ما بعد الاتفاق لا تقلل الاشتباكات التي وقعت بين الجيش السوداني وجيش الحركة الشعبية في منطقة أبيي المتنازع عليها بعد ساعات فقط من اتفاق الرئيس البشير وسيلفا كير رئيس حكومة الجنوب في أديس أبابا من أهمية الاتفاق وإنما تؤكد الحاجة لبذل جهد وضبط نفس أكبر لتنفيذه وإبداء حسن النية المتبادل حتي يتجاوز السودان بشطريه هذه الأوقات العصيبة. الاتفاق ينص علي انسحاب قوات الشمال والجنوب من أبيي قبل9 يوليو موعد قيام دولة الجنوب ونشر قوات إثيوبية تحت رعاية الاتحاد الافريقي بدلا من قوات الأممالمتحدة التي تصر الخرطوم علي انسحابها وتشكيل ادارة مدنية مناصفة بين الشمال والجنوب للبلدة حتي يتم حسم وضعها بالبقاء مع الشمال أو العودة للجنوب كما كانت قبل عام.1905 لكن الارتياح للاتفاق لم يكتمل لأسباب أبرزها القتال بين الجيش السوداني والمسلحين الموالين للحركة الشعبية في جنوب كردفان مما انعكس سلبا بزيادة التوتر وانعدام الثقة, واعلان الخرطوم أن الاتفاق لن ينفذ الا اذا خلت أبيي من كل المظاهر المسلحة وهو ما قد يصعب علي الحركة أن تضمنه, بالاضافة الي رفض الخرطوم تبعية وتمويل القوات الإثيوبية المقترحة للأمم المتحدة بينما لا يستطيع الاتحاد الافريقي أو إثيوبيا تمويلها. وحتي لو تم تنفيذ الاتفاق فإن القتال قد يتوقف لكن مشكلة آبيي تبقي عصية علي الحل طالما أصرت قبيلة الدينكا- نقوك علي عدم مشاركة منافستها المسيرية العربية الشمالية في استفتاء تحديد تبعية البلدة الغنية بالبترول والمراعي الطبيعية للشمال أو الجنوب, بينما تهدد المسيرية التي لا يمكنها الاستغناء عن مراعيها بإشعالها نارا اذا حرمت من حقها في المشاركة. وليت البشير يؤجل حملته ضد المسلحين في كردفان, خاصة جبال النوبة, والنيل الأزرق ويركز مع سيلفا كير علي البحث عن حل عملي يرضي الجميع ولو بجعل أبيي منطقة تكامل بين شمال السودان وجنوبه والاسراع بإنهاء الخلافات المتبقية حول الحدود والبترول وغيرهما لمنع حرب دموية كالتي وقعت بين إثيوبيا وإريتريا بعد5 سنوات من انفصال الأخيرة عنها. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى