منذ بداية ثورة25 يناير والاعمال التطوعية الشبابية في تزايد مستمر,فهناك كم هائل من الشباب في أحياء ومحافظات مصر المختلفة جمعوا فيما بينهم التبرعات من المواطنين في الشوارع والبيوت لكي ينظفوا و يصلحوا ويجددوا ما قام به البلطجية من اعمال النهب و التخريب والعنف في اثناء الثورة من جانب واهمال الحكومة الراحلة من جانب اخر, ولكن السؤال لماذا لاتتبني الحكومة والجمعيات الاهلية مجهودات هؤلاء الشباب من خلال مشروع قومي كبير مقنن يطور وينمي ويدعم مجهوداتهم. وفي هذا الاطار اكد سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري انه تم بالفعل عقد العديد من اللقاءات مع شباب الثورة ليس فقط في القاهرة والجيزة ولكن في معظم انحاء مصر, كما ان هناك لقاءات تمت مع هؤلاء الشباب عن طريق وزير الثقافة. واضاف من الامثلة علي هذا التعاون انه عند الاعلان عن مسابقة اعادة تصميم ميدان التحرير والتي تمت بمشاركة مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية المعنية بهذا المجال بالاضافة الي محافظة القاهرة قد تم اسناد اعداد هذه المسابقة الي مجموعة من شباب المهندسين الذين شاركوا في ثورة25 يناير. ورحب رئيس جهاز التنسيق الحضاري بالتعاون مع كل الشباب الراغبين في المحافظة علي بلدهم والارتقاء بالعمران في مصر, كما انه بادر بالاتصال بجماعة الفن ميدان للتعاون وتقديم الخدمات لهم لتنفيذ اعمالهم. اكد الدكتور سمير عليش أمين عام مركز مساندة المنظمات غير الحكومية ان ثقافة العمل الحر و التطوع عبارة عن مجموعة من القيم والسلوكيات التي يتم غرسها منذالصغرمن خلال البيت والمدرسة, كما ان هناك قوانين ومباديء تساعد في زراعة هذه القيم كقانون التطوع والخدمة العامة, وهناك جهات اخري تدعم انتشار السياسة الثقافية مثل الوزارت المعنية بهذا المجال مثل وزارة الاعلام ووزارة الثقافة ومجلس الوزراء بجانب الجمعيات الاهلية. وأضاف انه تم اعداد برنامج مع شبكة كبيرة من المنظمات الاهلية بالتعاون مع وزارة الثقافة يهدف الي تحقيق محورين اولهما كيفية مشاركة المجتمع في بناء نفسه وبالتالي هذا يستلزم بالضرورة التطوع والعطاء من كل افراد المجتمع, والمحور الثاني خاص بتعزيز ثقافة المواطنة والديمقراطية, ويتم ذلك من خلال المناقشات الجماهيرية والندوات التي تعقد في المدارس والجامعات. ويوضح سعد عبد الرحمن رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة لقصور الثقافة ان هناك تعاونا كبيرا بين الهيئة وائتلافات شباب الثورة و ذلك في الانشطة الثقافية ومثال علي هذه الائتلافات قوافل الثورة الثقافية و مجموعة افراح الثورة و مجموعة الفن ميدان و مجموعة الاصوات العائمة, وقد تم عقد العديد من اللقاءات و الندوات التي تتناول قضايا سياسية واقتصادية, وعروضا فنية حول الثورة والقضايا التي تهم الشباب بالاضافة الي معارض الفن التشكيلي وهناك راي اخرمخالف حول التعاون بين الشباب المتطوعين و المسئولين في الحكومة حيث تؤكد الدكتورة عفاف مرعي رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية انه اجمل ما في هذه المبادرات الشبابية انها تطوعية تلقائية و متكررة بعيدة عن الجمعيات والمنظمات الاهلية وليس لها الصفة الرسمية, فهي قائمة علي الجهد الذي يقوم به هؤلاء الشباب وفكرة مشاركة المواطنين في تنظيف المجتمع كله, بل هي تتمني ان تتسع هذه المبادرات التي يقوم بها الاهالي ورجال الاعمال لكي تشمل العديد من المشروعات المحلية الخاصة بتطوير التعليم كتدريب المدرسين والطلاب واصدار المطبوعات