شهر رمضان الشهر المميز عند جموع المسلمين علي وجه المعمورة يعتبر قدومه ثورة حقيقية للنفوس والعقول التي تتغير بنسبة 100% حتى يتمني من يعرف أفاضله وأنوره كما قال رسول الله أن تكون السنة كلها رمضان، ومظاهر التغير ليس فقط الامتناع عن الشراب والطعام والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس، أو أن تري الكثير من العباد يتغير فبدلا من كان حتى أخر يوم في شهر شعبان لا يصلي ويرتاد المساجد فتجده بمجرد ظهور الرؤية وإعلان هلال رمضان تجده يتغير فورا ويتجه الجميع للمواظبة علي الصلاة جماعة، أو تري آخرين يسرعون لصلة الرحم المفقودة أو العطف علي الفقراء أو التصدق والتراحم وفعل الخيرات وتجنب المفاسد ما ظهر منها وما بطن.. أنه التغيير للأفضل. فيا باغي الخير أقبل، فالباب غير مقفل، يا من أذنب وعصى، وأخطأ وعتي، تعال فلعل وعسى، يا من بقلبه من الذنوب جروح، تعال فالباب مفتوح، والكرم يغدو ويروح، يا من ركب مطايا الخطايا، تعال إلى ميدان العطايا، يا من بذنب باء، وقد أساء، تذكر: لو بلغت ذنوبك عنان السماء، إذا رأيت الباطل يتحدى، وإذا رأيت الطغيان يتعدى: فاصبر صبرا جميلا، وإذا قل مالك وكثر فقرك وعوزك وتجمعت همومك وغمومك: فاصبر صبرا جميلا، وإذا قل أصحابك وتفرق أنصارك: فاصبر صبرا جميلا. وإذا كثر عليك الأعداء، وتكالب عليك البغضاء وتجمعت عليك الجاهلية الشنعاء: فاصبر صبرا جميلا. من أراد أن يقطف الثمار اليانعة من الصلاة فليجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بها على النحو المطلوب، ولذلك هنيئا للمصلين الصادقين الخاشعين المنيبين وطوبى لهم، فقد أدركوا المطلوب ونالوا المرغوب ونجوا من المرهوب وفازوا برضوان علام الغيوب وحصلوا على إصلاح القلوب وغفران الذنوب، وعليك بالاستقامة سلوك الصراط المستقيم، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها، والمؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته: فهي تحتاج إلى جهد ومجاهدة، وتمسك بقراءة القرآن فهو كلام الله أنزله على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى، والقرآن هو كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً. نعم الخير كثير وعظيم والتغير الحقيقي لمن أراد الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة متاح في هذه الأيام المباركة، وليدع الجميع أسلحته الفاسدة وليتذكر أن الله يراقبك ورمضان إما شاهدا لك أو عليك فتعال معي لطريق الفلاح وكل عام وانتم بخير. المزيد من مقالات محمد مصطفى