- اسباب اختلاف الدول الإسلامية.. - امثلة مؤسفة .. - طرائف من صفحات التاريخ .. - كيف يتم تحديد دخول الشهر.. - رؤية الهلال بالعين المجردة .. - رؤية الهلال بين الممكن والمستحيل .. - قمر صناعى لرؤية الهلال .. مع قدوم شهررمضان المبارك فى كل عام يتكررالخلاف بين المسلمين فى ارجاء المعمورة في تحديد بداية ونهاية شهري رمضان وشوال. وقد يصل الاختلاف إلى عدة أيام أحيانًا، فتعلن دول بداية الشهر الهجري بناء على الحسابات الفلكية، وتعلن أخرى بداية الشهر في يوم ثانٍ بناء على رؤية الهلال، وفي نفس الوقت تعلن دول أخرى بداية الشهر الهجري في يوم ثالث بناء على رؤية الهلال أيضاً. وفى هذا الصدد توقع "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" هذا العام أن تبدأ ليبيا شهر رمضان المبارك لعام 1429ه يوم الأحد 31-8-2008، فيما يحل رمضان في دول أخرى مطلع سبتمبر ، بينما تبدأ دول أخرى، مثل باكستان والهند، الصيام يوم الثلاثاء. وفى بيان صدرعن الهيئة اعلنت بأن الحسابات الفلكية تفيد بأن يوم الإثنين الموافق مطلع شهر سبتمبر سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك في الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال شرطا لبداية الشهر الهجري. ولفتت الهيئة إلى أن دولا بدأت شهر شعبان الجاري يوم السبت 2-8-2008، كالسعودية ومصر، بينما دول أخرى بدأته يوم الأحد 3-8-2008، كعمان، والأردن، والجزائر، والمغرب، وماليزيا، وإيران. وأوضحت أنه بالنسبة للدول التي بدأت شعبان يوم السبت سيكون يوم السبت 30-8-2008 هو اليوم ال 29 من شعبان، وفيه سيتم تحري هلال شهر رمضان . غير أنه في هذا اليوم "تستحيل رؤية الهلال من جميع مناطق العالم الإسلامي لغروب القمر قبل غروب الشمس ولحدوث الاقتران (المحاق أو ما يسميه البعض تولد الهلال) بعد غروب الشمس، وعليه ينبغي أن تكمل هذه الدول شهر شعبان 30 يوما، وتبدأ شهر رمضان يوم الإثنين 1-9-2008". أما بالنسبة للدول التي بدأت شهر شعبان يوم الأحد، فسيكون الأحد 31-8-2008 هو اليوم ال 29 من شعبان فيها، وفي هذا اليوم ستكون رؤية الهلال ممكنة باستخدام المرقب فقط، وفي حالة نقاء الغلاف الجوي من بعض مناطق العالم الإسلامي، في حين لن ترى العديد من الدول الهلال يوم الأحد أيضا. وعليه يتوقع "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" أن تبدأ بعض الدول شهر رمضان يوم الإثنين، في حين ستبدأ دول أخرى، وخاصة التي تشترط رؤية الهلال من داخل أراضيها، كباكستان والهند مثلا، شهر رمضان يوم الثلاثاء 2-9-2008. وبالنسبة لليبيا، والتي تعلن رسميا أنها لا تشترط رؤية الهلال، بل تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، فإنها ستبدأ شهر رمضان يوم الأحد 31-8-2008؛ نتيجة لحدوث الاقتران قبل فجر يوم الأحد. جدير بالذكر أن السعودية والدول المرتبطة بها في مسألة إثبات بداية شهر رمضان لا تعترف بالحسابات الفلكية لرؤية الهلال، وتعتمد على شهادات الشهود. فما سبب كل هذا الاختلاف؟ وما حقيقته؟ اسباب اختلاف الدول الإسلامية.. وتختلف الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية للأسباب التالية: - تدعو بعض الدول الإسلامية المواطنين لتحري الهلال؛ فإذا جاء من يشهد برؤية الهلال قبلت شهادته حتى لو دلت الحسابات الفلكية على أن رؤية الهلال مستحيلة أو غير ممكنة؛ وهو ما يحصل حاليّاً في العديد من الدول الإسلامية. - في دول إسلامية أخرى ترد شهادة الشاهد إذا كانت رؤية الهلال مستحيلة ولكنها تقبلها حتى لو كانت غير ممكنة، ومثال ذلك المملكة العربية السعودية (ابتداء من عام 1419 ه). - وهناك دول إسلامية لا تعتمد رؤية الهلال أصلاً؛ بل تعتمد شروطاً فلكية معينة. ومثال ذلك ليبيا التي تعلن رسمياً أنها لا تعتمد رؤية الهلال؛ بل يبدأ الشهر الهجري في ليبيا إذا حدث الاقتران قبل الفجر. - معظم الدول الإسلامية لا تتحرى الهلال على مستوى رسمي؛ بل تكتفي بدعوة المواطنين للتحري.. وقد يحدث ان يكون الشاهد غير مؤهل وليس على دراية بوقت ومكان الهلال ولا حتى بشكله، فإذا ما شاهد أي جرم في السماء اعتقده الهلال. امثلة مؤسفة .. وعلى سبيل المثال صام ملايين المسلمين في السعودية عام 1984م 28 يوما فقط؛ لأن أحد الشهود رأى كوكبي عطارد والزهرة فاعتقدهما الهلال! - تأخذ بعض الدول الإسلامية بمبدأ اتحاد المطالع؛ فإذا علمت أن إحدى الدول قد أعلنت ثبوت رؤية الهلال فإنها تتبعها فوراً حتى دون التأكد من صحة رؤية الهلال، ومثال ذلك الأردن. - وفي المقابل فإن بعض الدول الإسلامية تأخذ باختلاف المطالع، ولا تقبل رؤية الهلال إلا من داخل أراضيها، ومثال ذلك السعودية؛ فعند تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1420ه أعلنت اليمن ثبوت رؤية الهلال يوم 07-12-1999م، وعليه كان يوم 8-12-1999 م أول أيام شهر رمضان في اليمن. وقد ذكر البيان الرسمي اليمني أسماء ووظائف الأشخاص الذين شهدوا برؤية الهلال، وكان من بينهم أئمة مساجد، إلا أن السعودية أهملت بيان ثبوت رؤية الهلال من جارتها اليمن، وبدأت الصيام يوم 09-12-1999م. ومثال ذلك أيضاً ما حدث في تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1424ه؛ حيث أعلنت كل من اليمن والأردن وفلسطين ومصر ثبوت رؤية الهلال يوم 25-10-2003م، وعليه بدأت هذه الدول صيامها يوم 26-10-2003م، إلا أن السعودية أهملت جميع هذه البيانات الرسمية، وبدأت صيامها يوم 27- 10-2003م. طرائف من صفحات التاريخ .. يروى أن جماعة فيهم أنس بن مالك الصحابي حضروا لرؤية هلال رمضان وكان أنس قد قارب المائة فقال أنس : قد رأيته هو ذاك وجعل يشير إليه فلا يرونه ! وكان إياس القاضي حاضرا – وهو من الذكاء والفراسة – فنظر إلى أنس وإذا شعرة بيضاء من حاجبه قد تدلت فوق عينه ! فمسحها وسواها بحاجبه ثم قال انظر أبا حمزة فجعل ينظر ويقول : لا أراه . واجتمع الناس ليلة لرؤيته فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون شيئا فصاح رجل من بينهم لقد رأيته ! لقد رأيته ! فتعجب الناس من قوة إبصاره وهتفوا : كيف أمكنك أن تراه دوننا فطرب الرجل لهذا الثناء وصاح وهذا هلال آخر بجواره ! فضحك الحاضرون منه . وصعد الناس ليلة لرؤيته فلم يروه فلما هموا بالانصراف رآه صبي وأرشدهم إليه فقال له أحدهم : بشر أمك بالجوع المضني . وخرج الناس بالبصرة يوما لرؤيته فرآه واحد منهم ولم يزل يومئ إليه حتى رآه الناس معه فلما كان هلال الفطر جاء ( الجماز ) صاحب النوادر إلى ذلك الرجل وقال له : قم أخرجنا مما أدخلتنا فيه . وفي عهد السلطان محمد الناصر بن قلاوون جاء رمضان شتاء وكانت السماء مغيمة فلم تثبت رؤية الهلال رسميا فأجمع الناس على عدم الصيام ولكن حدث أن زوجة مفتي البلد كانت تتراءى الهلال من فوق سطح منزلها – وكانت حديدة البصر – فرأته من خلال السحاب ! فأخبرت زوجها بذلك فصدقها وذهب إلى السلطان فقص عليه القصة فاستدعاها السلطان وأحلفها اليمين فصدقها الحضور وأعلنت رؤية هلال رمضان رسميا من جديد وصام الناس ! وقد