[email protected] لم يعد استخدام التكنولوجيا يقتصر علي مجال ما أو صناعة بعينها بل أصبح يمتد إلي جميع القطاعات لتحسين الإنتاجية وزيادة كفاءة الإنتاج ورغم جميع الاتهامات التي يوجهها البعض للتكنولوجيا بأن لها أثارا ملوثة للبيئة إلا أنه بشكل عام تعتبر التكنولوجيا أفضل صناعة صديقة للبيئة. ومؤخرا استضافت مصر المؤتمر الاقليمي الثالث للطاقات المتجددة تحت رعاية د. أحمد نظيف رئيس الوزراء لبحث سبل دعم وتشجيع استغلال الطاقات النظيفة خاصة الشمس والرياح لإنتاج الكهرباء وتشجيع الأبحاث والتكنولوجيات المتعلقة بتطوير المعدات المستخدمة لهذا الغرض وكيفية إعطاء دفعة قوية لتكنولوجيات استغلال الطاقات المتجددة والتي تمتلك منطقة الشرق الأوسط امكانيات هائلة بالنسبة لها تؤهلها لإنتاج الكهرباء بكميات تجارية كما بحث أوجعه لدعم التعاون الاقليمي لنشر وبناء القدرات المتعلقة باستغلال هذه الطاقات في المنطقة وشمال إفريقيا والتأكيد علي التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة لتسهيل الإسراع في نشر استخدامات الطاقة المتجددة. ولعل ما أكده الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة من اعتماد مصر علي التكنولوجيا الحديثة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في محطة الكريمات بقدرة 150 ميجاوات والاعتماد علي طاقة الرياح بطاقة حاليا تصل إلي 145 ميجاوات تزداد إلي 850 ميجاوات في عام 2010 هو أحد أهم أوجه استخدام التكنولوجيا في الحصول علي الطاقة النظيفة كذلك تتجه حاليا العديد من شركات الكمبيوتر لإنتاج أجهزة كمبيوتر صديقة للبيئة من مكونات تتحلل بشكل طبيعي بعد فترة زمنية تؤكد أن التقدم التكنولوجي سيلعب دورا مهما في الحد من مخاوف التلوث البيئي في المستقبل. وأعلنت العديد من شركات بناء السفن عن خططها المستقبلية للاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة لتصميم سفينة شحن من اجل المستقبل تعمل فقط بقوة الرياح والأمواج حيث يقترب مستوي الغازات المنبعثة منها من الصفر وتتوقع الشركة أن يدفع تشديد اللوائح وارتفاع تكلفة الشحن خلال السنوات العشرين المقبلة الصناعة إلي مزيد من الاعتماد علي التكنولوجيا لإنتاج سفن أكثر حفاظا علي البيئة كذلك أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن زيادة اهتمامها بمشروعات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة لإنعاش الاقتصاد الامريكي يؤكد أن المستقبل القريب سوف يشهد مزيدا الاعتماد علي التكنولوجيا لإنتاج طاقة نظيفة تساعد علي حماية البيئة من الغازات الملوثة الناجمة عن مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة في الوقت الحالي. ولاشك أن هناك الكثير من الأبحاث المصرية المعنية بتوليد الطاقة النظيفة لاسيما لدي مركز بحوث واختبارات الطاقة المتجددة وأكاديمية البحث العلمي إلا أن غالبية هذه الأبحاث العلمية لم تر النور حتي الآن نتيجة نقص عنصر التمويل وارتفاع التكلفة مقارنة بتكلفة إنتاج الطاقة من مصادرها التقليدية إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار البترول يمكن أن يكون عنصرا محفزا للكثير من الشركات للاعتماد علي بدائل أخري للطاقة ومن ثمة نأمل أن يكون لأكاديمية البحث العلمي دور في تشجيع ودعم الأبحاث المتعلقة بتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وذلك وفقا لدراسة جدوي اقتصادية وعلمية تتيح لمؤسسات الأعمال وقطاع الصناعة الاستفادة من تلك الأبحاث في تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة. في النهاية نؤكد أن الربط بين التكنولوجيا والحد من التلوث البيئي هو أمر مقبول حيث تهدف عمليات التطوير التكنولوجي إلي خفض نسبة التلوث الناجمة عن مخلفات جميع القطاعات الصناعية- الزراعية- النقل.. الأمر الذي يؤكد ازدهار الطلب علي التكنولوجيا في مجال حماية البيئة في المستقبل القريب.