هي فرقة جديدة تلك التي أطلق عليها اسم فرقة فرسان الشرق للتراث.. هذه الفرقة يشرف عليها ويديرها ويدربها أيضا الفنان وليد عوني ذلك الفنان الذي أدخل ما يسمي الرقص الحديث مصر. هنا لا أستشعر الرقص الحديث إلا من خلال بعض من الحركات التي يخفي بعضها الملابس البديعة التي ترجع إلي تاريخنا الحديث نسبيا.. تاريخ شارع المعز لدين الله الفاطمي وسكان هذا الشارع القديم والعظيم الذي توالي علي بيوته وقصوره ومبانيه أكثر من عهد من العهود القديمة منذ بدأ جوهر الصقلي بناء القاهرة. لدينا إذن الفاطميون ثم لدينا الأيوبيون ثم بعد ذلك المماليك إلي أن وصلنا إلي فترة العثمانيين. عرض يقدم لنا تاريخ الأجداد بملابسهم وأزيائهم وحروبهم وحياتهم من خلال ذلك التصميم البديع للرقصات وأيضا التصميم المذهل للملابس والأزياء والإكسسوارات مع موسيقي جيدة وحكاء يجلس أمامنا ليس علي خشبة المسرح ولكن في مقابلنا تحت المسرح أي في صالة المتفرجين يحكي عن تلك العصور في تاريخنا ومن خلال دقائق بين الفصول نجد فرقة خاصة تنزل أيضا من علي خشبة المسرح بملابسها التقليدية القديمة لتقدم لنا أبدع الألحان التي لا تدخل فيها أي من الآلات الموسيقية المعروفة ولكن فقط ألحان من خلال آلات الإيقاع وهي أيضا آلات قديمة هي الدفوف والطبلة والرق فقط. مع ذلك قدمت لنا جملا لحنية في غاية الجمال يصعب فعلا عند سماعها أن نتأكد من أنها جميعا من آلات الإيقاع فقط. صور مختلفة من الماضي الذي عاشه أجدادنا وكيف كان المحمل يسير في هذا الشارع ذاهبا إلي مكة ولعل من أهم ما يميز هذا العرض الراقص البديع هو الملابس التي صممها مخرج ومدير الفرقة وليد عوني الذي ربما نجح هنا في الخروج من العروض التي شاهدناها من قبل للرقص الحديث إلي رقص حديث أيضا ولكن داخل نطاق الرقص الذي يوحي بكل ما هو شرقي وكل ما هو مصري وكل ما هو من سكان هذا الشارع الكبير والشهير الذي كان لوزير الثقافة السابق فاروق حسني فضل إعادته مرة أخري إلي ماضيه من خلال المباني وغيرها لينضم إلي خانة المزارات السياحية المصرية الحديثة.