خطر البلاغات الكيدية! ليس هناك خطر يعادل خطر الاستسلام لأجواء التشكيك التي تطال كل أطياف المجتمع ورموزه في شكل بلاغات كيدية وشائعات مجهولة المصدر تستنزف وقت وجهد الأجهزة القضائية من ناحية وتثير حنق الرأي العام من ناحية أخري. ءرغم أن هناك قانونا يجرم هذا السلوك ويضع القائمين به تحت المسائلة والحساب ولا أحد يدري سر عدم تفعيله بالشكل الكامل الذي يعيد الطمأنينة للنفوس ويضع حدا لأجواء البلبلة التي تسود الوطن. والحقيقة أننا لسنا وحدنا الذين نعاني من بعض ضعاف النفوس الذين يجيدون الدس والطعن في العلن والوشاية بالكذب- سرا- فذلك سلوك اجتماعي قديم قدم الحياة البشرية. ولا شك في أنه كلما تراجعت درجة الإيمان بالقيم الأخلاقية في أي مجتمع زادت شريحة النمامين والدساسين والوشاة اتساعا. وهذه الشريحة من الوشاة والدساسين ومحترفي البلاغات الكيدية تمثل خطرا علي أي مجتمع لأنها شريحة تضم تجمعا غريبا من الفاشلين والحاقدين والمجروحين نفسيا وأخلاقيا.. وهم لا يختلفون في كثير أو قليل عن كتاب التقارير المشبوهة في الأنظمة البوليسية التي تأخذ الناس بالشبهات. ويخطيء من يظن أن بالإمكان تنقية أي مجتمع من مثل هذه الشرائح المريضة بين يوم وليلة لأن الذين تربوا علي هذا السلوك يصعب تهذيب سلوكهم بمزيد من جرعات التوعية والإقناع وإنما السبيل الوحيد يكمن في مدي قدرة المجتمع علي التمييز بين الغث والسمين من الأقوال والفصل بين الطيب والرديء من الأفعال بعيدا عن أجواء الزيف ودقات الكيد الكاذب! وفي اعتقادي أن إعادة ترتيب العقل والروح تمثل مقدمة ضرورية وأساسية لمواجهة كل ظواهر الفساد في المجتمع وفي المقدمة منها فساد الضمائر التي تسمح لشرائح الدس والوشاية أن يكون لها وجود مؤثر في دفع الأحداث نحو اتجاهات ومسارات خاطئة! وعلينا أن نثبت قولا وعملا أننا مجتمع يزكي الفضائل ويحارب الرذائل تحت مظلة شعور عام بأن الناس جميعا أمام القانون سواء وأن المرآة الحقيقية للفرد هي عمله وعطاؤه وأن هناك خطا فاصلا بين الحلال والحرام لأن ذلك هو السبيل الأمثل لحماية القيم الرفيعة التي تسد الطريق أمام حيل وألاعيب محترفي تلفيق البلاغات الكيدية! خير الكلام: الضمير هو الابن البكر للإيمان والعنوان الصادق لحضور الله في الإنسان! ليس هناك خطر يعادل خطر الاستسلام لأجواء التشكيك التي تطال كل أطياف المجتمع ورموزه في شكل بلاغات كيدية وشائعات مجهولة المصدر تستنزف وقت وجهد الأجهزة القضائية من ناحية وتثير حنق الرأي العام من ناحية أخري [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله