الشيخ عبدالهادي أحمد القصبي -شيخ مشايخ الطرق الصوفية رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية- له بصمات واضحة في خدمة الصوفية والصوفيين حيث كرَّس حياته لخدمة هذا المذهب الجليل وأهله. وكان حريصاً دائماً علي نبذ الخلافات بين الفرق وإزالة الاحتقان الطائفي وهدفه دائماً هو توحيد الصف. تناولنا مع القصبي هذا الحوار لنعرف ما هي ذكرياته في هذا الشهر الكريم. شهر الطاعات * ما هي ذكرياتك في رمضان؟ ** شهر رمضان هو شهر الخيرات والطاعات حيث كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعد نفسه لاستقباله وكذلك الصحابة الأجلاء.. والحقيقة ان الأرواح تستشعر قدوم شهر رمضان فهو شهر يتميز بنسيج خاص وروح مطمئنة عن الشهور الأخري حيث تشعر دائماً بالاطمئنان منذ الدقيقة الأولي لهلاله وتفتقدها مع غروب شمس آخر يوم. فمن نعم الله سبحانه وتعالي علي المسلم أن يتيح له معايشة شهر رمضان وأن يتعرض لنفحاته وأن يضاعف المسلم الأعمال الصالحة وأن يتقرب إلي الله بالصلاة والمواظبة علي التراويح وإخراج الزكاة وأداء العمرة التي جعلها الله تعادل ثواب حجة في أي شهر آخر.. بالإضافة إلي صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء. فصلة الرحم تزيد الرزق. مضاعفة الجهد * ما هي ذكرياتك في مرحلة الشباب؟ ** كان الوالد -رحمه الله- يجمعنا يوم رؤية الهلال ويبث فينا الحماس لاستقبال شهر رمضان ومضاعفة الجهد وكان يدعو الله بدعاء يطلب فيه من الله سبحانه وتعالي أن يهييء الأسباب لأن نصوم صوماً حقيقياً يخلو فيه القلب مع الله ويبتعد عن الحسد والجشع والأنانية والحقد وأن يحب المسلم أخيه ويتمني له الخير ولكافة فئات المجتمع. أضاف أن والده -رحمه الله- كان يصلي صلاة التراويح في المنزل ثم نجتمع حوله ويقرأ ما تيسر من القرآن وكان يحرص دائماً علي أن نختم قراءة المصحف الشريف في رمضان. * كيف تقضير رمضان حالياً؟ ** أحرص دائماً علي التزود من قراءة القرآن. وأقرأ معظم الكتب الدينية. خاصة كتب التصوف.. هذا المذهب العظيم الذي أفتخر دائماً أنني أنتمي إليه. موسم العبادة أضاف ان شهر رمضان هو موسم للعبادة واغتنام الفرص للتنافس في الخيرات وفي رمضان ليلة خير من ألف شهر يجب أن نغتنمها وهي ليلة القدر حيث كان الرسول صلي الله عليه وسلم يشد مأزره في العشر الأواخر من رمضان حتي يبلغه الله ليلة القدر. أشار إلي أن أحلي افطار مع الصائمين علي مائدة الرحمن والتي تكون علي مدار شهر رمضان في مسجد "القصبي" بطنطا وأشعر دائماً بالعزة والفخر وأنا أقوم بخدمة الصائمين.. فأجل عمل في رمضان هو خدمة ضيوف الرحمن. * موقف طريف حدث لك في الشهر الكريم؟ ** اصطحبني والدي وأنا طفل صغير في السيارة العائدة بنا من القاهرة إلي طنطا ومع قرب المدينة أشار رجل إلي والدي في الطريق ليركب معنا وقد استجاب له فأجلسه بجانبه وكنا في رمضان والافطار قد اقترب فأخرج والدي كيس الطعام الذي معنا وأعطاه للرجل وقال له: افطر بما يحويه هذا الكيس ونحن سنفطر في المنزل.. فقال له الرجل: أنزلني هنا. وبعد أن نزل قال: لقد كنت أنوي سرقتك لكن وجدتك رجلاً طيباً فتأثرت بك كثيراً. الأعمال الصالحة * ما الفرق بين رمضان زمان والآن؟ ** رمضان زمان هو رمضان الآن ولكن الاختلاف يكون في النفس البشرية فهناك من ينتظر سوق الدراما في رمضان وهناك من ينتهز هذا الشهر ليصحح مساره مع الله ويضاعف الأعمال الصالحة فالتغيير دائماً يكون في الأفراد وليس الشهر. فالتكامل زمان كان موجوداً طوال العام أما الآن فقد اقتصر علي شهور رمضان. خدمة الصوفية * ما هي أبرز اهتماماتك في رمضان؟ ** اهتم دائماً بشئون التصوف والصوفية وخدمة الصوفيين وتنقية أي شوائب بين الفرق الصوفية ونبذ الخلافات والفتن وعدم السعي وراء الشائعات التي لا ملاذ منها سوي الهدم والدمار وأدعو دائما إلي أهمية التفرغ للبناء في المرحلة القادمة من خلال فتح آفاق استثمارية جديدة للنهوض بالاقتصاد المصري. بالإضافة إلي استعادة السياحة ودفع عجلة التصدير والاهتمام بالتعليم والصحة. أضاف أنه لابد أن نمد أيدينا جميعاً إلي كل الدول العربية والافريقية لفتح جسور التعاون معهم من خلال التفاهم و المودة بين كافة الشعوب العربية والافريقية بعد انقطاع دام لسنوات طوال فترة النظام السابق ولم نفق إلا بعد مشكلة مياه النيل.