بات شيئا مألوفا، أن تستيقظ صباح يوم من الأيام على خبر تتناقله وسائل الإعلام عن هروب لاعب جديد من ناديه، ليفتح حلقة جديدة من حلقات مسلسل "الهروب" الذي زاد في الآونة الأخيرة داخل الملاعب المصرية. الظاهرة ليست بالجديدة ولا تخص الأندية المصرية فقط، وإنما في جميع أندية العالم، ولكنها وصلت إلى منحدر خطير في مصر خلال السنوات الأخيرة. قصة الهروب لا تقتصر على الجيل الحالي لكرة القدم المصرية، حيث بدأت حلقاتها منذ فترة طويلة، وكان "فاروق جعفر" نجم الزمالك السابق والمدير الفني الحالي لطلائع الجيش أحد أبطال هذا المسلسل عندما ترك فريقه وذهب إلى أمريكا للانضمام لصفوف فريق كوزموس، وكذلك "أسامة خليل" نجم الإسماعيلي السابق عندما هرب إلى أمريكا أيضا ولعب بصفوف فريق لوس أنجلوس. ومع نهاية التسعينيات بدأت الظاهرة في الانتشار بصورة كبيرة حين فوجئ مسئولو النادي الأهلي بهروب ناشئ الفريق وقتها "هاني سعيد" ولاعب مصر المقاصة الحالي إلى إيطاليا للعب في صفوف فريق "باري"، وكذلك زميله في الفريق وقتها "أشرف أبو زيد". لم تتوقف شهرذاد عن حكاية قصص هروب اللاعبين المصريين، فها هو "محمد اليماني" لاعب الإسماعيلي ومنتخب مصر للشباب يهرب إلى بلجيكا للانضمام إلى فريق ستاندر ليج، وكذلك "أحمد حسام ميدو" الذي انضم لصفوف فريق لاجتواز البلجيكي، وكذلك "شيكابالا" بعد هروبه لفريق باوك اليوناني ومن ثم عودته للقلعة البيضاء، و"دودي الجباس" لاعب المصري الذي هرب إلى ليرس البلجيكي، و"عصام الحضري" حارس مرمى المريخ السوداني الحالي الذي هرب من صفوف الأهلي وانضم إلى سيون السويسري، و"حسين ياسر المحمدي" الذي هرب مؤخرا إلى ليرس البلجيكي. وعلى ما يبدو أن مسلسل "الهروب" للاعبي مصر يشبه الدراما التركية التي تتعدد حلقاتها، فهروب اللاعبين المصريين لا يتوقف، فها هو "أحمد حسن كوكا" لاعب فريق الشباب بالنادي الأهلي أحدث أبطال المسلسل، استغل عدم ارتباطه بعقد مع ناديه ليهرب إلى البرتغال وينضم لأحد الأندية هناك. الغريب أن الطريقة التي يستخدمها اللاعبون قد تكون متشابهة للغاية في جميع الحالات فهي إما باستغلال عدم ارتباط اللاعب وهو في صفوف الناشئين بعقد احترافي مع فريقه، وهذا يعطيه الحق في فسخ تعاقده مع النادي، والطريقة الثانية هي استغلال لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تنص على أن من حق أي لاعب الرحيل عن ناديه في حالة تجاوزه سن ال 28 عاما وفي حالة تواجده في الفريق في آخر عامين من عقده بشرط أن يشتري نفسه ويدفع غرامة مالية لفريقه. ورغم تكرار الظاهرة وانتشارها إلا أن أحدا لم يتوقف عندها لدراستها، وتحديد المتسبب في انتشارها هل هي الأندية أم اللاعب أم وكلاء اللاعبين؟!. أخيرا عزيزي القارئ: من وجهة نظرك من هو المتسبب الأول في انتشار ظاهرة هروب اللاعبين: - الأندية - اللاعبون - وكلاء اللاعبين *