تكررت ظاهرة هروب اللاعب المصري من فريقه خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير وزادت معدلات قضايا شئون اللاعبين ودائما ما يكون الضحية هو النادي الذي فجأة يجد مسئولو أنفسهم في ورطة. وفي قضية البحث عن الحقوق أو مقاضاة نادي سلب لاعبه وسطا علي حقوقه, وقد تكون أشهر الحوادث في الوقت الحالي قصة هروب عصام الحضري من النادي الأهلي إلي سيون السويسري بحجة البحث عن الاحتراف وفي تلك الأيام هرب حسين ياسر المحمدي من الزمالك إلي ليرس البلجيكي للبحث عن الأموال ثم الاحتراف. ولمن لا يعرف فالقصة لا تقتصر علي الجيل الحالي للكرة المصرية بل سبقتهم الأجيال الماضية وكان فاروق جعفر نجم الزمالك بطلا لفصول أحد قصص الهروب عندما ترك الزمالك وذهب لأمريكا واللعب لنادي كوزموس وأيضا أسامة خليل نجم الإسماعيلي الذي هرب هو الأخر إلي أمريكا والانضمام غلي فريق لوس أنجلوس. وأشهر نماذج الجيل الحالي قصة هروب هاني سعيد لاعب المقاصة الحالي والزمالك السابق عندما أستيقظ مسئولي الأهلي علي خبر سفر اللاعب إلي إيطاليا والانضمام إلي باري والانتقال من نادي لأخر أخرهم درجة ثانية قبل ان يعود للإسماعيلي ومنه للزمالك, بالاضافة الي زميله في نفس الفريق اشرف ابوزيد الذي هرب معه الي نفس النادي ولكنه عاد سريعا واجبره مسئولي الاهلي وقتها علي اعزال الكرة وأيضا دودي الجباس لاعب المصري الذي ترك فريقه للانضمام إلي ليرس البلجيكي وهو نفس الفريق الذي هرب أليه حسين ياسر ومحمد اليماني لاعب الإسماعيلي وهداف منتخب الشباب الحائز علي برونزية العالم في الأرجنتين والذي ترك فريقه للعب في صفوف ستاندر ليج البلجيكي, ويعد أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك الأشهر بعد أن هرب من ناديه الزمالك وهو في عمر الزهور وأنضم لفريق لاجتواز البلجيكي ولعب في أكثر من دوري بأوربا الهولندي والأنجليزي وغيرهما. هذه النماذج لن تكون الأخيرة في مسلسل الهروب الذي أصبح عادة عند أغلب لاعبي مصري وهناك المئات من الناشئين والذي لا نعرفهم بسبب عدم وجود عقود تربطهم بانديتهم, والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة لماذا يفضل اللاعبين الهروب علي طلب الرحيل بشكل كريم يحفظ لناديه حقوقه ويضمن للاعب الابتعاد عن القضايا والمشاكل, وفي كل الأمثلة الماضية لم تنتصر الأندية إلا في حالتين الأولي كانت للزمالك عندما نجح في الحصول علي حق رعاية من كل نادي ينضم أليه أحمد حسام ميدو علي إعتبار أن النادي هو صاحب الفضل في تنشئته, والغريب أن اللاعب بعد رحلة طويلة من الاحتراف لم يجد من يحتضنه في النهاية إلا فريقه الذي سبق وأن هرب منه بعد أن رفضته كل اندية أوروبا حتي الدرجة الثانية منها, والحالة الثانية كانت في النادي الأهلي عندما نجح في الحصول علي تعويض كبير من نادي سيون وعصام الحضري وإيقاف الحارس الذي كان معشوق الجماهير قبل أن يتحول الحب إلي شيء أخر, ومنذ هذا الوقت وخسر الحارس كثيرا ولم ينجح مع أي فريق ينضم إليه. وباستثناء الأهلي والزمالك لم ينجح أي نادي في إثبات حقه أو استعادة حقوقه المسلوبة, ولعل أهم الأسباب هي المؤسسية والمنهجية القائم عليها العمل داخل الناديين الكبيرين ومعرفتهما بتفاصيل اللعبة, وسوف تثبت الأيام صحة هذا الكلام مع حسين ياسر المحمدي الذي بدا الزمالك في ترتيب أوراقة لأستعادة اللاعب وحقوقه, ولا أحد يملك سبب منطقي يجعل اللاعب يهرب من الزمالك بهذا الشكل بعد أن كان أحد نجوم الفريق وأفضلهم علي الإطلاق ولم يتعلم من درس عصام الحضري وربما يأتي اليوم الذي نجد فيه اللاعب يعض أنامل الندم ويطلب المغفرة من ناديه للعودة بعد تصد أمامه أبواب الاحتراف ولكن كيف سيكون وقتها أستقبال الجمهور له, فللأسف كل اللاعبين تغيرهم المادة علي حساب حب الجمهور الذي لا يقدر بالمال. وهناك أمر في غاية الأهمية يجب التوقف عنده وهو أن وكلاء اللاعبين لهم دور كبير وبارز في انتشار تلك الظاهرة, فكل وكيل يهمه أن ينتقل اللاعب كل موسم لنادي جديد حتي يحصل علي عمولة العقد الجديد ودائما وأبدا ما يخطط الوكلاء لسفر لاعبيهم لاي نادي في أوروبا بغض النظر عن قيمة النادي وسمعته حتي يتقاضي مئات الألوف من الدولارات, ويستغل الوكلاء عدم دراية بعض اللاعبين بأندية أوروبا ويقنعوهم بحلم الاحتراف والمجد والشهرة والأدهي بسلامة موقفه القانوني والذي معه لن يستطيع ناديه مقاضاته, ودائما ما يكون الوكلاء علي غير حق ولكن ليس كل الوكلاء فبينهم من يحترم أصول مهنته ولا يدخل إلا من الأبواب ويتفاوض مع إدارات الأندية, ووكلاء الأبواب الخلفية في أغلب الأحيان لا يكونون معتمدين أو حاملي لتصريح ممارسة المهنة وهنا يجب علي إتحاد الكرة أن يرفض التعامل مع أي وكيل غير معتمد حتي تتقلص المشكلات قدر المستطاع.