في الوقت الذي نالت فيه مدينة المنصورة شهرة واسعة في مجال الطب والعلاج وأصبحت تعرف بأنها مدينة الطب في مصر بفضل وجود منظومة من المراكز الطبية والمستشفيات المتخصصة التابعة لجامعة المنصورة, فإن هذه المنظومة لاتزال غير مكتملة لوجود3 مراكز طبية متخصصة في طب وجراحة المخ والأعصاب والعظام والنساء والتوليد تحتاج نحو ربع مليار جنيه لاستكمالها بعد ان انفقت الدولة عليها أكثر من60 مليون جنيه وان كانت هناك جهود مكثفة لتشغيل عياداتها الخارجية عن طريق تبرعات أهل الخير ومنظمات المجتمع المدني, حيث يحتاج تشغيلها الي جهازي أشعة مقطعية وموجات صوتية, وأجهزة فصل دم وجهاز(c-arm) و3 سيارات إسعاف. أما المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وعددها28 مستشفي عاما ونوعيا ومركزيا, الي جانب478 مستشفي تكامليا ووحدة صحية تم تحويلها الي مراكز طب أسرة فحدث ولاحرج, حيث تعتبر غالبية هذه المستشفيات صورا صارخة للإهمال وسوء الادارة وقصور الاعتمادات المالية, وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب علي الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين خاصة اذا علمنا ان حجم الموازنة المخصصة لشراء الأدوية لأبناء المحافظة( البالغ عددهم6 ملايين نسمة) تبلغ16 مليون جنيه وهو مايعني ان نصيب الفرد من الأدوية نحو260 قرشا سنويا. الأهرام رصد صورا صارخة من الإهمال وسوء الادارة ونقص الاعتمادات في بعض المستشفيات, علاوة علي مئات الشكاوي من مرضي الغسيل الكلوي والمخ والأعصاب والقلب والعظام والأنف والأذن والكبد, وذلك بسبب تأخر صدور قرارات العلاج علي نفقة الدولة, وما يعانونه وذويهم من رحلة العذاب في سبيل استصدار هذه القرارات والسفر الي القاهرة ذهابا وعودة لتسليم وتسلم هذه القرارات التي أصبحت بمثابة قرارات عذاب. ومن أبرز الصور الصارخة للإهمال مستشفي المنصورة العام الجديد( الدولي سابقا) والذي أقيم علي مساحة10 آلاف متر مربع وباستثمارات تزيد علي500 مليون, جنيه ويضم950 سريرا وافتتحه الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق في عام2000 وتم اختياره ضمن5 مراكز طبية متخصصة علي مستوي الجمهورية, واستمر في تقديم الخدمة الطبية الجيدة عدة سنوات, الا ان حاله الآن أصبح لايسر عدوا ولاحبيبا وأصبح يعمل بنصف طاقته وتسكن القطط ردهاته الواسعة بالاضافة الي تعطل11 غرفة عمليات من بين16 غرفة المستشفي وتعطل6 أسانسيرات من بين10 يضمها المستشفي وتعطل أجهزة الاستشعار ضد الحريق, وأجهزة الاتصال والاذاعة الداخلية الي جانب تعطل العمل في العنايات المركزة العامة والجراحات والقلب. محافظة الدقهلية التي يعيش علي أرضها6 ملايين مواطن تفتقر الي وجود مستشفي حكومي واحد لعلاج الأمراض النفسية والعصبية, ويتم تحويل المرضي الي مستشفيات القاهرة أو بورسعيد, كما أن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ومستشفي الأطفال الجامعي لايوجد بها أجهزة تنفس صناعي كافية لعلاج الأطفال المبتسرين( ناقصي النمو) مما يكبد الأهالي مبالغ طائلة في علاج أطفالهم بالمراكزالخاصة. جميع مستشفيات مديرية الصحة تفتقر الي وجود جهاز منظار كلي حتي الآن حيث لا يوجد أطباء متدربون علي استخدام هذا الجهاز وهناك تكدس صارخ في عدد الآطباء المتخصصين وغير المتخصصين في مستشفي المنصورة العام القديم, حيث يزيد عددهم علي500 طبيب في حين يعاني مستشفي مثل المطرية المركزي عجزا صارخا معظم التخصصات حيث لايعمل به سوي70 طبيبا, وأصبح الأمر يستلزم اعادة توزيع الأطباء توزيعا عادلا علي المستشفيات.