في إطار جهودها لمواجهة آثار السيول والأضرار التي لحقت بسيناء أعلنت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس ورئيس الهلال الأحمر عن البدء الفوري في مشروع القريه الرائدة في مدينة الحسنة بوسط سيناء. حيث يضم المشروع 60 وحدة سكنية مصممة بما يتفق واحتياجات أولويات السكان المعيشية والاجتماعية. وتقوم فكرة المشروع الذي اعلنت عنه السيدة سوزان مبارك خلال اجتماع مصغر عقدته أمس لدراسة مختلف المشروعات الخاصة بالاسكان والتنمية في سيناء حضره كل من اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية والدكتور ممدوح جبر أمين عام الهلال الأحمر والدكتور حسن راتب رئيس مؤسسة سيناء للتنمية علي إيجاد مقومات التنمية البشرية لأهالي وسط سيناء والقدرة علي تطوير موروثهم الثقافي والحضاري مع إيجاد مصادر مبتكرة للعمل من خلال الورش الحرفية المتنوعة والمشاغل اليدوية. وتمول جمعية الهلال الأحمر هذا المشروع, بينما تتولي جمعية سيناء للتنمية والتدريب والتشغيل والمتابعة ما يخدم مستقبل السكان والأجيال القادمة في سيناء. وصرح الدكتور ممدوح جبر الأمين العام للهلال الأحمر, عقب الاجتماع, بأن قرار السيدة سوزان مبارك بالبدء الفوري في إنشاء قرية نموذجية بمدينة الحسنة بتمويل من الهلال الأحمر المصري يؤكد عزم قرينة الرئيس علي تحويل كارثة السيول إلي نقطة انطلاق لعمل مؤسسي ضخم في منطقة سيناء يهدف إلي إحداث تطوير وتنمية حقيقة شاملة ومتكاملة بها. وأضاف الدكتور ممدوح جبر أن إقامة هذه القرية يهدف إلي توفير الحياة الكريمة وفرص العمل, في إطار مجتمعات جديدة قادرة علي تنمية بشرية تبدع ذاتها وتنمي قدراتها في إطار ثقافتها وموروثاتها التي تلبي احتياجاتها. وأشار إلي أن القرية الجديدة ستكون نموذجا للتنمية المستدامة في المجتمعات الصحراوية, وأنها ستحمل داخلها كافة مقومات التنمية البشرية لأهالي وسط سيناء وتوفر مصدر رزق جيدا لهم من خلال إقامة مركز تدريب وورش نجارة وحدادة لتشغيل الرجال ومركز لتنمية المرأة يضم مشغلا لإنتاج الحرف اليدوية. وأوضح الدكتور ممدوح جبر أن مشروع القرية الجديدة سيراعي فيه الخروج بأفضل منتج نهائي وبأقل تكلفة ممكنة حتي يمكن تكراره في معظم المناطق الصحراوية, وأنه سيتم فيه تطبيق إدارة سليمة لتقليل استغلال المياه واستخدام الشمس كمصدر مهم لتغطية جزء من احتياجات القرية من الطاقة والاهتمام بالصرف الصحي وإدارة تدوير المياه واستخدامها في زراعة نباتات الوقود الحيوي التي تحتاج لكمية قليلة من المياه, بالإضافة إلي ضمان عدم استخدام هذه المياه فيما يضر بصحة الإنسان والحيوان. وأضاف أن إجمالي مساحة الوحدة السكنية بالقرية سيكون160 مترا مربعا يحيط بها مساحة كبيرة خضراء تسمح بزراعة الزيتون والأشجار الأخري المثمرة التي تقاوم الجفاف مثل أشجار' الجيتروفا',.. مشيرا إلي أن مساحة المباني من الوحدة ستكون68 مترا والباقي لإقامة مزرعة للمواشي و'قاعدة الشعر المميزة للمجتمع البدوي'. وقال إن السيدة سوزان مبارك رئيس الهلال استعرضت خلال الاجتماع ما تم تقديمه حتي الآن من مساعدات لمتضاري السيول في محافظات شمال سيناء وجنوب سيناء وأسوان والمساعدات العاجلة التي قدمت لهم وأماكن الإقامة المؤقتة التي تمت إقامتها للمتضارين بمشاركة الهلال والجهات الحكومية والأهلية.. لافتا إلي أنها طالبت بضرورة التركيز فورا علي مرحلة إعادة التأهيل.