تكلمت في الأسبوع الماضي عن ملخص لكتيب للعالم الجليل علي عبد الخالق القرني تحت عنوان علمتني الحياة وذكرت بعضا مما قاله الشيخ وأنا بحكم هذه السنوات التي قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة وما رأيته في مجال الدعوة إلى الله وما تعرضت له في حياتي أقول لقد علمتني الحياة: • ألا أنظر من نصف الكوب وألا أحكم على الأمور بالظاهر وأن أتبين الأمر، وألا أسمع كل ما يقال ولا أقول كل ما أسمع، وأن أضع نفسي مكان أي إنسان أختلف معه في مسألة لأتبين لماذا فكر هو بهذه الطريقة؟ ودائما ما كان ذلك سببا في تخفيف حدة الأمر وحل المشكلة لأنني عندها سألتمس له العذر. ولنا في قصة موسى عليه السلام العبرة فلماذا اختلفا موسى والخضر؟ لأن كلا منهم نظر من زاوية تختلف عن الزاوية التي نظر منها الآخر فموسى نظر إلى سفينة كانت سليمة فصارت معيبة وأن أصحابها عاملوهما معاملة حسنة فكيف نقابل إحسانهم بإساءة والخضر نظر لهؤلاء المساكين وأن السفينة تصبح معيبة لكنهم يأكلون ويتكسبون بها أفضل من أن تكون سليمة وتؤخذ منهم "أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا" أي كل سفينة سليمة.. وكذلك في قتل الغلام وبناء الجدار. • علمتني الحياة أن الإنسان بالصبر يبلغ ما يريد وبالتقوى يلين له الحديد وأن النفس تريد أن تبلغ مناها لكن الله يفعل ما يريد. • أن يرضى الإنسان بما قسمه له وأن يضع نصب عينيه قول الله تعالى.. "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ومادام الله يعلم والإنسان لايعلم فليسلم من لا يعلم أمره لمن يعلم. وإذا تعرض لأمر قد يرى أن ظاهره شر فليتذكر ما رواه مسلم في صحيحه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجبرني من مصيبتي واخلفني خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلفه خيرا منها" فلما مات أبو سلمة قالت أم سلمة: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن أم سلمة قالت هذه الكلمات بيقين فكانت النتيجة لما انتهت عدتها خطبها رسول الله فعلمت أنه أفضل من أبي سلمة ومن الناس أجمعين. • علمتني الحياة أن كل شيء بقدر وأن الإنسان مهما حاول فلن يأخذ أكثر من نصيبه وأن دوام الحال من المحال وما على الإنسان إلا أن يأخذ بالأسباب ويترك النتائج على الله. • أنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.وان أي علاقة بنيت على المصلحة فستنتهي بانتهاء المصلحة، وأن من قدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة فسرعان ما سيكتوي بنيران أشخاص قدموا هم أيضا مصالحهم، ومن قدم المصلحة العامة جنى عاجلا أو آجلا ثمارها. • أن أكون إيجابيا وأؤدي دوري وألا أكون أقل من نملة وهدهد استشعرا دوريهما فكرمهما ربنا بأن خلّد في القرآن ذكرهما، وأن الفعل أقوى في التأثير في الناس من الكلام • في السريع: أدعو كل من ينادي بالإصلاح أن يضع نصب عينيه قول الله تعالى "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن.." [email protected] المزيد من مقالات حماده سعيد