قبل أن يبدأ تطبيق الاحتراف رسميا في مصر انتشرت ظاهرة هروب اللاعبين خارج مصر للاحتراف الخارجي ولكن المؤسف أن ظاهرة الهروب استمرت حتي بعد تطبيق نظام الاحتراف رسميا في مصر منذ عام 1990 . وترجع ظاهرة الهروب وآخرها لعصام الحضري حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر الي عدة أسباب أهمها عدم إلمام اللاعبين بكافة بنود لوائح الاحتراف للاعبين المصريين تتيح لهم اختراق العقد وإلغاءه من خلال هذه الثغرات. ولن تكون حالة عصام الحضري الأخيرة التي يخرج فيها اللاعب للخارج دون علم أو موافقة ناديه.. كما أن الحالة لم تكن الأولي. بدأت ظاهرة هروب لاعبي مصر في السبعينات عندما كان كل لاعبي من الهواة في ظل اللوائح القديمة وكان الهروب قديما الي بطولات الشركات في منطقة الخليج ووقتها كانت هناك فرق شركات في الإمارات وقطر والكويت تشرك لاعبين بدون الحصول علي استغناء من أنديتهم وكانت هذه الشركات فرصة للاعبين المصريين للعب بها وكثيرا ما كان يلجأ لها اللاعبون الذين يتم ايقافهم لفترات طويلة "6 شهور أو سنة" . ومع انتشار احتراف اللاعبين في مسابقات الدوري التي يطبق فيها الاحتراف بشكل جديد مثل دوري الولاياتالمتحدةالأمريكية التي بدأ يستقطب النجوم الكبار مثل بيليه البرازيلي وبكنباور الألماني وكرويف الهولندي. وكان أسامة خليل لاعب الاسماعيلي ومنتخب مصر في السبعينات أول الهاربين الي أمريكا للاحتراف في نادي لوس أنجلوس حيث ترك مصر بعد مباراة دولية لمنتخب مصر أمام كينيا وسافر الي أمريكا حيث لعب هناك حتي عودته قبيل الاعتزال. وأعقبه في الهروب فاروق جعفر الذي كان أحد نجوم الزمالك ومنتخب مصر حيث هرب وقتها بطريقة تشبه هروب عصام الحضري مؤخرا ولعب في أمريكا لنادي كوزموس في دوري أمريكا لفترة حتي عاد مرة أخري الي نادي الزمالك واعتزل فيه أيضا. وفي هذا الوقت لم يكن هناك شرط للحصول علي الاستغناء للعب في أي مكان نظرا لأن كل لاعبي مصر كانوا من الهواة ولم يكن هناك عقود رسمية يمكن للنادي الاستناد اليها لإعادة اللاعب. ..وهروب الناشئين وبعد تطبيق الاحتراف في عام 1990 بعد كأس العالم باقتراح الكابتن محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر وقتها انتقلت ظاهرة الهروب الي اللاعبين الناشئين صغار السن الذين لم يوقعوا عقودا مع أنديتهم ومن أشهر حالات هروب الناشئين محمد اليماني الذي كان من ناشئي الاسماعيلي وهرب الي بلجيكا للاحتراف في نادي ستاندرليج البلجيكي وانتقل هناك الي أندية أخري مثل جنت وكان وقتها ضمن صفوف منتخب مصر للشباب الحاصل علي برونزية كأس الأمم الأفريقية في أثيوبيا عام 2001 ثم برونزية كأس العالم للشباب في نفس العام. وأعقبه هروب أحمد حسام "ميدو" الذي كان بين ناشئي الزمالك الي بلجيكا حيث بدأ اللعب في نادي لاجنتواز البلجيكي دون الحصول علي استغناء من الزمالك وانتظر الزمالك لأكثر من عامين حتي حصل حق رعاية اللاعب بعد قرار الاتحاد الدولي الجديد وقتها بأحقية النادي الذي ينتقل منه لاعب في رحلة سنية أقل من 18 سنة في حق الرعاية وتنشئة اللاعب. ..وهروب المحترفين وبعد ظاهرة هروب الناشئين انتشرت مرة أخري ظاهرة هروب اللاعبين الكبار الذين وقعوا عقودا مع أنديتهم وكان القائد الجديد لهذه الظاهرة ابراهيم سعيد الذي كان يلعب في الأهلي وقتها حيث انتهز فرصة انضمامه لمنتخب مصر للعب في مباراة ناميبيا في تصفيات كأس العالم 2001 وهرب وقتها الي انجلترا للاختبار في انجلترا في نادي ايفرتون ولكنه عاد بخفي حنين دون توقيع عقد وتم ايقافه وقتها في الأهلي. وعاد ابراهيم سعيد للهروب مرة أخري بعدها بعامين وفشل في اختبارات أكثر من ناد انجليزي وعاد. أزمة شوقي ثم جاء الدور علي محمد شوقي لاعب الأهلي الذي هرب في توقيت حساس جدا قبل لقاء الأهلي والمصري في القاهرة في موسم 2004/2005 وكان الأهلي وقتها قد حقق 21 فوزا متتاليا في الدوري وحقق التعادل السلبي لأول مرة في ذلك الموسم وعاد شوقي بعدها بأيام ليتم ايقافه وتوقيع غرامة عليه ومن جانب الأهلي. ومن بين حالات الهروب التاريخية أيمن عبدالعزيز لاعب الزمالك الذي اضطر للبقاء في تركيا طوال مدة الفترة لظروف التجنيد حيث انه هارب أيضا من أداء الواجب الوطني ولايستطيع الدخول الي مصر والخروج مرة أخري لذلك لم ينضم مطلقا لمنتخب مصر. وجاءت حالة عصام الحضري الأخيرة كأكثر الحالات غرابة في ظل الظروف المالية للاعب وحفلات التكريم وبعد كل هذا العطاء الطويل مع الأهلي هرب فجأة ليفتح القضية من جديد.