أجرى الحوار بالإسماعيلية: هانى بدر الدين كشف اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى عن تفاصيل العملية العسكرية التى تشنها قوات الجيش فى سيناء لتطهيرها من العناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية، موضحا أن المرحلة الرئيسية من الحملة أسفرت عن نتائج باهرة، ووجه وصفى التحية للشهداء بدءا من 25 يناير وما بعد ثورة 30 يونيو، ولشهداء القوات المسلحة فى حرب أكتوبر. بمناسبة احتفالات أكتوبر.. ماذا تقول فى هذه الذكرى؟ أولا أحب أن أوجه التحية بمناسبة نجاحات ثورة 30 يونيو، وأوجه التحية لأوراح كل من توفاهم الله ونحتسبهم من الشهداء خلال فترة المخاض الأخيرة بدءا من 25 يناير 2011، الذين دفعوا حياتهم ثمنا حتى تستقر مصر، وسيتحقق ذلك قريبا بإذن الله، وستكون مصر كما قال الفريق أول عبد الفتاح السيسى «مصر أم الدنيا وحتبقى قد الدنيا». ونلتقى اليوم من داخل النصب التذكارى لشهداء الجيش الثانى الميدانى حيث استشهد أول جندى فى العبور ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة فى حرب أكتوبر 1973، وكل عام وأنتم بكل الخير بهذه المناسبة، وكلمة شكر وعرفان لكل شهداء القوات المسلحة الذين روت دماؤهم أرض سيناء، ولا توجد كلمات توفيهم حقوقهم. ما أبرز الإنجازات التى قام بها الجيش الثانى خلال الفترة الأخيرة؟ هناك أمور عديدة، نبدأها من بورسعيد، فحين دخلت قوات الجيش الثانى بورسعيد بعد أحداث الحكم فى قضية مباراة الأهلى والمصرى، وجدنا المدينة وكأنها «حمام دم»، وللأسف توفى عدد من الأشخاص أكثر ممن صدرت ضدهم أحكام بالإعدام.. أنا خدمت فى بورسعيد والمحافظات التى يغطيها الجيش الثانى لفترة طويلة وأعرف أهلها جيدا وهم «ناس جدعان»، لكن وجدنا ناسا بتقتل فى بعضها البعض، وكلما قمنا بتهدئة الأمور نجد من يقوم بإثارتها من جديد، وبفضل الله عاد الهدوء والاستقرار لبورسعيد، ويكفينى فخرا أن بورسعيد لم تكن من المحافظات التى شملها قرار حظر التجوال وهو أكبر دليل على عودة الاستقرار لها.. ونقوم حاليا بعملية مداهمات على البؤر غير المنضبطة بها، وكانت هناك حملة مشتركة من الجيش والشرطة يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر تم خلالها ضبط 32 شخصا من المطلوبين جنائيا، وتم ضبط 8 قطع سلاح بخلاف أسلحة بيضاء وذخائر، ومستمرون فى تلك الحملات، وما ينقص بورسعيد حاليا هو عودة حركة البيع والشراء للأسواق نظرا لأن غالبية سكانها يعتمدون على التجارة. وماذا بالنسبة للإسماعيلية والشرقية؟ للأسف كان هناك بعض العناصر التى لا أصفها إلا بأنها عناصر خسيسة وجبانة، تسير فى الشوارع وتطلق الرصاص على الجنود والضباط أثناء سيرهم بسياراتهم الخاصة، وقمنا بالتنسيق مع مديرتى الأمن بالإسماعيلية والشرقية بتنفيذ حملات مشتركة وتم ضبط 20 شخصا، و50 سلاحا ناريا، بالإضافة للذخيرة والمخدرات، وكل تلك القضايا تحال للنيابة العامة، ولا تحال أى قضية للمحاكم العسكرية إلا إذا كانت تتعلق بمهاجمة شخص عسكرى أو منشأة عسكرية، ومستمرون فى تلك الحملات لتنظيف المحافظات وتطهيرها من تلك العناصر. الجيش يقوم بحملة فى شمال سيناء.. نريد الوقوف على آخر تفاصيلها؟ منذ يوم الجمعة 5 يوليو وأنا موجود فى شمال سيناء، والبعض يتساءل لماذا تستغرق العملية كل ذلك الوقت؟ وأحب أن أقول إنه من السهل أن يتم كسح المنطقة بالكامل من العريش وإلى خط الحدود فى غضون 6 - 8 ساعات، لكن ساعتها لن نذر «أخضر ولا يابس»، ونحن نتعامل مع الموقف بحكمة، ولدينا قواعد بألا نقترب من الأطفال أو النساء، ونلتزم باحترام أهلنا فى سيناء، وللأسف فإن خفافيش الظلام يحتمون بالنساء والأطفال، ولهذا تستغرق العملية بعض الوقت، وتعليماتى واضحة للضباط والجنود بعدم الاقتراب من حرمة المنازل، وللأسف فإن هؤلاء لا يتعاملون إلا بخسة، وأقول إنهم ورم سرطانى، ولكنه ورم صغير، ستتم إزالته وسنشفى بإذن الله.. والعملية الرئيسية حققنا بها تقدما كبيرا ونجاحا باهرا، وتم ضبط أطنان من المتفجرات وأنواع مختلفة من أسلحة، منها صواريخ مضادة للطائرات والخفاش الطائر، وأسلحة متنوعة، واقتحمنا 37 بؤرة إرهابية، والمشكلة أن هؤلاء الذين يدعون العلم بالدين نجد أن كل تصرفاتهم لا علاقة لها بالدين أو النخوة والشجاعة، فيحتمون بالأطفال والنساء لعلمهم أننا لن نهاجم المنازل ولا الأطفال والنساء. البعض فى غزة يشكك فى تصريحاتك بوجود دور للبعض فى غزة فى أحداث الإرهاب بسيناء.. فما ردك؟ هناك من يقول إن اللواء وصفى تصريحاته مغلوطة، وأرد عليه وأقول: هل تحب أن أقول لك من أى الأنفاق كنت تدخل وتخرج من مصر.. وبصحبة من؟ وأقول هل تحب أن الأوامر التى تصدر من مركز القيادة من هناك لعناصر موجودة لدينا فى شمال سيناء؟ كما أن لدينا 32 شخصا تم إلقاء القبض عليهم، وهناك 4 آخرون تم إلقاء القبض عليهم يوم الثلاثاء فى الشيخ زويد.. أنا لا أريد أن أفصح عن كل شئ، فالقيادة العامة للقوات المسلحة هى المسئولة عن الإعلان عن تلك التفاصيل.. وأطلب منهم أن يصححوا اتجاه البوصلة لديهم. ما وضع الأنفاق مع غزة الآن؟ وما صحة إقامة منطقة عازلة على الحدود؟ للعلم إن الأنفاق بدأت عام 1993، ولكنها قلت بشكل ضخم، وأرض رفح المصرية أصبحت تعوم على شبكة من الأنفاق، وأصبحت مثل جحور الأرانب والفئران، لدرجة أن البلدوزرات كانت تنهال الأرض من تحتها، ووصلت الأنفاق إلى عمق 12 مترا، ووضع الأنفاق يكاد يكون شبه انتهى، وحاليا نتابع عمليات التطهير، وتلك الأنفاق كانت مؤثرة سلبا على الاقتصاد وتهدد الأمن القومى المصرى، حيث اكتشفنا بيارات لتهريب الوقود بأحجام ضخمة، وبالطبع فإن تهريب الوقود المدعم أمر سلبى للغاية على الاقتصاد ويسرق من قوت الشعب، والمنتفعين من التهريب لا يزيد عددهم على 0.5- 1 % من أهل سيناء، وفى الجانب الآخر فى غزة نجد هناك 100 مليون مليونير سنويا بسبب تجارة الأنفاق. من جانب آخر فإن أى دولة محترمة لا بد أن تكون منطقة الحدود لديها منطقة مكشوفة ليكون هناك مجال واضح للرؤية وما حقيقة العلاقة مع أهالى شمال سيناء؟ النجاحات التى حققناها تمت بفضل تعاون أهالى شمال سيناء، وهى حقيقة وأقولها بوضوح وشفافية، ربما يكون البعض لا يتعاون بسبب الخوف من الإرهاب، فرأينا عمليات تصفية تمت لبعض الشيوخ، تخيلوا أن هؤلاء الذين يتحدثون باسم الدين يقتلون شيخا يخرج من صلاة الفجر بدفعات من الرصاص فى صدره وقدميه.. نحن أمام حرب غير شريفة، تخيلوا أن أذان المغرب لديهم يكون قبلنا بنحو ساعة، لماذا؟ لأنهم يريدون أن ينتهوا من الإفطار سريعا ليهجموا على جنودنا وقت الإفطار كما فعلوا فى رفح.. لكن أحب أن أطمئن الشعب المصرى، فنحن دخلنا مناطق لم تدخلها الدولة منذ 17 عاما وكانت خارجة عن السيطرة، وهذا الأمر انتهى تماما.. والعلاقة مع أهلنا فى سيناء لها قدسيتها ولم ولن تتأثر، ولا يستطيع أحد أن يؤثر سلبا عليها، وسنستمر فى تطهير سيناء حتى يعود إليها الأمن والاستقرار. ماذا تقول لهؤلاء الإرهابيين والداعمين لهم؟ أقول لهم اتقوا الله فى مصر، ونحن جيل ربما لم نلحق بحرب أكتوبر، لكننا تربينا على يد أساتذتنا الذين خاضوا تلك الحرب المجيدة وروت دماؤهم أرض سيناء، ونحن لن نفرط أبدا فى سيناء، وصبرنا نفد.. وهناك أشياء كثيرة ستنصلح قريبا وبسرعة جدا. وماذا تقول لمن يتدخل فى شمال سيناء من غزة؟ وهل يمكن أن يتم شن هجمات ضدهم؟ قرار الحرب عبر الحدود هو قرار سياسى، ونحن فى مصر لا نعتدى أبدا على أحد، والاعتداء ليس من طباعنا، ولكننا «سنؤدب من يأتى لأرضنا». ما الدور الذى تقوم به سائر أفرع القوات المسلحة فى العمليات فى سيناء؟ يشترك معنا فى العملية القوات الجوية، والقوات البحرية وقوات الصاعقة البحرية، وأحب أن أشيد بدور القوات البحرية فقد منعت عنا مشاكل عديدة من اتجاه البحر، بخلاف اشتراك القوات الخاصة والمخابرات سواء المخابرات الحربية أو المخابرات العامة. الشعب ينتظر الإعلان عن تفاصيل قتلة الجنود فى رفح فى رمضان.. فمتى سيتم ذلك؟ هناك معلومات تم تقديمها إلى الأجهزة الأمنية، وألقينا القبض على عناصر ربما تكون مرتبطة، وتلك الأجهزة هى المسئولة عن الكشف عن تفاصيل الحادث. ما حقيقة وجود تهديدات ضد قناة السويس؟ نقوم بتأمين المجرى الملاحى فى نطاق الجيش الثانى، وكل أجهزة القوات المسلحة تعمل لتأمين قناة السويس، لأننا نعلم أنه المورد الأساسى للعملة الصعبة فى مصر الآن، وهناك قوات مصرية محترفة تقوم بتأمينها، والقناة مؤمنة بشكل لا يوجد فى أى قناة فى العالم، وأرجو وأحذر أى فرد يفكر فى الاقتراب منها.