تابعت عن قرب وقرأت وسمعت عن ممر التنمية... وهي فكرة عبقرية لفض زحام الدلتا والوادي الأخضر الضيق إلي رحاب الصحراء... واحتضن د. فاروق الباز الفكرة بعد أن باحت صور الاقمار الاصطناعية بأسرار الوادي المطموس غرب شريان الحياة... النيل. وعندما دعيت إلي المؤتمر الأول بجمعية مصر الخالدة للتنمية والعلوم لتنمية الصحاري المصرية, استمعت إلي د. فكري حسن, وهو يشيد بعلم فاروق الباز ووطنيته, ومنذ أن طرح د. فاروق فكرته مرت خمس سنوات تطلع فيها إلي ممر طولي يمتد0021 كيلو متر, ويغذي الممر بمحاور21 محورا عرضيا يربط الوادي بالوداي القديم. وانبري العديد من خيرة علماء مصر لتشريح المشروع من حيث النقل والمواصلات والطاقة, والأهم من كل هذا شح المياه في هذه المنطقة ووعورة الطرق في الصحراء الغربية... وأجمعت لجنة وزارات التنمية والاسكان والسياحة والري وهيئة المجتمعات العمرانية والثقافة... علي أن المشروع مرهق اقتصاديا وفقير في عوائده إذ بلغت تكلفته بأسعار اليوم342,8 مليار جنيه, ومن الأجدي الاستثمار في المشاريع القائمة, ودعمها وتعزيزها مثل توشكي, العوينات وسيناء. وأنبري د. عنتر أبو قرن, وقال: إن هذا المشروع يحتاج إلي تدقيق النظرة العلمية, ومدي توافق المشروع مع أولويات التنمية والموازنة بين التكلفة والعائد... وإنتهي إلي أن المشروع يفتقد واقعيته وجدواه. وجاء د. مغاوري دياب.. معترضا ومؤكدا أن اللجان اصطدمت بصعوبة التنفيذ, وذكرت علي أسس علمية تعذر توافر مياه سطحية أو جوفية, كما أن الممر يقطع سطح هضبة تتمتع بشقوق وكسور وكهوف وكثبان, وباحت الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية, والهندسية, والتربة, والصور الفضائية, ونظم المعلومات الجغرافية, والنماذج الحسابية, بعدم وجود مياه جوفية علي إمتداد المحور الطولي وصعوبة توافر مياه في أغلب المحاور العرضية الاثني عشر محور الإسكندريةطنطا هضبة الصحراء القاهرةالفيوم الجزء الشرقي محور أسيوط والاقصر.إن المياه السطحية والجوفية محدودة في ظل عجز مائي متوقع... بسبب الزيادة السكانية والتوسع العمراني والزراعي والتطلع إلي إستثمارات في الصناعة والزراعة... مع تهديد في الحصة المائية. د. فاروق عذرا... فالظروف غير مواتية علي الأقل الآن لتنفيذ هذا المشروع الذي تحاصره الموارد المائية الفقيرة والأموال الشحيحة... مع اقتصاد وهن بسبب هروب السياحة والاحتجاجات والوقفات والاعتصامات في أغلب مرافق الدولة.