فى باكستان أقال القضاء رئيس الوزراء نواز شريف من موقعه بسبب الفساد، فى البرازيل أقيلت الرئيسة السابقة ديلما روسيف بسبب الفساد، وقبل أيام تم التحقيق مع أشهر رئيس هناك لولا ديسلفا بسبب الفساد، وهناك اتهامات فى الإطار نفسه ضد رئيس كولومبيا ومسئولين كبار فى إندونيسيا والجزائر وتونس وفرنسا وأوروجواى وغيرها من دول العالم، ذلك يعنى أن الفساد متوغل فى الدول الغنية والفقيرة على السواء، المتقدمة والمتأخرة، نحن هنا فى مصر نجلد الذات ربما أكثر من أى دولة، نعم عندنا فساد للركب وفوق الركب ويمين ويسار الركب، لكن من أطلق تعبير «الفساد للركب» برغم أنه كان من كبار رجال الدولة حتى 2011، فإنه أيضا كان من كبار رجال الفساد فى عصره، لأنه على الأقل لم يقف بقوة ضد الفاسدين وكان قادرا على هذا الأمر نظرا لقربه من رئيس الدولة، وبالنظر إلى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان الفساد عنوانا لقطاعات وفى قطاعات عدة، لكن من الظلم الوقوف فقط عند عصر مبارك، فمصر منذ سقوط محمد على عام 1840 والفساد متوغل بها، ولا يمكن بالطبع تحميل عهد على آخر أو دون آخر، لكن الأمر مرصود فى العهد الذى نعيش فيه كوننا ندرك ما فيه، كثير من قضايا الفساد باتت تحت المجهر يوميا لكن للأسف يشعر كثيرون أن بعض المسئولين يؤازرون الفساد، يحتوونه، يشجعونه، يدعمونه، يعملون به فى الخفاء ويجاهرون بالإصلاح فى العلن، قمة التناقض الذى يجعل المواطن المصرى يئن من مشاكل خطيرة، بالتالى لابد أن نكون أكثر إيجابية فى محاربة هذا التناقض وليد الفساد، أنا وغيرى نشعر بالتقاعس الحكومى لمواجهة الغول المستشرى فى جسد الدولة وفى عقل موظفيها، وفى ثقافة التعاملات المشتركة بيننا كمصريين، ثقافة “أفتح الدرج وحط المعلوم أخلص لك مصلحتك”، و أعتقد أن الحكومة لو نجحت فى مواجهة الفساد فلن تنجح بالصورة نفسها فى إثناء المواطن عن عاداته وتقاليده ومنها الفساد الحكومى المتوارث مع هذا المواطن، أتمنى أن نحارب الفساد بنفس الأسلوب فى التغطية على مرتكبيه، وإلا فلا فائدة .