علاقاتنا بالقاهرة تاريخية ونسعى لتوثيق العلاقات مع الأحزاب والمنظمات المصرية أكد شيركوه حبيب ممثل الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة، أن إعلان الجمهورية الكردستانية والاستقلال عن العراق يتوقف بشكل كبير على ممارسات حكومة بغداد، موضحا فى حوار خاص مع "الأهرام العربي" أن الاستقلال عن العراق هو آخر الخيارات التى يفكرون فيها. وأشار حبيب إلى أن استمرار حكومة بغداد فى ممارستها الحالية وعدم تفعيلها لمواد الدستور وتجاهلها لحقوق الإقليم، ربما تدفعهم لإعلان الاستقلال قريبا، لافتا النظر إلى أنهم سيبحثون الأمور مع حكومة بغداد وبناء عليها سيتخذون القرار المناسب الذى يخدم مصلحة سكان الإقليم. وشدد القيادى الكردى على أن قيام دولة كردية هو حق مشروع للأكراد، مشيرا إلى أن خصوصية مناطق الأكراد بتركياوسورياوإيرانوالعراق قد تمنع إنشاء دولة كردستان الكبري، ولكنها لا تمنع من وجود 4 دول كردية بالمنطقة خصوصاً مع وجود 25 دولة عربية. وإلى نص الحوار ما خطتكم بعد افتتاح ممثلية الحزب الديمقرطى الكردستانى بالقاهرة؟ نسعى لتوطيد وتوثيق وتقوية العلاقات المصرية الكردية السياسية والثقافية مع منظمات المجتمع المدنى والأحزاب والمؤسسات الإعلامية المصرية ونظيرتها بكردستان. لماذا تم افتتاح ممثلية الحزب بالقاهرة فى هذا التوقيت؟ علاقتنا مع مصر ليست علاقة جديدة بل قديمة ومتجذرة فالقاهرة لها مكانتها بالمنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم ولها تأثيرها الكبير على المستوى السياسى والاقتصادي، كنا نسعى منذ فترة طويلة لافتتاح الممثلية ولكن بعض الأمور الخاصة بنا أجلت ذلك. متى بدأ الحكم الذاتى فى كردستان العراق؟ الحكم الذاتى بدأ فى 70 19حتى 1974 وفى عام 1992 أعلن برلمان كردستان الفيدرالية ضمن حدود الدولة العراقية وكانت لنا عملتنا الخاصة، حيث كان الدينار الكردستانى يساوى 150 دينارا عراقيا، وجاء فى الدستور العراقى الذى صوتت له أكثرية شعب العراق عام2005 بأن العراق دولة فيدرالية، وأن الدستور يضمن بقاء العراق موحدا، ولكن الدستور لم يطبق ولم يعمل بكثير من مواده، أما قانون الحكم الذاتى فجاء على إثر اتفاقية 11 آذار عام 1970 بين قيادة الحزب الديمقراطى الكردستانى والحكومة العراقية، ولكن لم يتم تنفيذها من قبل الحكومة مما أدى لاندلاع القتال مجددا، وفى بداية عام 1975 تنازل صدام حسين عن جزء كبير من الأراض العراقية وشط العرب لإيران مقابل ضرب الحركة الكردية، حيث تم الاتفاق بين صدام وشاه إيران فى الخامس من آذار 1975 وسميت باتفاقية الجزائر. نشاط دبلوماسى كبير للزعيم بارزانى خلال الفترة الماضية.. ما أسباب جولاته الأخيرة؟ الرئيس بارزانى شارك فى مؤتمر الأمن بميونيخ بحضور زعماء ورؤساء حكومات العالم وتحدث عن الحرب على الإرهاب ومحاربة داعش ومستقبل العراق بعد داعش، بالإضافة لاستقلال كردستان حال عدم تطبيق الدستور العراقى بحذافيره أو عدم التوصل لاتفاق مع حكومة بغداد، ثم سافر لباريس حيث يتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس الفرنسى، وتم الحديث عن مساعدة وتقديم العون لكردستان فى محاربة الإرهاب. وفى تركيا ناقش قضايا المنطقة والشأن الكردى والحرب على الإرهاب والأزمة بين الحكومة التركية وحزب الشعوب الديمقراطية وتوسط من أجل إطلاق سراح زعيم الحزب صلاح الدين ديمرتاش واستئناف الحوار بين أنقرة وحزب العمال الكرستانى ووقف موجة العنف بين الطرفين التى لن تنتج سوى مزيد من الدمار وقتل الأبرياء. ماذا يمثل الاستقلال عن العراق للحزب الديمقراطى الكردستاني؟ الاستقلال عن العراق هو آخر خياراتنا فمنذ تأسيس الحزب حاولنا بناء عراق ديمقراطى ورفعنا شعار الديمقراطية للعراق ثم الحكم الذاتى لكردستان، بعد سقوط نظام صدام كان بإمكاننا إعلان الدولة الكردية، ولكننا لم نفكر فى ذلك وكنا أداة للتقارب بين جميع المكونات، وسعينا لبناء عراق جديد ينعم فيه الجميع بالمساواة والحرية، وأن يحكم العراق جميع أبنائه بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم، وعقدت الكثير من اللقاءات فى أربيل للم الشمل وحل الخلافات بين الطوائف، وسعينا للم الجميع تحت شعار العراق للجميع وأن نكون شركاء، وأن يطبق الدستور الذى وافق عليه العراقيون بنسبة ٪85. أيهما تفضلون.. دولة مدنية يحكمها دستور مدنى تتساوى فيها كل الأعراق والمكونات أم دولة جديدة مستقلة؟ حسب الظروف، فى الظروف الحالية نفضل أن يكون العراق دولة موحدة ديمقراطية فيدرالية لا فرق بين هذا وذاك إلا بالقانون، ولكن ربما تتغير الظروف غدا أو بعد غد، مع ضرورة التأكيد أن الدولة الكردية طموح كل كردى وحق قانونى وشريعى فنحن شعب وأمة نعيش بالمنطقة، فضلا عن أن قيام الدولة الكردية ليس معاداة للعرب بالعكس قد يخدم المصالح العربية نظرا للعلاقات الكبيرة بين إقليم كردستان والدول العربية الشقيقة. هل أصبحت الدولة الكردستانية الكبرى حلما أو وهما لا يمكن تحقيقه؟ نحن نتحدث عن كردستان العراق وليست لنا علاقة ببقية أجزاء كردستان فكل جزء له طبيعته الخاصة وخصوصيته فكرد تركيا أحرار فى نوعية الحكم الذى يتفقون عليه مع الحكومة التركية سواءاً كان حكما فيدراليا أو ذاتيا أو دولة مستقلة وكذلك الأمر بالنسبة لأكراد سورياوإيران. أفهم من كلامك أن تباين مناطق وخصوصية مناطق الأكراد يمنع إقامة الدولة الكردية الجامعة؟ نعم قد لا تقوم دولة كردستان الكبري، ولكن ما المانع أن تقوم أربع دول كردية فهناك 25 دولة عربية، 30 دولة أوروبية، 52 ولاية أمريكية فما المانع من وجود 4 دول للأكراد. هل يقبل المجتمع الدولى بذلك؟ ربما لا يقبل بأربع دول كردية وكان من الصعب أن يقبل المجتمع الدولى بدولة كردية واحدة أيضا، ولكن الآن حصل تفهم لموضوع كردستان العراق وأصبح المجتمع الدولى والعربى يناقش ويتفهم استقلال كردستان، بعد أن كان ينظر لمسألة الحكم الذاتى والفيدرالية الكردستانية بتوجس ويعتبرونها انفصالا وإسرائيل ثانية، لكن اليوم أصبحت مسألة الاستقلال تناقش بلا حساسية وفقا لنظرية إذا كان الاستقلال سيحل مشاكل العراق وينهى أزماته فلماذا لا يتم! حال إعلانها.. ماذا سيكون اسم دولتكم الجديدة؟ ستكون دولة كردستان أو الجمهورية الكردستانية وسيسقط اسم العراق منها. الأ تخشون مصير جمهورية مهاباد التى لم يستمر بقاؤها أكثر من 11 شهرا؟ الظروف مختلفة تماما، جمهورية مهاباد الكردية تعرضت لمخططات ومؤامرات لإسقاطها، وهو الأمر غير موجود حاليا بالعكس هناك تفهم دولى لفكرة الاستقلال وإعلان الدولة الكردية، كما أن التعاطى الدولى مع القضية الكردية يختلف حاليا عن السابق ومصالح الدول الكبرى وقت إسقاط مهاباد تختلف عما هى عليه الآن. ما الحدود المقترحة لدولة كردستان؟ من مدينة زاخو إلى جبال حمرين وبعض المناطق التى ألحقت بالموصل مثل سنجار وشيخان هذه ضمن حدود كردستان. وماذا عن تصريح الرئيس بارزانى أن حدود كردستان عندما تتوقف قوات البشمركة؟ لا يوجد تعارض، فالبشمركة لم تتخط الحدود المعروفة لإقليم كردستان، البشمركة لا يحررون أرضا ليست كردية، فقد شاركت فى الحرب على الإرهاب وحررت المناطق المرسومة لها وفق الاتفاقيات مع الجيش العراقى وقوات التحالف. هل تكون الموصل ضمن الدولة الكردية؟ مشكلة الموصل يقررها أهلها وهناك مقترح بأن يتم تقسيمها على الطوائف العراقية، فمثلا محافظة نينوى ممكن أن يتم تقسيمها لعدة محافظات، بحيث يصبح سهل نينوى للمسيحيين وتل عفر للتركمان، أما داخل الموصل للعرب السنة ومنطقة أخرى للإيزيدين. البعض يقول إن أردوغان يستغل كردستان العراق لضرب أكراد سورياوتركيا..كيف ترون ذلك؟ علاقتنا مع الحكومة التركية علاقة اقتصادية ولن نقبل أن نستخدم ضد إخوتنا الأكراد بسورياوتركيا، بل على العكس الرئيس برزانى يستغل علاقته بأردوغان فى الحصول على حقوق الأكراد، فخلال زيارته الأخيرة لتركيا رفع العلم الكردستانى داخل مطار أتاتورك وقصر الرئاسة، كما أن برزانى يحاول كسر الجليد بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستانى، وإعادة الطرفين لمائدة المفاوضات ويسعى للضغط على الحكومة من أجل الإفراج عن القيادات الكردية المعتقلين بتركيا. هل تتوقعون موافقة أردوغان على دولة كردية بالعراق؟ لنا علاقات جيدة مع الحكومة التركية تعتمد بشكل كبير على التعاون الاقتصادى، ولا نسمح للدولة التركية بالتدخل فى شئوننا الداخلية فاستقلال كردستان شأن داخلى تحدده المفاوضات بين بغداد وأربيل وليس من حق أحد أن يرفض أو يقبل ومن جانبنا لا نتدخل فى شئون تركيا أيضا. ماذا عن الانتهاكات المستمرة للطيران التركى لشمال العراق لاستهداف مواقع حزب العمال؟ نحن رفضنا هذه العمليات أكثر من مرة ولكن المسئولية تقع على حكومة بغداد، فهى المسئولة عن حماية الحدود العراقية حتى الآن. لماذا لا يتدخل برزانى للإفراج عن عبد الله أوجلان؟ نحن ضد حبس أوجلان، ولكن هذا الأمر شأن داخلى تركي، فأوجلان فى الأصل مواطن تركى وبرغم ذلك فالرئيس برزانى تدخل لدى السلطات التركية من أجل السماح بالزيارات لأوجلان داخل محبسه بعد أن كان ممنوعا من الزيارة، وأصبح من حق أسرته وقيادات العمال الكردستانى زيارته. بعد الاستقلال.. هل ستعتمدون على النفط فقط فى اقتصادكم؟ بعيدا عن آبار اقتصاد النفط، تتمتع كردستان بمصادر اقتصادية متنوعة فأراضى كردستان من أخصب الأراض الزراعية، وتمتلك أخصب سهول العالم كما أن السياحة والصناعة من أهم مصادر الدخل بكردستان. هناك اتهامات للرئيس برزانى بأنه يلمح دائما لفكرة الاستقلال هربا من المشاكل الداخلية بالإقليم؟ حديث الرئيس برزانى عن الاستقلال ليس وليد اللحظة، بل منذ زمن طويل قبل ظهور داعش وقبل وجود أزمات اقتصادية بالإقليم، الاستقلال حلم كل كردى وليس مناورة سياسية هذا حق طبيعى للشعب الكردي. لماذا لم تجر انتخابات رئاسة الإقليم برغم انتهاء مدة برزاني؟ قبل انتهاء ولايته طلب برزانى من المفوضية العليا للانتخابات إجراءها، فرفضت المفوضية لأنها حديثة التأسيس ولا تملك الإمكانات الفنية ولا المادية المطلوبة لذلك، فاجتمع برزانى بقيادات الأحزاب وطلب منهم اختيار شخص من بينهم لرئاسة الإقليم حتى إجراء الانتخابات فلم يتفقوا على شخص، فطلب منهم أن يوافقوا على بقائه حتى إجراء الانتخابات فأيده الجميع. مع العلم أن مسعود برزانى ليس بحاجة للمنصب بل المنصب هو الذى بحاجة له فهو أكبر من منصب الرئيس، فضلا عن استعداده للتنازل عن السلطة فى أى وقت حيث سبق وطلب إعفاءه من رئاسة الحزب الديمقراطى الكردستانى وهو ما رفضته جميع قيادات الحزب. الأولوية للاستقلال وإعلان الدولة أم بقاء الوضع الحالي؟ نحن غير راضين عن الوضع الحالى فكثير من المناصب بالجيش العراقى يحرم منها الأكراد، كما أن الرواتب ومستحقات الميزانية لا تصل كردستان ومستحقات البشمركة والمساعدات العسكرية كذلك برغم نص الدستور العراقى على كل هذه البنود، سنتباحث مع بغداد حول التنفيذ الحرفى الكامل للدستور إذا لم تقبل بغداد التنفيذ سنبدأ التناقش حول الاستقلال. ماذا يرضيكم من بغداد لتتخلوا عن فكرة الاستقلال؟ الاستقلال ليس هبة أو منحة من بغداد أو أى طرف آخر بل حق قانونى وطبيعى للشعب الكردستاني، فكرة الاستقلال موجودة فى ذهن كل كردى منذ أكثر من 4 قرون، ومتى سنحت الفرصة وتم الاتفاق بين أربيل وبغداد سيتم إعلان الدولة. إذا تم الاتفاق بين بغداد وأربيل على الاستقلال، فلن نحتاج لاستفتاء أما إذا لم يتم الاتفاق فسنلجأ لأهالى كردستان بكل مكوناتهم عرب وكرد وتركمان ومسيحيين ومسلمين لتحديد مصير الإقليم. لماذا يروج الأكراد لفكرة العدو المحتمل فى مرحلة ما بعد داعش؟ نحن نخشى مرحلة ما بعد داعش، نخشى الخلايا النائمة للإرهاب، نخشى انتشار عادة الثأر بين المدن التى سقط منها شهداء كثيرون التى قد تقود البلاد لحرب أهلية. كم عدد سكان الإقليم؟ أكثر من ٪30 من سكان العراق. لماذا المواجهات الكردية الكردية بشمال العراق؟ هذا السؤال من المستحسن أن توجهه إلى من قاموا بخلق المشاكل وكانوا سببا للمواجهات. ماذا حدث هناك ولماذا وقعت المواجهات؟ عادة يتم تبادل القوات بين فترة و أخرى وخلال تبديل قوات بيشمركة هاجمتها قوات pyd فى مناطق سنجار، كما قامت هذه القوات بالاعتداء على بعض قيادى الحزب الديمقراطى الكردستانى السورى و نهب مقراتهم واعتقال عدد من أعضائه فى الوقت الذى يجب على الجميع التعاون من أجل القضاء على العدو الإرهابى المشترك. قيادات بحزب العمال قالوا إن بيشمركة روج يتم تدريبهم بواسطة المخابرات التركية بقاعدة بعشيقة وربطوا بين الاشتباكات وزيارة برزانى لتركيا ..كيف ترى ذلك؟ هذه الأقاويل لا صحة لها ولا علاقة لها بزيارة الرئيس البرزاني، ثم من قام بالاعتداء أليس القوات التابعة أو التى تتلقى الدعم من حزب العمال، خلال زيارة الرئيس البرزانى تم الحديث عن إعادة الحوار بين العمال والحكومة التركية وإطلاق سراح النواب المعتقلين، وتوثيق العلاقات من أجل القضاء على داعش، الرئيس البرزانى وقيادة الحزب الديمقراطى الكردستانى مع حل المشاكل بالحوار و التفاهم وليسوا مع الحل العسكرى وعلى قيادة الحرب العمال أن يتركوا سنجار لأنها ليست ساحة نضالهم والسماح لأهالى سنجار بالرجوع إلى مناطقهم وطلب المجلس الروحانى اليزيدى قوات العمال إلى بترك المدينة وأن ما يصرح به أو أعمال العمال لا تخدم القضية و الظروف الحساسة الراهنة.