الدنيا مدرسة يتعلم منه الناس جميعا وهي سوق كبيرة يشترى منها كل إنسان ما يهواه، لكن يا ترى هل أنت من الرابحين فنهنئك أم من الخاسرين فنواسيك؟ ولما تأثرت به هذه الكلمات التي وضعها عالم جليل في كتيب له منذ عشرين عاما ولا أدري لو أنه عاد الآن ليكتب تحت نفس العنوان "هكذا علمتني الحياة" ماذا سيقول؟. قال الشيخ الجليل والعالم الكبير على عبد الخالق القرني: هكذا علمتني الحياة : • أن توحيد الله هو محور الرسالات السماوية، ومحور حياة الإنسان الحق. فقيمة الإنسان تظهر عندما يجعل ربه محور حياته وبذلك تتفق وجهة الإنسان مع هذا الكون الذي يعيش فيه، فالكون كله مطيع لله جل وعلا، خاضع لسلطان الله، مسبح بحمد الله. فإذا تمرد هذا العبد أصبح شاذا في هذا الكون الهائل المتجه إلى الله وحده بالطاعة والخشوع والخضوع. • أن بلسم الجراحات هو الإيمان بالقضاء والقدر، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، • كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا. • أن من حفظ الله حفظه الله، ومن وقف عند أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم التجاوز؛ حفظه الله.. من حفظ الله في وقت الرخاء حفظه الله في وقت الشدة.. من حفظ الله في صباه حفظه الله عند ضعفه وقوته: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} يوسف:64. • أن الظلم مرتعه وخيم، وأن الظلم يفضي إلى الندم، وأنه ظلمات يوم القيامة، وأن الله لا يغفل عما يعمل الظالمون؛ لكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. • أن البناء صعب جد صعب، والهدم سهل جد سهل؛ فما يبنى في مئات الأعوام من المدن والقرى والقصور والدور يمكن هدمه في لحظات.. وما يبنى من الأخلاق والقيم والمثل في قرون يمكن هدمه في أيام وليال. • ألا أيئس وألا أقنط وأن أعمل ولا أستعجل النتائج، وأن أبذر الحب قطفت جنيه أم لم أقطف جنيه: فلا ييئس {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف:87. • أن أنظر في أمور دنياي إلى من هو تحتي، فذلك جدير ألا أزدري نعمة الله علي. وأن أنظر في أمور آخرتي إلى من هو فوقي فأجتهد اجتهاده لعلي ألحق به وبالصالحين، فلا أحقد على أحد ما استطعت ولا أحسد أحداً ما استطعت. ألا أحقر شيئاً مهما قل، بل أتعلم وأعمل وأدأب وأداوم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وأحب العمل أدومه وإن قل، والقليل إلى القليل كثير، وإنما السيل اجتماع النقط • أن أعدى الأعداء من لا يواجهك وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص شخصك ويتقمص عملك أحياناً لينقض عليك وهو يتبسم. • أن صوت الحق لا يخمد أبداً إذ هو أبلج، والباطل زبد لجج. الباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة. في السريع: من أذنب واستطاع أن يفلت من محكمة الدنيا فلا يفرح لأن الله يقول "وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ".