هناك مركز أول تحتله مصر لا يدعو إلي الفخر وهو صدارتها للدول المستوردة للقمح علي مستوي العالم مما يستوجب العمل الجاد لكي تحتل مكانة متأخرة في هذا الترتيب والأفضل ألا يرد ذكرها علي الاطلاق لأن الأمر يتعلق بقوت الشعب. ومع الحديث المتواتر عن مشكلات نقص المياه مما يعوق فرص التوسع في الزراعة اعتمادا علي مياه نهر النيل ومع بروز مشكلة استنزاف المخزون من المياه الجوفية وتحولها إلي الملوحة يصبح البحث عن بديل أمرا ملحا ولكن أين هو؟ الاجابة انه في الساحل الشمالي الغربي الذي يشكل22% من مساحة مصر( نحو095 ألف فدان) كانت في السابق بمثابة سلة الغلال التي أطعمت الامبراطورية الرومانية. وما الذي عطل الاستفادة من هذا الجزء من أرض مصر؟ الاجابة إنها مخلفات الألغام من الحرب العالمية الثانية التي دارت بعض معاركها علي أرض مصر, من دون أن يكون لنا فيها ناقة ولاجمل تلك الحرب التي مازالت رحاها تدور علي أرض مصر لأن مخلفاتها من الألغام والاجسام المتفجرة مازالت تحصد الأرواح وتعطل الاستفادة مما يقرب من ربع مساحة مصر ضحايا الألغام ممن أعاقتهم مخلفات الحرب شهود أحياء علي حجم المشكلة التي تسببت في بتر أجزاء من أجسامهم مثلما بترت جزءا من أرض مصر يحمل في باطنه بما يحتويه من ثروات معدنية وبترولية وغاز ويحمل علي ظهر أرضه بما يهطل عليها من أمطار ويسطع عليها من شمس مفاتيح خروج مصر من أزمتها. هناك خطة موضوعة لإزالة الألغام وتعمير الساحل الشمالي الغربي تتكلف06 مليار جنيه ويستغرق تنفيذها02 عاما لادخال ربع مساحة مصر في الخدمة بدءا بإزالة الألغام بمعرفة القوات المسلحة في7 فبراير9002 حيث تم بالفعل الانتهاء من تطهير مساحة33 ألف فدان بها موارد مياه ضخمة تتمثل في ترعة الحمام ومياه جوفية متجددة لوفرة الأمطار. خطة تنمية المنطقة التي تشرف عليها الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي التابعة لوزارة التعاون الدولي تتضمن انفاق06 مليار جنيه ستوفر483 ألف فرصة عمل وستكون نواة لاجتذاب مليون ونصف مليون شخص بحلول عام2202 لاستثمار4,8 مليار برميل بترول و31,4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و3 ملايين فدان صالحة للزراعة والرعي وأكثر من006 مليون متر مكعب من الثروات المعدنية. وهناك استفادة أخري تتمثل في الشمس الساطعة والرياح اللتين يمكن ترجمتهما إلي طاقة وعناصر جذب سياحي ووفقا لأطلس الشمس وأطلس الرياح العالميين فان منطقة الساحل الشمالي الغربي هي أفضل الأماكن في مصر تسعي للتحول إلي الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة02% بحلول عام0202 بما يؤذن بدخول الساحل الشمالي الغربي مرحلة التنمية الشاملة. إزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي ليس مشروع الحكومة ولكنه مشروع كل مصري علي حد وصف الدكتورة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي المتحمسة للمشروع. وإذا كان النظام السابق قد ولي وجهه نحو الساحل الشمالي لتحقيق المتعة باقامة المنتجعات علي البحر وأدار ظهره لربع مساحة مصر فإن الوقت حان بعد ثورة52 يناير لكي يستمع الناس بالبحر صيفا وتتحول المنطقة إلي خلية عمل طول العام. إلي أن ينتهي الجدال حول ممر التنمية وهو محل خلاف شديد فان تعمير الساحل الشمالي الغربي يصبح الأمل القريب. المزيد من مقالات محمد عثمان