الأمير أستبغا بن بكتمر جلب إلي مصر في عهد السلطان منصور قلاوون وتربي في القلعة وظهرت مواهبه وهو صغير مما جعل السلطان يقربه منه ويضمه إلي بلاطه. وفي عهد السلطان حسن بن الناصر أخذ يترقي حتي وصل إلي نيابة الإسكندرية ثم نيابة حلب, وان كانت أسعد أيام استبغا في عهد السلطان الملك الأشرف أبوالمعالي حيث كان الأمير أستبغا يلازمه ملازمة الظل وإليه ترجع حالة الاستقرار التي نعمت بها البلاد في فترة حكم دولة المماليك. وتوفي في الخامس من محرم سنة 777 ه قبل وفاة السلطان بعام واحد. وتنقل الدكتورة سعاد ماهر شرحا عن المقريزي ووصفا لمدرسة أستبغا التي تقع بجوار درس العباس قريبا من حارة الوزيرية بالقاهرة وقفها علي الفقهاء الحنفية وبني بجوارها حوض ماء للسبيل وسقاية ومكتبا للأيتام سنة 772 ه وبني قبالتها جامعا مات قبل اتمامه, ويقول المقريزي إن سبب بناء استبغا لمدرسته في حارة الوزيرية انه كان يسكن دارا قريبة منها. وتنسب حارة الوزيرية إلي الوزير يعقود بن كلي وكان أول وزير في العصر الفاطمي وسكن اتباعه في هذه المنطقة وإليهم تنسب اسم الوزيرية ويحدد علي مبارك موقع المدرسة حديثا يقول: يقع هذا الجامع أيضا في درب سعادة وكان متخربا وجدد سنة 1271 ه بواسطة والدة حسين بك عبدالعزيز ويقام فيه الشعائر وله أوقاف ويعرف باسم جامع الشرقاوي. ويضيف محمد رمزي: بالنسبة لموقع المدرسة فإنها لاتزال المدرسة الصغيرة الجميلة باقية وتعرف باسم( ستبوأغا) تحريف استبغا ومشهور لدي العامة بجامع الشرقاوي نسبة إلي خطيبه الشيخ محمد الشرقاوي الذي مكث يخطب فيه مدة طويلة وهو عامر باقامة الشعائر بدرب سعادة بباب الخلق بالقاهرة وبجوار الجامع مكان حوض للسبيل هو الآن دكان وبجواره السقاية ولاتزال محتفظة بشكلها الجميل, وتقع الواجهة الرئيسية للجامع في الضلع الشمالي الغربي وطولها 25 مترا يقسمها المدخل الرئيسي إلي قسمين متساويين, ويشغل الجزء الجنوبي من الواجهة علي بعد 80 سم من المدخل الرئيسي فتحة كان يشغلها السبيل حل محله الآن حانوت ومازال يحتفظ بسقفه الخشبي الجميل المزخرف برسوم زيتية. ويتوسط المدخل الرئيسي الواجهة وسعة صينيت 285 سم بعمق متر يأتي بعدها الشرفات. أما المئذنة فتعلو الواجهة وتتكون من ثلاثة طوابق تقوم علي قاعدة مرتفعة, الطابق الأول في شكل سداسي والطابق الثاني أسطواني نقشت فيه زخارف هندسية بارزة غاية في الدقة والإبداع والثالث يتكون من ثمانية أعمدة كل منها يحتوي علي عمودين مندمجين وتيجانها مكونة من ثلاثة صفوف من الدلايات وتنتهي المئذنة بالقبة الخوصية والهلال النحاسي.