دينا ريان كان يا ما كان يا سعد يا إكرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام. كان فيه على أيام ما كنا أطفال، فرقة اسمها ثلاثى أضواء المسرح، وكانت تلك الفرقة تظهر فى التليفزيون وكان أبيض وأسود مافيهوش ألوان، تظهر وتغنى على القناة الأولى، ولم تكن هناك إلا قناتان والثالثة فى الطريق، تغنى وتقول: «إحنا الخنافس يا بيه فس فس فسافس يا بيه»، وانتشرت فكرة الخنافس والفسافس، خصوصا بعد أن غناها عملاق السخرية والكوميديا فؤاد المهندس مع ناظر الكوميديا المسرحية عبد المنعم مدبولى، إلخ إلخ. التصقت فى عقولنا كلمة ومعنى الخنافس وارتباطها بالفسافس، وفس فس، فسافس يا بيه، وإذا كان على الخنافس فهمنا لكن بقيت كلمتا «فس فس» يعنى إيه «فس»؟ ودارت الأيام والسنون والتكنولوجيا وأصبح ال TV موضة قديمة، وظهر رواد النت وتوابعه. واخترع اليهودى فكرة «الفيس بوك» وتوغلت وتسربت وانتشرت فكرة «الفيس» «فس» وأصبحت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعاطفية والثورية تحكم بالمهليبة «الفس بوكية» وشوفتى يا فلانة الخبر الفلانى، عرفتى منين؟ من الفيس بوك! وهكذا فهمت وتبلورت بداخلى معنى كلمة فس فس، وعادت الذاكرة لأغنية إحنا الخنافس يا بيه والفس فس، شوفوا إزاى تنبأ عمالقة الكوميديا أنه سيأتى علينا يوم أسود فى ذيلة فسافس هم الذين يحكمون ويتحكمون ويحاكون وينتقدون ويصنعون حالة عامة و«رأى عام»، ويخرج علينا واحد مثل هذا الباسم بضحكة أنفه الطويلة التى تشبه كاريكاتير اليهودى زمان التى صرف عليها أثرياء اليهود فى العالم حتى يمحوها من وسائل الإعلام ويهددوا كل من يتجرأ بمحاكمته بأنه من أعداء السامية، يا سم سم وباسم النبى حارسكم، يخرج علينا هذا الباسم من خلال هذا الفس فس ويعمل نفسه ساخراً وينصرف عليه؟ ونقضى معاه ساعتين من السفالة المتحدة، وعندما يقرر صاحب المحطة منع برنامجه قال وطنية قال؟ وبما أنه فاكر أن الشعب كله خنافس يا بيه، وأنه حيصدق أن المال والإعلانات والبلح أمهات يعرف التضحية، ويقدر الوطن والوطنية، وابقى قابلنى على ناصية الست فتحية. وهكذا تركنا حالنا وعيالنا ومالنا والجرب اللى جالنا، وأصبحت قضيتنا الوطنية التعبيرية والفكرية والمصيرية تتمحور فى المهلبية الباسمية اليوسفندية، وسلم لى على سنية فتحية وفس فس فسافس يا بيه.