في الوقت الذي تعاني فيه الدولة بعض المشكلات الاقتصادية وانشغال الناس بالسياسة وما تحقق من إنجازات خلال الأشهر الماضية, فهناك أماكن حيوية لا يجب إغفالها بل وضعها في الحسبان وتقديم الدعم المالي الفوري لها الذي يعينها علي تأدية واجبها ودورها الإنساني المتعلق بحياة البشر ومنها علي سبيل المثال الصرح الطبي الضخم المعروف باسم معهد القلب الذي يقدم خدماته المتميزة للمرضي علي مدي سنوات طويلة بدون مقابل في حين يعاني حاليا مشكلات مالية ضخمة تستلزم وقوف أبناء هذا الشعب العظيم بجانبه حتي ينعم مرضانا بالصحة والعافية0 الميزانية وحدها لا تكفي فكل دقة من دقات معهد القلب تناجي أصحاب القلوب الرحيمة التدخل الفوري لعلاج المشكلات المادية التي تواجه هذا الصرح حتي لا يصاب بالجلطة وما قد يتبعها من شلل يحول دون تقديم الخدمة المتميزة للمرضي سواء الكبار أو الصغار الذين يعانون من إمراض لم تشتد أجسادهم لمقاومتها. ديون معهد القلب وصلت إلي52 مليون جنيه هكذا يقول الدكتور هاني عبد الرازق مدير المعهد الأسبق مما دفع بعض الموردين الي عدم توريد أجهزة حيوية منها اثنان تكلفة الواحد600 ألف جنيه, وهناك حاجة ملحة لمبلغ20 مليون جنيه لمبني العيادات الخارجية وستة ملايين لقسم الاستقبال بخلاف المصروفات الشهرية للمستلزمات عبارة عن صمامات وأدوية ودعامات ومؤكسدات للعمليات, هذا مع الأخذ في الاعتبار أن جميع خدمات المعهد تقدم بالمجان وما يثير القلق عودة طابور الانتظار مرة أخري بسبب الظروف الراهنة وقلة التبرعات وزيادة أعداد المرضي في مصر نتيجة زيادة التدخين والسمنة ونسبة مرضي السكر والضغط وكذلك الضغوط العصبية, والمعهد يضع ضمن خطته إنشاء مبني جديد يستوعب الأعداد الضخمة للمرضي ويكون علي مستوي عال وفي الأغلب سيكون قريبا من مدينة الرحاب. الدكتور هاني يشيد بدور معهد القلب في علاج المصريين علي مدي السنوات الطويلة الماضية مؤكدا الدور الحيوي للمجتمع المدني الذي أسهم في نجاح رسالة المعهد الذي يعتمد علي التبرعات لمواجهة الزيادة في أعداد المرضي الوافدين علي هذا الصرح من جميع المحافظات ودائما ما يواكب الجديد والحديث في علاج القلب سواء للكبار أو الصغار الذين يجدون الرعاية الخاصة. تكاليف العلاج المسئول الأول عن معهد القلب الدكتور عادل البنا يؤكد إصرار جميع العاملين علي تجاوز الأزمة الحالية خاصة أنه يعتمد علي إمكانيات بشرية متميزة وأجهزة حديثة, ففي المعهد وعلي سبيل المثال يتم إجراء3000 جراحة قلب مفتوح و12 ألف قسطرة سنويا وفحص أكثر من255 مريضا بالموجات الصوتية للقلب وذلك باستخدام وسائل تشخيصية حديثة, وقد تم مؤخرا شراء أحدث جهاز للأشعة المقطعية لتشخيص أمراض القلب بالإضافة إلي جهاز جديد مسح ذري لعضلة القلب, والمعهد يقدم خدماته لمحدودي الدخل ومرضي التأمين وبعض الشركات المتعاقدة, وهو يعتمد علي ميزانية الدولة والتعاقدات وتبرعات أهل الخير التي نأمل زيادتها من نسبة10% إلي25%( وصلت1% في الشهور الماضية) حتي نواجه تكلفة علاج أمراض القلب وارتفاع الأسعار ومواكبة التقدم التكنولوجي, والتبرعات مخصصة فقط لعلاج المرضي بعيدا عن أي مصروفات مثل شراء أجهزة أو عمل إصلاحات أو أتعاب الأطباء, وتتم مراجعة جميع الإجراءات من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات, والمعهد يحتاج إلي دعم مادي من أهل الخير لتقليل الفجوة بين التكلفة الفعلية وما توفره الدولة فعلي سبيل المثال المستلزمات الفعلية للقسطرة التشخيصية530 جنيها تخصص لها الدولة300 جنيه فقط, كما أن الدول تمنح المعهد مبلغ12 ألف جنيه لعمليات القلب المفتوح شاملة الصمامات في حين التكلفة الفعلية16 ألف جنيه, والتبرعات ليست مادية فقط بل هناك رجال أعمال يقدمون أجهزة للمعهد وقد تبرع أحد الرجال مؤخرا بقسطرة ثمنها4 ملايين جنيه في حين يفضل البعض تقديم تبرعات في صورة صدقة جارية بشراء جهاز يخدم أكثر من مريض ويتكفل المتبرع بالصيانة وغيرها, والمعهد من ضمن أولوياته إجراء توسعات في قسم الطوارئ مما يضيف20 سريرا جديدا في الاستقبال وكذلك في الرعاية المركزة حتي يتاح للمعهد استقبال مرضي القلب من السلوم حتي حلايب وذلك نتيجة لسمعة المكان الطيبة الذي مازال يطور من نفسه, ونقوم حاليا بتنفيذ مشروع دعامة الحياة بالاشتراك مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب والإسعاف, والفكرة عبارة عن توصيل مريض الذبحة الصدرية إلي حجرة القسطرة وتركيب دعامة في أقل من ثلاث ساعات من بدء حدوث ألازمة القلبية وهو ما يؤدي إلي الحفاظ علي عضلة القلب سليمة ويقلل من مضاعفات الذبحة الصدرية, وقد تم تنفيذ هذه الفكرة في أوروبا منذ ثلاث سنوات ونجحت في تقليل المضاعفات بنسبة36% و في مصر وصلت الي نسبة8% ونهدف إلي رفعها إلي20%0 الدكتور عادل البنا يري أهمية التطوير والاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة فعلي سبيل المثال لدينا قسم خاص لجراحات الأطفال أنشيء منذ ثلاث سنوات تجري فيه40 جراحة قلب مفتوح سنويا نعمل حاليا علي وصول العدد الي600 جراحة وإمكانية إجراء الجراحة للأطفال الأقل وزنا وذلك بتطوير المكان والرعاية وشراء الأجهزة الخاصة بحديثي الولادة وهو ما يحتاج إلي تكاليف تصل الي9 ملايين جنيه, ويهدف المعهد إلي مواكبة التطوير في جراحات القلب مثل إصلاح الصمامات وعلاج أمراض اختلال دورات القلب وذلك عن طريق إنشاء مبني جديد خارج العاصمة حيث نسبة التلوث أقل, ومن الأهمية تدريب الرجال خاصة في ظل البطالة علي العمل في مجال التمريض من خلال افتتاح مدارس خاصة لهم, ومن الضرورة التأكيد علي أهمية التبرعات فهي السلاح القوي في مواجهة جميع المشكلات وحلها والوصول بالمعهد ومرضاه إلي بر الأمان.