دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية الدول التي تعمل حالياعلى تزويد ثوار سوريا بالمؤن العسكرية بالتوقف عن تسليحها، تجنبا لمزيد من التصعيد على أرض الواقع .. موضحة أن حرب سوريا "الأهلية" أثبتت خلال الأسبوع الماضي مدى قدرتها على زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وحذرت الصحيفة البريطانية - في مقالها الافتتاحي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - مما أسمته "المناورة عسكريا في صراع سوريا الذي تمتد آثاره إلى الجارتين لبنان والعراق" .. مشيرة إلى انخراط جماعة حزب الله اللبنانية في تأمين الممر البحري للرئيس السوري بشار الأسد،وبلوغ التوترات بين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق بقيادة نوري المالكي والمحتجين في المحافظات السنية ذروتها. وأشادت الصحيفة في هذا الصدد بموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقاوم للضغوط الممارسة من قبل كلا من بريطانيا وفرنسا لتسليح الثوار في سوريا وسعيه للتوصل، بدلا من ذلك إلى تسوية سلمية بوساطة دولية بالتعاون مع روسيا". ولفتت الصحيفة إلى أن عسكرة الصراع السوري من خلال التسليح التدريجي للقوات المعارضة بهدف تغيير موازين القوة لصالحها لن يؤتي ثماره في ظل انشقاق وحدات كاملة من الجيش السوري الحر وانضمامها إلى جبهة النصرة،الذي تربطه صلات مع تنظيم القاعدة،بعد خسارة الجيش السوري الحر سيطرته على بعض المدن التي استولى عليها. وتابعت "بما فقد الأسد سيطرته على الكثير من مناطق داخل البلاد، إلا أن جيشه لايزال محافظا على تماسكه ولديه قوة احتياط مدمرة، ولا يوجد ما يدل على أنه سيختفى عن المشهد في غضون عام". وأوضحت أن المجتمع الدولي يواجه خيارين كلاهما أصعب من الآخر، إما العسكرة الكاملة للصراع الداخلي في سوريا من خلال إنشاء مناطق حظر للطيران وتسليح المعارضة بالأسلحة الثقيلة التي تحتاجها، أو نزع فتيل التصعيد من خلال وقف تسليح الثوار السوريين. واعتبرت الصحيفة أنه وعلى المدى القصير، فإن التدخل العسكري من شأنه أن يحول سوريا إلى بوسنة أخرى" وعلى المدى الاطول، سيكون أكثر من مجرد تكرار لسيناريو العراق، وسيؤدي إلى ارتفاع حصيلة القتلى بصورة كبيرة، وسيدفع ذلك إيرانوروسيا إلى تسليح الأسد بأسلحة أكثر تعقيدا وثقلا. ورأت أن الصراع السوري لن يتوقف بسقوط نظام الأسد بل سيمتد بعد ذلك في ظل وجود أقلية علوية مسلحة خائفة على وجودها وستقاتل من أجل بقائها، وانشقاقات محتملة بين صفوف جماعات المعارضة المتنافسة التي ستزعم كل منهما أنها صاحبة الإنتصار، لتتحول سوريا ما بعد الأسد إلى صورة مكبرة من ليبيا. وخلصت "الجارديان" البريطانية إلى أن مقاومة تسليح المعارضة السورية هو الحل الأفضل لطرح حل سياسي من شأنه إنهاء هذه الأزمة المتفاقمة.