تعتبر تركيا واحدة من أكبر البلاد الإسلامية وأكثرها إسهاما في بناء الحضارة الإسلامية, سواء علي المستوي السياسي أو الثقافي, فقد كانت الدولة التركية الحديثة مهدا لانطلاق الإمبراطورية العثمانية التي شهدت في فترات ازدهارها فتوحات إسلامية عديدة أضافت الكثير إلي الحضارة الإسلامية. ويوضح الدكتور ناصر وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس أن الإسلام دخل إلي تركيا من خلال الفتوحات وعن طريق اعتناق الدين الإسلامي, وذلك في مفتتح العصور الإسلامية الأولي, أي أن تاريخ تركيا الإسلامي يمتد إلي داخل الحضارة الإسلامية, وقد شهدت تركيا مولد الإمبراطورية العثمانية التي اعتبرت نفسها بديلا عن الخلافة الإسلامية, وامتدت هيمنتها علي العديد من الأقطار الإسلامية الحالية حتي دب فيها الضعف وبدأت تعرف بلقب رجل أوروبا المريض; مما دفع الاحتلال إلي الاستيلاء علي ما تسيطر عليه من البلاد شيئا فشيئا حتي انهارت هذه الإمبراطورية وتسلم أمرها العلمانيون بقيادة مصطفي كمال أتاتورك, الذي أعلن دولة تركيا بدلا من دولة الخلافة العثمانية, ومحا كل ما يربط البلاد بالإسلام, وحاول ربطها بالغرب, حتي إنه جعل اللغة التركية تكتب بأحرف لاتينية. وأشار إلي أن الشعب التركي في عمومه شعب متدين يميل إلي اتباع التعاليم الدينية, لكن السلطات التركية التي يسيطر عليها العلمانيون- تحت حماية الجيش الذي يعتبر نفسه حامي حمي علمانية الدولة التركية- تعمل علي قتل الهوية الإسلامية للشعب التركي, فنجد علي سبيل المثال التضييق علي المسلمات في ارتداء الحجاب بمنعه في الأماكن الرسمية ومنها الجامعات, وقد كانت هناك أكثر من قضية شهيرة بشأن معاناة النساء المسلمات من عدم ارتدائهن الحجاب, كما أن هناك العديد من المحاولات لتمرير قوانين تنظم العلاقات الأ سرية لا تستند إلي الشريعة الإسلامية, وقد تزايدت محاولات طمس الطابع الإسلامي للأتراك بعد بدء مباحثات دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي, وإثارة أعضائه مسألة أن تركيا مسلمة وأن الاتحاد الأوروبي عبارة عن ناد مسيحي علي حد تعبير أحد الزعماء الأوروبيين. يتم حساب دخول الشهر الكريم فلكيا; لذا قد تختلف مواعيد بدء الشهور الهجرية في تركيا عنها في البلاد الإسلامية الأخري, وهذا الشهر الكريم يمثل مناسبة يلجأ الأتراك إليها من أجل الإعلان عن هويتهم الإسلامية والعمل علي إظهارها للحفاظ عليها من الهجمات العلمانية ضدها, ومن أهم المظاهر الاحتفالية إنارة مآذن المساجد منذ صلاة المغرب حتي صلاة الفجر, وهو ما يسميه الأتراك المحيا, ويوجد في تركيا أكثر من77 ألف جامع مسجل حكوميا, من أشهرها: مسجد السلطان أحمد; الأمر الذي يعني أن تركيا خلال الشهر الفضيل تظل مضاءة طوال ليلها بنور الإيمان, وهناك مقولة تؤكد أن الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون مسجد ولا آذان, كما أن هناك الإقبال علي صلاة التراويح; حيث يسعي الرجال والكثير من النساء والأطفال إلي المساجد من أجل أداء صلاة التراويح, وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوي علي الصغار; من أجل ترغيبهم في الحضور إليها كل يوم, وهو سلوك يدل علي رغبة المواطن التركي في غرس تعاليم الإسلام في الأجيال الناشئة. وتنتشر العديد من العادات والتقاليد الشائعة في البلاد العربية في تركيا خلال شهر رمضان فنري الإقبال علي إعداد الحلويات التي تشتهر تركيا بصناعتها, بجانب الإقبال علي تناول المشروبات المختلفة ك التمر الهندي و الكركديه المصري; مما يوضح تواصل المجتمع التركي مع المجتمعات الإسلامية الأخري, علي الرغم من محاولات قطع الطريق علي الإسلام في هذه البلاد.