المنصورة عاصمة الطب في مصر مقولة ترددها الألسنة بعد أن نالت شهرتها الطبية الواسعة في العلاج والجراحة من خلال منظومة من المراكز والمستشفيات الطبية المتميزةالتي تعتبر صروحا ناصعة البياض قدمت الكثير من الخدمات الطبية لأبناء الدلتا وليس أبناء الدقهلية فقط علي مدي السنوات الماضية. إلا أن الثوب الناصع البياض لهذه المنظومة أصبح يشوبه بعض الثقوب السوداء بعد أن أصبح المرضي يواجهون عددا من المشاكل اليومية خاصة فيما يتعلق بتعطل بعض الأجهزة الطبية المهمة.. وإعطاء مواعيد بعيدة لإجراء العمليات الجراحية مما يضطر هؤلاء المرضي إلي اللجوء لإجرائها بالمراكز والمستشفيات الطبية الخاصة وهو مالا يقدر عليه سوي البعض وتظل الغالبية العظمي منهم تحت وطأة المرض والفقر. وفي رصد سريع لعدد من الثقوب السوداء نجد أن: العمل يجري في3 مراكز طبية جديدة لجراحة المخ والأعصاب والعظام والنساء والتوليد منذ أكثر من5 سنوات ولم يتم الإنتهاء منها حتي الآن بسبب نقص الاعتمادات السنوية التي لاتزيد علي بضعة ملايين سنويا برغم أهمية هذه المراكز وحيويتها لمنطقة الدلتا, * وفي مستشفي الأطفال الجامعي الذي أصبح له شهرة كبيرة بعد إجراء عمليات ناجحة في فصل التوائم.. هناك قائمة انتظار طويلة تضم أكثر من155 طفلا يعانون من أمراض القلب المختلفة في انتظار إجراء عمليات لإصلاح عيوب بقلوبهم ويتم إعطاء المرضي مواعيد بعيدة لإجراء هذه العمليات بسبب النقص الصارخ في عدد اسرة قسم جراحة قلب الأطفال الذي يضم11 سريرا فقط. View مدينة المنصورة in a larger map * وفي الآونة الأخيرة ظهرت مشكلة ولادة التوائم والأطفال ناقصي النمو المبتسرين والذين يحتاجون إلي حضانات مجهزة بأجهزة التنفس الصناعي ويعاني آباؤهم الأمرين ويحارون بين المستشفيات سواء كانت تابعة للجامعة أو لمديرية الصحة والتي غالبا ما تكون كاملة العدد وهو الأمر الذي معه يلجأ كثير من هؤلاء الآباء الي المراكز الخاصة لانقاذ أطفالهم ولكن يفاجأون بأن نفقات علاج الطفل في الليلة الواحدة تزيد علي600 جنيه وهو ما لا يتحمله كثيرا من الآباء وكان آخر هذه الحالات آدم وجنة محمد عادل من المطرية اللذان دخلا أحد المراكز الطبية الخاصة بالمنصورة وطلب المركز من والدي الطفلين مبلغ15 ألف جيه وعند عرض المشكلة علي اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية قرر تحمل5 آلاف جنيه منها والاتصال بمسئولي المركز الخاص الذين تحملوا5 آلاف جنيه أخري.. ولكن مشكلة نقص الحضانات خاصة التي تحتوي علي أجهزة تنفس صناعي.. لاتزال قائمة. وفي قسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفي الجامعي تجري أعمال الصيانة والترميمات منذ6 أشهر مما أدي الي توقف إجراء عمليات إزالة الغضروف وأصبح هناك طابورا طويلا من المرضي في إنتظار إجرائها. * وفي وحدة جراحة الركبة بجامعة المنصورة5 أسرة فقط برغم أن هناك طابورا طويلا من المرضي علي قوائم الانتظار يحتاجون إلي إجراء عمليات الرباط الصليبي وغيرها من العمليات الخاصة بالركبة وبسبب ضيق الوحدة وعدم إجراء سوي5 عمليات فقط كل إسبوع ازداد طابور الانتظار. * جهاز أشعة الرنين المغناطيسي في المستشفي الجامعي معطل منذ فترة ولايوجد في جامعة المنصورة أو المستشفيات التابعة لمديرية الصحة جهاز آخر سوي الجهاز الموجود بمركز الكلي. * ولايختلف الوضع كثيرا في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة التي تفتقر الي وجود منظار واحد لاستئصال حصوات الكلي ويقف المرضي حائرين بين عدم وجود مثل هذا الجهاز في هذه المستشفيات والمواعيد البعيدة التي يحددها مركز الكلي والتي عادة ما تصل إلي أكثر من عام ونصف العام.. ومع التقدم الهائل الحادث في مركز أمراض الكلي والمسالك البولية في جميع التخصصات.. فإن اللافت للنظر أن المبني الجديد الذي تم إنشاؤه بشارع جيهان وتكلف نحو80 مليون جنيه, تم تخصيصه عيادات خارجية ولم يغد المركز المرضي كثيرا كما كان يؤمل منه, حيث إن عدد الأسرة لايزال كما هو120 سريرا فقط ومازالت قوائم الانتظار من المرضي تبحث عن مغيث!!