كتب : خالد أحمد المطعني يعتبر عميد القراء في مصر والعالم العربي والاسلامي, حيث ظل نقيبا للقراء في مصر حتي وفاته في يونيو من العام الحالي, حياته مملوءة بالذكريات علي مدي عمره الذي يتجاوز الثمانين انه القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع صاحب الأدب الجم في المدرسة الفريدة في التلاوة, حيث انضم للإذاعة المصرية عام1940 م وكان أول قارئ للقرآن يقرأ خارج مصر في نفس العام الذي انضم فيه إلي الاذاعة, وكان يلقي حفاوة خاصة من جميع رؤساء وأمراء الدول التي كان يسافر اليها لإحياء شهر رمضان المبارك, خاصة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد رحمه الله. زار الشيخ شعيشع رحمه الله معظم الدول الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك, بل إنه كان يحيي ليالي رمضان في اكثر من بلد في العام الواحد, من هنا فإن رمضان في الغربة لديه له مذاق خاص. وفي أول رحلة خارج مصر عام1940 عندما وجهت اليه الدعوة لزيارة الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش تحت الانتداب البريطاني لإحياء ليالي رمضان بالمسجد الأقصي, فرح الفلسطينيون بأول قارئ مصري يأتي إليهم, وكانوا يصرون علي البقاء طوال الليل يستمعون الي الدروس الدينية ويقرأون القرآن ويصلون التراويح ويتناولون طعام السحور في المسجد, ولا ينصرفون منه الا بعد أداء صلاة الفجر جماعة, وينظر الي حال الأقصي الأسير بكل حزن وحسرة ويدعو المسلمين الي العمل علي تحريره من اليهود بكل الوسائل, وفي مقدمتها الجهاد إذا لزم الأمر, خاصة أن المؤامرة لهدم الأقصي وإقامة الهيكل المزعوم مكانه يتم التخطيط لها بكل جدية, وإذا لم يفق المسلمون فإنهم سيصبحون أمام كارثة, وسيحاسبهم الله علي تقصيرهم في حماية الأقصي حسابا عسيرا. ومن المواقف التي لاتنسي في حياة الشيخ أبو العينين حينما دعاه المركز الإسلامي بلندن لإحياء ليالي رمضان, وقبل انتهاء الشهر بيومين دعاه أحد المسلمين البريطانيين لقضاء عيد الفطر معه, فاعتذر لأنه اعتاد ان يكون في العيد مع أولاده, فأصر البريطاني علي أن يقضي اخر ليلة في ضيافته, وينام حتي موعد الطائرة في اخر يوم من رمضان, وخرجا قبل موعد الطائرة بزمن قصير فإذا بالمسلم البريطاني يوصله بسيارته الخاصة ويضل الطريق حتي فات موعد الطائرة, واضطر الشيخ لقضاء العيد في ضيافة المسلم البريطاني, وقال الاثنان( أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد.) وكان سعيدا وسط أفراد الجالية المسلمة البريطانية في شهر رمضان الذي يتميز بمذاق خاص, حيث يحرصون علي قضائه في الطاعات وقراءة القرآن. وكان يقابله الشيخ زايد رحمه الله بالحفاوة البالغة حيث كان يحيي ليالي رمضان في أبو ظبي ومعه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله واستمرا في الذهاب للإمارات عشر سنوات متتالية, وفي إحدي السنوات كان نقيب قراء مصر مصابا بورم في المعدة, واعتذر عن عدم الذهاب الي الامارات لانه لا يستطيع الجلوس, كما أن هذا الورم لايزال إلا بعملية جراحية وتحتاج الي اسبوعي راحة بعدها, لكن المسئولين بالإمارات اصروا علي ذهابه, فإذا بكرامات القرآن تظهر حيث شفاه الله تماما, وذهب وأحيا ليالي رمضان أفضل من السنوات السابقة, وكان لا يشعر بأي ألم أثناء القراءة وبعدها فإن الألم يأتي اليه بدرجات مختلفة, وشاء الله ان يشفي من دون جراحة, ولا ينسي حب الشيخ زايد وشعب الامارات الاستماع لقراء مصر لأن القراءة لديهم لها مذاق خاص يختلف عن القراء من دولة أخري.