تنتسب الطريقة القصبية إلي مؤسسها الشيخ حسن القصبي الشهير بأبي حامد الأزهري الخلوتي, ويتسلسل نسبه إلي الإمام الحسن ابن الإمام علي كرم الله وجهه, وهو حفيد السيد عيسي طلحة أول من حضر إلي مصر من طرابلس بالمغرب حيث توطن أجداده منذ عصر الشريف السيد إدريس, وهو من كبار علماء الأزهر, وقد أخذ العهد علي الطريقة الخلوتية من الشيخ عبد الله الشرقاوي, إذ كانت الخلوتية منتشرة بين العلماء, لأنها كما يقول الجبرتي أكثر الطرق موافقة للكتاب والسنة, ولعدم تكليفها الإنسان بما لا يطيق. ومع هذه المشاركة الدينية والصوفية, فقد كانت هناك مشاركة سياسية, إذ كانت البلاد تعاني من الحملة الفرنسية, فرفع راية الجهاد مع شيخه عبدالله الشرقاوي للتصدي للعدوان والمشاركة مع أبناء الوطن للدفاع عن البلاد, ولما شاع بين الناس مجاهدة الشيخ أبي حامد الصوفية وعرف عنه الصلاح والتقوي, توجه إليه وفد من أهالي نشا بمحافظة الدقهلية, حيث أستقدموه إليهم تبركا به والتماسا لما عنده من العلم بالطريقة الخلوتية التي أضفي عليها من شخصيته حتي صارت فيما بعد منسوبة إليه وعرفت بالطريقة القصبية. ومن مؤلفات الشيخ حسن القصبي كتاب الجواهر المكية, تحفة الصلوات, الوظيفة القصبية, وقد انتقل رحمه الله عام1244 ه, ودفن بمسجده الكبير بقرية نشا ويقام له في كل عام مولد كبير. وحمل لواء الطريقة من بعده ابنه الشيخ حامد القصبي, ومن بعده الشيخ إمام القصبي وكان من علماء الأزهر الشريف وتولي مشيخة الجامع الأحمدي بطنطا الذي كان يدرس فيه المذاهب الأربعة علي غرار الأزهر الشريف, وبعد وفاته تولي الطريقة ابنه الشيخ محمد امام القصبي, الذي توفي عام1298 ه, ثم خلفه الشيخ حامد القصبي, ومن بعده الشيخ عبدالعزيز القصبي وكان زاهدا متواضعا, عرف بكرمه الشديد وحبه لأبناء الطريقة, وتوفي عام1975 م, ودفن في جامع القصبي بنشا بجوار جده مؤسس الطريقة. وفي29 أبريل سنة1980 صدر قرار من المشيخة العامة للطرق الصوفية بإقرار الطريقة القصبية الخلوتية طريقة صوفية خاضعة لأحكام118 لسنة1979, وتعيين السيد أحمد عبدالهادي القصبي شيخا لها خلفا لعمه الشيخ محمود القصبي, وكان يشغل وقتها محافظا للغربية, وسار علي نهج أجداده محافظا علي الطريقة وأبنائها, وعندما انتخب شيخا لمشايخ الطرق الصوفية1994 رفع راية التجديد والتصحيح لأبناء الطرق الصوفية بالقضاء علي كثير من السلبيات, واعلن أن التصوف ليس مقصورا علي العبادة والخلوة فقط وإنما هو أعمال ومجاهدة ومشاركة في قضايا الوطن داخليا وخارجيا, وقد توفي عام1997 م, وتولي بعده خلافة الطريقة السيد عبدالهادي أحمد القصبي شيخ مشايخ الطريقه الصوفية. تقيم الطريقة الحضرة الأسبوعية في مقر الطريقة بمسجد القصبي بمدينة طنطا بعد صلاة الجمعة حتي صلاة العصر. وتبدأ الحضرة بالصلاة علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, وتلاوة آيات من القرآن الكريم, وأسماء الله الحسني, ثم قراءة الوظيفة القصبية وهي عبارة عن أدعية ماثورة عن المصطفي صلي الله عليه وسلم, وذلك في حضور شيخ الطريقة وأبنائها. ويبلغ عدد أتباع الطريقة القصبية أكثر من70 ألف مريد وخليفة في جميع انحاء مصر. كما تشارك الطريقة في كافة الاحتفالات الدينية والموالد الخاصة لأولياء الله مع ابناء الطرق الصوفية في كل المحافظات, وتقوم الطريقة بالمقر الرئيسي والفروع الخاصة بها في المحافظات بفتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم, وإلقاء الدروس الدينية علي أيدي مشايخ من أبناء الطريقة لكافة المواطنين, وأنشأت الطريقة أيضا صندوق تكافل إجتماعي لمساعدة أبناء الطريقة والمحتاجين, كما تعاقدت مع بعض المستشفيات والأطباء لعلاج أبناء الطريقة بأسعار رمزية.