في ظل المخاوف السائدة من زيادة تكلفة الحصول علي الطاقة التقليدية اللازمة لتلبية احتياجات التنمية وكذلك زيادة التأثير الضار علي البيئة زاد الاهتمام العالمي بالاعتماد علي مصادر الطاقة النظيفة من الرياح والشمس لتوفير احتياجات التنمية المتزايدة من الطاقة.ولهذا الغرض انطلقت عام9002 المبادرة الأوروبية لاستغلال الطاقة الجديدة والمستجدة من الشمس والرياح في شمال إفريقيا لتلبية احتياجات المنطقة من الطاقة النظيفة, وكذلك امداد دول الاتحاد الأوروبي بحوالي51% من احتياجاتها من الكهرباء ومن تلك الطاقة الشمسية المولدة من شمال إفريقيا وذلك حتي عام2055, وتأسست مبادرة ديزرتك التي تهدف إلي إقامة محطات عملاقة في الصحاري الإفريقية لتوليد الكهرباء من الشمس, وفي خطوة عملية تم انشاء شركة دي.أي.أي(DII) في ميونخ بألمانيا في أكتوبر عام9002 بمشاركة عدد كبير من شركات الطاقة الألمانية والأوروبية وكذلك عدد من البنوك ومؤسسات التمويل بهدف تنفيذ برنامج مبادرة ديزرتيك وايجاد الظروف السياسية والاقتصادية والتكنولوجية لجلب وتوظيف الاستثمارات في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة وشبكات النقل والتوزيع. زار مصر مؤخرا وفد من الشركة برئاسة السيد باول فان سون الرئيس التنفيذي للشركة لاستكشاف آفاق التعاون مع مصر في هذا المجال, وقال في تصريحات خاصة للأهرام: ناقشنا مع عدد من المسئولين في الحكومة المصرية سبل وآفاق التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة في ظل الظروف التي تواجه العالم من زيادة استهلاك الطاقة في الفترة المقبلة, وبالنسبة لمصر فإن تلبية مؤسسات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية تتطلب مزيدا من الطاقة في الفترة المقبلة ونبحث عن شركاء مصريين من القطاع الخاص والحكومة للدخول في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة كصناعة واعدة تستهدف الحفاظ علي البيئة وتوفير الطاقة من المصادر البديلة النظيفة. وحول مدي استجابة الحكومة المصرية لهذه التطلعات قال السيد باول فون سون: هناك رغبة لدي مصر واقتناع بأهمية الطاقة الجديدة والمتجددة مستقبلا ولكن يظل العامل السلبي نحو الدخول العملي في هذا المجال هو انخفاض تكلفة وأسعار الحصول علي الطاقة بالنسبة للمستهلكين في المنازل أو الصناعة, فمصر تدعم الطاقة بمعدل مرتفع جدا مما يجعل عملية التحول نحو المصادر البديلة للطاقة أمرا صعبا حاليا, ولكن في المستقبل ومع التقارب في الأسعار بين تكلفة الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة يصبح الاستثمار في صناعة الطاقة الجديدة والمتجددة أمرا واردا ولكن لابد للحكومة المصرية من أن تتخذ خطوات جادة في هذا الطريق خاصة مع زيادة المخاوف من الاعتماد علي توليد الكهرباء النووية بعد زلزال اليابان, ومعظم الدول الأوروبية تتخلي حاليا عن برامجها لتوليد الكهرباء النووية, كما أن زيادة معدلات استهلاك الكهرباء في مصر تمثل تحديا كبيرا للحكومة المصرية مما يؤكد حتمية التوجه نحو المصادر الجديدة للطاقة. وفيما يتعلق بدور الشركة في تقديم المساندة والمساعدة لدول شمال إفريقيا لتوليد الكهرباء الشمسية قال: إن الدور الأساسي للشركة هو تنفيذ مبادرة ديزر تيك في أوروبا ومنطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتتطلع إلي ضم شركات من دول منطقة شمال إفريقيا لتوسيع نطاق عمل الشركة وتستهدف اعداد مشروعات نموذجية لترجمة تصوراتنا إلي واقع عملي في المنطقة للحصول علي الطاقة الكهربائية من المصادر النظيفة سواء من الشمس أو الرياح وتقدم اقتراحات عملية وحلول لجذب الاستثمارات في هذا المجال.