أتمنى تعميم التجربة المصرية في كل الدوريات العربية على غرار أوروبا الخبراء يشيدون وصحيفة«الثورة» تحذر من التفريغ والفقر
أبدى رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، صلاح مبارك، سعادته البالغة بظاهرة تعاقد الأندية المصرية مع عدد من نجوم الكرة في بلاده، مشيدا بقرار الاتحاد المصري بمعاملة اللاعبين السوريين إلي جانب اللاعبين الفلسطينيين معاملة المصريين، وليس أجانب، متمنيا أن تعم التجربة المصرية كل الدوريات العربية، علي غرار الدوريات الأوروبية التي لا يتعامل فيها اللاعب الأوروبي معاملة الأجنبي. وفي تصريحات خاصة ل «الأهرام العربي» قال رئيس الاتحاد السوري:«أتمنى أن تنعكس هذه المبادرة بصورة إيجابية على مستوى الكرة في البلدين، وهي بلاشك منفعة متبادلة، نقدر جهود إخوتنا في الاتحاد المصري لكرة القدم».
وتابع:»وأرجو من اللاعبين أن يحسنوا تقديم أنفسهم بالشكل اللائق ويقدموا مستوى متميزا». عن قول البعض إنها ستفرغ الأندية السورية من لاعبيها، رد رمضان قائلا:«الكرة السورية ولادة، ولن تتوقف عن إنجاب النجوم، وهم خير سفراء لبلدهم، ولا أعتقد أن الأندية المصرية ستتعاقد مع أي لاعب، بل ستختار الأفضل، لأنها تريد أن ترفع من مستواها، وبالتالي لاخوف على كرتنا ولا على أنديتنا». وشدد بقوله:«لاعبونا اليوم في كل الملاعب العربية يقدمون أنفسهم بشكل متميز، وهذا هو الاحتراف، والكرة في مرمى اللاعبين والأندية، ونحن كاتحاد لن نقف في وجه أي لاعب يغادر ناديه بشكل قانوني، ووفقا لعقود رسمية ومصدقة».
غزو سوري بالجملة
كان موسم الانتقالات الصيفية في مصر قد شهد غزوا للاعبين السوريين ، بعد أن سمح اتحاد الكرة بتعاقد أي ناد مع لاعبين اثنين من سوريا ومثلهما من فلسطين علي أن يتم قيدهم كلاعبين مصريين .. وبالفعل أعلن نادي الزمالك تعاقده مع الثنائي ، علاء الشبلي المدافع الأيمن لفريق النفط العراقي لمدة 3 مواسم، بالإضافة إلى مؤيد العجان الظهير الأيسر لنادي الوحدة السوري، كما يسعى النادي الأبيض لزيادة عدد اللاعبين السوريين إلى 3 أو 4 لاعبين من أجل ضم خالد المبيض لاعب الوحدة أيضا، بالإضافة إلى يوسف قلفا لاعب نادي ندي النصر الكويتي.
فيما أعلن نادي سموحة السكندري عن ضم المدافع السوري مؤيد خولي الذي سبق له اللعب في فريقي الجيش السوري والطلبة العراقي، لمدة 3 سنوات في صفقة انتقال حر بداية من الموسم المقبل بجانب ضم مهاجم المنتخب السوري نصوح النكدلي، ليستفيد هو الآخر من قيد لاعبين سوريين قبل أن يضطر النادى لفسخ التعاقد معهما لأسباب صعوبة القيد. بينما استغل إنبى الجنسية الفلسطينية الذى يملكها صانع الألعاب التشيلى جوناثان سوريا، ليتعاقد معه فى صفقة انتقال حر من فريق الخليل، من أجل تدعيم خط هجومه. فيما أعلن نادي الاتحاد السكندري التعاقد مع الفلسطيني عبد الله جابر، قبل أن يعلن فسخ تعاقده مع اللاعب.
ودخل ناديا الأهلي والإسماعيلي صراع الفوز بخدمات بعض اللاعبين المميزين من سورياوفلسطين، حيث يسعى الأحمر للتعاقد مع مدافع مميز من بين ثنائي الدفاع السوري أحمد الصالح وعمر الميداني لتعويض رحيل أحمد حجازي الذي انتقل إلى وست بروميتش الإنجليزي.
هذا، وقد قامت « الأهرام العربي» باستطلاع آراء خبراء وكبار نقاد الكرة السورية بشأن تلك الظاهرة، وفي البداية قال المدرب والمحاضر الآسيوي عبد الفتاح الفراس:»لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الكرة المصرية، ودورها ومستوى الدوري فيها وما قدمته من نجوم عاصرت كثيرين منهم، وباعتقادي أن مثل هذه الخطوة ستتيح للاعب السوري أن يحتك مع مدرسة كروية جديدة، أن ينقل هذه المعرفة فيما بعد لبلده وناديه، وأتمنى ألا تكون مسألة تدني عقود اللاعبين وقلتها هي الأساس في هذا الموضوع».
