أعاد هروب الناشئ الصاعد أحمد حسن محجوب الشهير بكوكا لاعب النادي الأهلي قبل أيام قليلة من ناديه إلي البرتغال للعب في أحد الأندية هناك فتح ملف هروب اللاعبين المصريين من أنديتهم سواء في كرة القدم أو اللعبات الأخري.. وطرح هذا الهروب المفاجئ تساؤلا جديدا حول الأسباب التي تدفع هؤلاء اللاعبين لهذا الرحيل المفاجئ دون الحصول علي إذن النادي الذي أولاه الرعاية ووضعه علي أولي خطوات الشهرة والنجومية. ورغم أن كوكا ليس هو الحالة الأولي ولن تكون الأخيرة في ظل سياسات رياضية جامدة ولوائح مرت عليها سنوات دون أن تطالها يد التطوير والتجديد بما يلائم المراحل اللاحقة لها ويشترك في الخطأ عدة عوامل أهمها الخلفية الثقافية للاعب وعدم إلمامه بلوائح الاحتراف وشئون اللاعبين أو أنانية النادي برفضه منح اللاعبين الذين يتلقون فرصا للاحتراف الخارجي في سن مبكرة رغم أنه في النهاية لا يعتمد علي هؤلاء اللاعبين إلا فيما ندر وهو ما نراه ونشاهده في الوقت الحالي من أندية مثل الأهلي والزمالك التي تحتفظ بلاعبيها الصغار لا تشركهم ولا تبيعهم وهي في هذا التصرف لا هي منحتهم فرصة الظهور وحفر مكان لهم داخل الفريق أو علي الساحة ولا هي تركتهم ليعرضوا أنفسهم وبضاعتهم في أسواق أوروبا أو غيرها بالاضافة إلي الخطأ في صياغة العقود الذي يتيح لبعض اللاعبين باستخدام الثغرات لتحقيق هدف التخلص من الارتباط مع النادي. وفي الفترة الأخيرة وبخلاف رغبة اللاعب في تحقيق وجني المزيد من الشهرة والمال برز دور وكلاء اللاعبين الذين تتجه إليهم أصابع الاتهام بتهمة إغواء اللاعبين خصوصا الصغار منهم للهرب من أنديتهم بالرغم من أن العرض والمكان الجديد لم ولن يكونا الأفضل بالنسبة للاعب نفسه.. والمستفيد الوحيد من الصفقة هو وكيل اللاعب الذي يتقاضي عمولته كاملة في الصفقة بينما يبقي اللاعب في مواجهة شبح الفشل وهو أحد "ذنوب" الوكلاء. وتكررت ظاهرة هروب اللاعب المصري من ناديه خلال السنوات الماضية بشكل ليس كبيرا ولكنه لا ينتهي وزادت القضايا المتشابكة في شئون اللاعبين وغالبا ما يخرج الطرفان خاسرين في كل الأحوال. وتدخل الأندية في متاهات البحث عن حقوق الرعاية علي أقل تقدير والتي ربما تحتاج إلي سنين طويلة للحصول علي تعويض مثل قضية أحمد مجدي لاعب الأهلي والزمالك السابق والمصري حاليا الذي تم الحكم فيها لصالح الأهلي بالحصول علي تعويض حق الرعاية منذ عام ونصف تقريبا ورغم ذلك لم يحصل الأهلي علي أي نسبة أو مبلغ من هذا التعويض إلي وقتنا هذا. وقد تكون قصة هروب عصام الحضري من النادي الأهلي إلي سيون السويسري من أشهر قصص وحكايات الهروب بحجة خوض تجربة الاحتراف الخارجي والهروب من جحيم الأهلي الذي صنع له تاريخا ونجومية لا يحلم بها أي شخص آخر وجاء الحضري ليهدم كل هذا بتصرف غريب وغير مفهوم خصوصا وأن أحدا لم يجبره علي التوقيع للتجديد للنادي لعدة سنوات ما دام سيشعر بهذا الملل والنفور تجاه ناديه، والمدهش أن الحضري لم يحقق نجاحا يذكر مع سيون السويسري ومن بعده أي من الأندية المصرية التي لعب لها بداية من الاسماعيلي ثم الزمالك وأخيرا تتكرر مشاكله مع ناديه الحالي المريخ السوداني. ويعاني نادي الزمالك في الوقت الحالي من مشكلة هروب حسين ياسر المحمدي للعب في صفوف ليرس البلجيكي بحثا عن فرصة جديدة للاحتراف وجني الأموال بالرغم من ارتباطه بتعاقد مع النادي يمتد لمدة عامين قادمين. والحقائق تؤكد أن نجوما من أجيال سابقة أقدموا علي هذه الخطوة مثل فاروق جعفر نجم الزمالك الذي كان بطلا لاحدي قصص الهروب عندما ترك الزمالك وذهب لأمريكا ليلعب لنادي كوزموس وتلاه أسامة خليل نجم الإسماعيلي الذي هرب هو الآخر إلي أمريكا للانضمام لفريق لوس أنجلوس ولكن هذه الفترة التي اكتست بطابع الهواة كان الارتباط بين الطرفين هو ارتباط أدبي وليس قانونيا أولائحيا. وهناك العديد من قصص الهروب مثل هاني سعيد لاعب المقاصة الحالي والزمالك السابق عندما فوجئ مسئولو الأهلي بهروبه إلي إيطاليا للعب لنادي باري مع زميله اشرف ابوزيد الذي عاد سريعا واعتزل الكرة وأحمد حسام ميدو مهاجم الزمالك الذي هرب إلي بلجيكا ومنها إلي هولندا وفرنسا وأسبانيا وانجلترا حتي عاد مؤخرا إلي ناديه مرة أخري ودودي الجباس لاعب المصري الذي ترك فريقه للهروب إلي ليرس البلجيكي. ولابد من ذكر واقعة ابراهيم سعيد الذي كان يلعب في صفوف الأهلي وانتهز فرصة انضمامه لمنتخب مصر للعب أمام ناميبيا في تصفيات كأس العالم 2001 وهرب إلي انجلترا للاختبار في نادي ايفرتون ولكنه فشل وعاد دون توقيع عقد واتخذ النادي الأهلي وقتها قرارا بإيقافه.. وللهروب أحيانا أسباب أخري كما في حالة أيمن عبدالعزيز لاعب الزمالك الذي اضطر للبقاء في تركيا لسنوات طويلة بسبب تهربه من أداء الخدمة العسكرية بالتجنيد وهو السبب الذي أبعده بشكل نهائي عن تمثيل مصر من خلال المنتخب الوطني.