وظفت هذه المرأة بعد ذلك شاهدة لرؤية الهلال رسميا ولم يحدث قبل هذه السيدة ولا بعدها أن فازت سيدة بمثل هذا التقدير حتى أصبحت تقوم مقام المناظير المعظمة كيف يتم تحديد دخول الشهر.. يعتمد تحديد دخول الشهور العربية على ظاهرة طبيعية هي وجود الهلال في وقت ومكان معينين، بعد غروب الشمس وفي جهة الغرب. فلإمكانية رؤية الهلال عند بزوغه في أول ليلة لا بد من توفر ثلاثة شروط وبهذا التسلسل: أن يولد الهلال ويسمى الاِقْتِران أو المَحَاق أو التقاء النيرين، وهي وقوع الشمس والقمر والأرض على خط طول سماوي واحد وبهذا التسلسل (ويَستخدِم علم الفلك هذه الطريقة لبدء الشهر القمري الاقتراني)، ثم أن تغرب الشمس قبل أن يغرب الهلال (من جهة الغرب، حيث لا علاقة لرؤية الهلال بعد صلاة الفجر من جهة الشرق ولا بغروب الهلال بعد غروب الشمس إذا لم يولد الهلال، فهذا هلال آخر الشهر وقطعاً ليس هلال أول الشهر كما هو مطلوب). وأخيراً أن يكون هناك وقت كاف بين الغروبين وإلا طغى ضياء الشمس على نور الهلال النحيل مما يجعل رؤية الهلال مستحيلة، وأن يكون الهلال بعيداً عن الشمس. رؤية الهلال بالعين المجردة .. ولإمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة لعموم البشر لا بد من توفر شرطين أساسيين هما: 1 ألا تقل زاوية ارتفاع القمر عن الأفق بعد غروب الشمس رأساً عن 5 درجات، لأن رؤية أي جرم سماوي عند أقل من 5 درجات تصبح متعذرة نظراً لكثافة الغلاف الجوي ودرجة الحرارة وتصاعد الرطوبة والغبرة والأبخرة والغازات وانعكاس وانكسار الأضواء ووجود تلال والتي قد يصل ارتفاعها الظاهري في الأفق إلى أكبر من 3 درجات، وحدة بصر الرائي وأمانته. 2 أن لا يقل بعد الزاوية بين الشمس والقمر بعد غروب الشمس رأساً عن 7 درجات، لأن ضياء الشمس الهائل يغطي نور الهلال النحيل كلما اقترب القمر من الشمس. وعلى هذا الأساس وَحْده يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة لعموم البشر في الأحوال العادية. وحينما تتحقق هذه الشروط يبدأ اليوم والشهر والسنة القمرية في نفس الوقت عند مكان واحد معين. رؤية الهلال بين الممكن والمستحيل .. ويدور القمر حول الأرض مرة واحدة كل 29.5 يوماً تقريباً كمتوسط، وأثناء دورانه هذا نراه بأطوار مختلفة: مبتدئًا بالمحاق، ومروراً بالهلال المتزايد، ثم التربيع الأول والأحدب المتزايد، ثم البدر والأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم الهلال المتناقص، وعودة مرة أخرى إلى المحاق. وفي كل يوم تشرق الشمس من جهة الشرق صباحاً، وتغرب في جهة الغرب بعد حوالي 12 ساعة تقريباً، وكما أن الشمس تشرق وتغرب فالقمر أيضاً يشرق ويغرب، ولكنه لا يشرق دائماً ليلاً ويغرب نهاراً كما يعتقد الكثيرون! فالقمر يشرق كل يوم في موعد يعتمد على طوره؛ فعندما يكون القمر محاقاً فإنه يشرق مع الشمس ويغيب معها تقريباً. وعندما يكون تربيعاً أولاً فإنه يشرق عند منتصف النهار ويغيب عند منتصف الليل تقريباً. أما عندما يكون بدراً فإنه يشرق مع غروب الشمس ويغرب مع شروق الشمس. وعندما يكون هلالاً جديداً (متزايداً) فإنه يشرق بعد شروق الشمس بقليل ويغرب بعد غروب الشمس بقليل. ولرؤية هلال الشهر الجديد في السماء الغربية فإننا نقوم بتحرّي الهلال في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري. ولا بد من توفر شرطين أساسيين تستحيل رؤية الهلال بغياب أحدهما: أولاً: أن يكون القمر قد وصل مرحلة المحاق (الاقتران) قبل غروب الشمس؛ لأننا نبحث