير السينمات الموجودة لدينا، وكان ذلك يحتاج إلى تغيير القرار الجمهوري لتغيير الاسم وزيادة الميزانية، ونحن الآن بصدد عمل مذكرة سنقدمها لوزير الثقافة الحالي د. صابر عرب تتعلق بتغيير الاسم ومجالات الأنشطة بحيث يكون لدينا أنشطة قوية تدر عائدا جيدا. منذ توليك الهيئة إبان ثورة 25يناير ما الذي أنجزته في تلك الفترة؟ عملت مسرحا متنقلا في كل فرع من فروع الثقافة وهو مالم يكن موجودا من قبل، ونقوم حاليا بعمل إجراءات أجهزة صوت لكل مسرح. بمناسبة الحديث عن المسارح أنت متهم بأنك جمدت مسرح الجرن لأسباب معينة ما هي؟ جمدت مسرح الجرن لأن العائد من وراء هذا النشاط هزيل وهو يحتاج إلى أموال كثيرة وهذا فيه إهدار للمال العام، ليس بيني وبين أحمد إسماعيل أي عداوة هو صديق لكن الصداقة شىء و العمل شىء آخر. كم صرف علي مسرح الجرن؟ مقايسة مسرح الجرن 99منها مكافآت وإقامة واعاشة والنشاط نسبته ضعيفة مقابل الأموال التي تنفق عليه هو 5%، أنا أوازي النشاط بالعائد والعائد الذي أقصده هو الثقافي الذي يصب في وعي من استهدفهم هذا النشاط لكن للأسف لايتناسب، وفي هذه الحالة هو إهدار للمال العام. هل هذه هي أسباب رفض التجربة الحقيقية أم أن هناك أسبابا أخري؟ لم أرفض التجربة، بل بالعكس تحاورت مع أحمد إسماعيل وقلت له شروطي في هذا المشروع، أولها أن يتم التعجيل بالهدف بحيث يكون هناك هدف واضح من هذا النشاط، المفروض أن يمارس هذا النشاط في مساحات واسعة في الريف ويقوم الأطفال بالنشاط لكن اكتشفت أنه يمارس في المدارس ومن يقم بالجمع هم المدرسون، كما المفروض أن يصاحب هذا النشاط تعلم الأطفال للأمثال الشعبية والحكايات لكن لم يحدث هذا علي الإطلاق، وطبعا الطالب لم يمارس النشاط بالشكل المفترض أن يكون عليه بل يقوم المدرس بممارسة النشاط بدلا من الطلاب وهذا فيه غش، وبالتالي وجدت الحدوتة كلها غير مضبوطة، وعندما كتب بهاء جاهين يهاجمني في «جريدة الأهرام» بشأن هذا المشروع، رددت عليه وقلت إنه مشروع فاشل لايحقق العائد منه وفيه إهدار للمال العام، أحمد نوار عندما شجع هذا المشروع كان في بدايته حيث تولي نوار الهيئة عقب حريق بني سويف ووقتها الدولة كانت تدعم الهيئة بملايين الجنيهات. لماذا لم تحضر المائدة المستديرة التي حضرها د.عرب والعديد من المثقفين لمناقشة مسرح الجرن؟ لم يقدم لي دعوة لحضورها، من عادتي إذا لم أدع لمكان، أحترم نفسي ولا أذهب، ولم أعلم أن الموضوع يتعلق بمسرح الجرن أو خاص بالثقافة عموما، وأعتقد أن هذا المشروع سبوبة. يقال إن هناك العديد من المشروعات الموجودة بالأوراق لكنها لم تنفذ علي أرض الواقع هل هذا الكلام صحيح؟ ما يتم عمله ينفذ وفق الإمكانيات المتاحة فلا نقوم بعمل شىء علي الورق فقط، مسرح طنطا كان يعمل علي كشاف واحد، أصررت علي إحلاله وتجديده وخصصنا له 2 مليون جنيه وتفقده الوزير منذ أيام،كل هذه الاتهامات كلام مرسل. بماذا تفسر هذه الهجمة عليك؟ هم يذبحون القطة للقادم حتي يرضخ لمطالبهم وينفذها، من لديه شىء علي سعد عبد الرحمن فعليه بتقديم مستنداته ويقول ما الذي قصرت وأهملت فيه. لا تؤاخذني في هذا السؤال أنت أيضا متهم بتحويل المبدعين إلي موظفين، وبناء عليه يصاب المبدع بالجنون، ما ردك؟ من يأتي للعمل في الهيئة يعمل كموظف بمؤهله، أما في الثقافة العامة أو النشر وكون أنه مبدع شىء جميل، لكنه في النهاية موظف لكننا نراعيهم كمبدعين ونقدم لهم مزايا عديدة، عندما عدلت مشروع النشر دعوت كل مديري تحرير السلاسل، فلا يوجد مبدع من أبناء الهيئة لا نهتم به, نحن نقوم بنشر أعمالهم ونعتمد عليهم كثيرا. ما حكاية مصطلح "اقفلوا الحنفية "المتداول في الهيئة علي كل من يعارضكم؟ كلها اتهامات باطلة في النهاية أنا بشر أخطىء وأصيب وأحيانا يكون الخطأ دون قصد، أعترف بأنني لا أستطيع القول إنني نجحت في كل شىء لكني حاولت واجتهدت قدر الاستطاعة ورعيت الله، هناك أشياء وفقت فيها، وكثير ممن بيني وبينهم عداوة حصلوا علي حقوق في أيامي لم يحصلوا عليها، لأنني مؤمن بأن من يجتهد لن تمنعه عداوتي من الحصول علي حقه، في النهاية والملخص لكل هذا هي حملة مصالح هناك أشخاص لهم مصالح معينة يريدون تحقيقها عن طريق ابتزازي، لوبي منظم ضدي للحصول علي ما لا يستحقون.