وأشاد الناقد السوري غسان شمة رئيس تحرير صحيفة «الموقف الرياضي» الأسبوعية بهذه الخطوة قائلا: بعد أن اثبت اللاعب السوري علو كعبه في أكثر من مدينة عربية وأجنبية هاهو يلج معقل الكرة المصرية في خطوة يمكن اعتبارها علامة فارقة في تاريخ البلدين الرياضي، وهذه المبادرة التي جاءت من الأشقاء المصريين تدلل على عمق المحبة وأواصر الأخوة، ونتمنى أن يواصل اللاعبون السوريون تألقهم ويعطوا انطباعا جيدا عنهم، ليفتحوا الباب لبقية زملائهم كي يتابعوا المشوار الاحترافي بقوة.
الثورة تشيد وتحذر!!
ونشرت صحيفة «تشرين» اليومية السورية عددا من التقارير الخاصة بتعاقد الأندية المصرية مع عدد من نجوم الكرة السورية، وأشاد هشام اللحام في صحيفة «الثورة اليومية»، عن مبادرة القيادة الرياضية في مصر مشيرا إلى أن هذه الخطوة إيجابية للبلدين معا، فقد تم فتح الباب أخيرا، وبلا شك ستنعكس بالإيجاب على أندية البلدين وعلى اللاعبين أيضا، حيث ستكون الفائدة مشتركة، ورب ضارة نافعة إذ أسهمت الأزمة التي تعصف بالبلاد إلى أن يتوزع اللاعب السوري في مختلف بلاد العالم ويثبت مكانته ومهاراته الكبيرة، ليكون خير سفير لبلده وللرياضة السورية بشكل عام، وأتمنى أن يعود الاستقرار لبلدنا ونرى اللاعبين والمدربين المصريين في أنديتنا، بعد أن شاهدنا قبل الأزمة المدرب محمد رفعت في ملاعبنا ومع منتخبنا. ونشر موقع صحيفة الثورة «أون لاين» أخبارا وزوايا عديدة تشيد وتبرز أخبار تعاقد الأندية المصرية مع لاعبين سوريين باعتبار الدوري المصري من أبرز الدوريات العربية، ومن الممكن أن يكون فتحا جديدا للاعب السوري، وتحت عنوان (غزو سوري لملاعب مصر) قالت الصحيفة :»فتح الدوري المصري أحضانه للاعبين السوريين، وقرر اعتبارهم كاللاعبين الوطنيين على ألا يضم النادي أكثر من لاعبين اثنين في صفوفه.. وأول الغيث، العقود التي وصلت إلى مدافعينا أحمد الصالح وعمرو ميداني، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام. الموضوع خطير، ويمكن تناوله من زاويتين مختلفتين، واحدة تخص اللاعبين، والثانية تخص كرتنا، فما يخص اللاعبين فإن الدوري المصري كبير بأنديته، وشاسع بدرجاته، ونأمل من لاعبينا ألّا يرخّصوا من أنفسهم، ويقبلوا بأي عرض مهما كان ثمنه، والأيام علّمتنا كيف خسر اللاعبون أنفسهم بعقود عادية جداً، ثم باعتهم أنديتهم بأضعاف مضاعفة، أما ما يخص كرتنا فإن التوجه إلى الدوري المصري سيفرّغ أنديتنا من اللاعبين، وخصوصاً المهمين، وهذا سيؤدي إلى فقر أنديتنا والدوري بآن معاً.
وتابعت الصحيفة :»اتحاد الكرة كسلطة كروية، لا تستطيع منع أي لاعب من الانتقال، ولا يوجد أي سلطة كبيرة أو صغيرة قادرة على ذلك، ومن هنا علينا الاتجاه إلى البديل، والبديل بإعادة فتح باب الاحتراف الخارجي لمن يستطيع إليه سبيلاً، وخطة طويلة المدى تفرض على أنديتنا العناية بقواعدها، وضخ دماء جديدة بالدوري السوري، وبناء أجيال قادرة على الدوام على سد فراغ المنتقلين إلى الأندية الخارجية».
شبكة «ماتش الرياضية» تناولت الخطوة عبر مديرها شادي علوش بقوله، لا شك أنها خطوة جيدة من المفترض أن يتم استثمارها بطريقة تفيد الطرفين، فلا نبخس بحق اللاعب السوري الذي يعيش ظروفا صعبة، ويقدم ما لديه بطريقة مهنية كبيرة، وبالتالي هذا يتطلب من كل لاعب أن يبذل جهودا مضاعفة ليحافظ على مستواه لكي ينال ما يريد، ولأننا نحب الكرة المصرية ونشيد بمستواها، فأي لاعب سوري سيكون هناك، سيمثل الكرة السورية بشكل عام، وبالتالي عليه أن يكون على قدر كبير من المسئولية، وأتمنى من اللاعبين أيضا ألا يقبلوا بالقليل، وأن يبحثوا عن الفرصة الحقيقية، لكي يضمنوا متابعة المشوار للنهاية.. الخطوة مبشرة، ونتمنى ألا تشهد أي غصة تعكر صفوها من الطرفين، وشكرا للقيادة المصرية التي فتحت قلوبها للاعبينا».