عن الهلال، و هو -أي الهلال- مرحلة تلي المحاق، فإن لم يكن القمر قد وصل مرحلة المحاق فلا جدوى إذن من البحث عن الهلال. ثانياً: أن يغرب القمر بعد غروب الشمس؛ لأن تحري الهلال يبدأ فور بداية اليوم الهجري الجديد عند غروب الشمس، فإذا كان القمر سيغيب أصلاً قبل غروب الشمس أو معها؛ فهذا يعني أنه لا يوجد هلال في السماء نبحث عنه بعد الغروب. فإذا لم يتوفر أحد الشرطين السابقين؛ فإن إمكانية رؤية الهلال تسمى "مستحيلة". ولكن حدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروب الشمس غير كافٍ حتى تصبح رؤية الهلال ممكنة؛ فهل يمكن رؤية الهلال إذا غرب بعد دقائق معدودة من غروب الشمس مثلا؟ بالطبع لا، وذلك لأسباب عدة، منها: أولاً: غروب القمر بعد فترة وجيزة جدا من غروب الشمس يعني أنه ما زال قريباً من قرص الشمس، وأن طور المحاق (الاقتران) قد حدث قبل فترة قصيرة من غروب الشمس؛ فعند الغروب لم يكن القمر قد ابتعد ظاهريا في السماء مسافة كافية عن الشمس حتى تبدأ حافته بعكس ضوء الشمس ليرى على شكل الهلال. ثانياً: إذا نظرنا إلى جهة الغرب لحظة الغروب فسنلاحظ الوهج الشديد للغسق قرب المنطقة التي غربت عندها الشمس؛ فإذا ما وقع القمر في تلك المنطقة فإن إضاءة الغسق الشديدة ستحجب إضاءة الهلال النحيل. ثالثاً: إن وقوع قرص القمر قرب قرص الشمس وقت الغروب يعني أن القمر قريب جدًّا من الأفق وقت رصده، ووقوع القمر قرب الأفق سيؤدي إلى خفوت إضاءته بشكل كبير جدًّا؛ فنحن لا نستطيع النظر إلى الشمس وقت الظهيرة، في حين أنه يمكن النظر إليها وقت الغروب بارتياح أحياناً؛ وذلك لأن أشعة الشمس وقت الغروب تسير مسافة أكبر في الغلاف الجوي؛ مما يؤدي إلى توهين وتشتّت أشعتها، ولا يصلنا منها إلا القليل. وهذا ما يحدث للهلال أيضاً فالغلاف الجوي عند الأفق كفيلٌ بأن يشتت جميع إضاءة الهلال فلا نعود نراه. نستنتج مما سبق أن قرص القمر يجب أن يكون على ارتفاع مناسب عن الأفق الغربي، وأن يبتعد مسافة كافية عن قرص الشمس حتى تزداد نسبة إضاءته، ولكي يبتعد عن وهج الشمس وبالتالي يزداد سطوعه. وإذا حدث الاقتران قبل غروب الشمس وغرب القمر بعد غروب الشمس، ولكنه لا يمكن رؤية الهلال لأحد الأسباب الثلاثة سالفة الذكر؛ فإن رؤية الهلال تسمى "غير ممكنة". قمر صناعى لرؤية الهلال .. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك ، وبدء التحضير لرصد هلال الشهر الفضيل ، أخذت بعض الجهات ذات العلاقة تطالب بالتصدي لظاهرة الخلاف غير المقبول حول رؤية الهلال وتحديد بداية الصوم حيث لم يعد هنالك تقويما هجريا موحدا للعالم الإسلامي خاصة بين الدول الإسلامية المتقاربة جغرافيا ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل بكل وضوح على خطا كبير تقع فيه الدول الإسلامية في رؤية الهلال. ونتيجة لذلك فقد أخذت بعض الجهات تطالب بإطلاق قمرا صناعيا خاصا لرؤية الأهلة ، فيما اكد بعض الأشخاص انه اخترع تلسكوبا فلكيا خاصا لرصد الأهلة وانه سيحل مشكلة الخلاف في العالم الإسلامى والحقيقة كما يرى العلماء انه ليس هنالك أي فرق بين الشرع والفلك ، بل الفلك في خدمة الشرع ، وإنما الخلل يكمن في التطبيق. وان الحسابات الفلكية هي الحل الأمثل لنتأكد من أن الشاهد قد رأى الهلال وعليه يمكننا العمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له".وقد فسرها البعض على انها اشارة الى استخدام علم الفلك . أما بتهميش العلم فإننا بكل أسف نصوم ونفطر وكآن كل منا فى كوكب آخر ..